طالب عدد من المدربين الإماراتيين بتفعيل وإشهار رابطة المدربين المواطنين، لتكون صوتا لهم في الشارع الرياضي، على أن تكون إحدى لجان اتحاد الكرة ولها صلاحيات وليس مجرد شكل أو ديكور، وقالوا إن الفكرة طرحت قبل عشر سنوات وبدأت تحركات حثيثة من أجل إشهار الرابطة، لكن الأمور توقفت دون سبب معين.
جاء ذلك خلال ندوة “المدرب المواطن ..بين الواقع والطموح” التي نظمتها مؤسسة رايترز لإدارة المشاريع بمقر “كتاب كافيه” بمنطقة آب تاون مردف في دبي، بحضور المدربين عبد الله صقر ، وعبد المجيد النمر، ووليد عبيد، وحسن مقيم، ومثلي وسائل الإعلام المحلية.
وناقشت الندوة أهم العقبات التي تواجه المدرب المواطن وتبعده عن التواجد مع فرق دوري الخليج العربي، ودروي الدرجة الأولى، وتناول كل مدرب أسباب المشكلة من وجهة نظره، وأهم الحلول التي تساعد المدرب المواطن على القيام بدوره في منظومة تطوير الكرة الإماراتية.
وعبّر المدربون عن تفاؤلهم بتحسن أوضاع المدرب المواطن خلال المرحلة المقبلة، نتيجة الدعم الحكومي للمدرب المواطن، وتغيير مفاهيم بعض إدارات الأندية، وطالبوا بمنح الثقة والوقت الكافي، من أجل الحكم على عمل المدرب المواطن، وعدم التعامل معه بالقطعة، أو بنتيجة مباراة واحدة أو اثنين، وأكدوا دعمهم الكبير لتجربة المدرب عبد العزيز العنبري، الذي أعاد درع الدوري للشارقة، بعد غياب طويل، ويواصل نجاحاته للموسم الثالث على التوالي، وأعربوا عن دعمهم لتجربة المدرب سالم ربيع في الوصل، وطالبوا بمنحه الوقت لإظهار نجاحه مع الفريق.
وأوضح المدرب المخضرم عبد الله صقر أن عبد العزيز العنبري مدرب فريق الشارقة ناجح وخطوات عمله بارزة ونرجو له التوفيق، ونأمل أن يوفق المدرب سالم ربيع مع الوصل فهو مدرب لديه خبرات مناسبة، وقال إن المشكلة تكمن في نظرة البعض للمدرب المواطن، أنه مدرب طوارئ، وقد يختار بالصدفة لظروف معينة.
وبين صقر أن المدرب المواطن يكون أمام “مقصلة الإقالة” في غالب الأحوال، ومهمته ليست سهلة ، وأشار إلى أن المشكلة في الواقع إدارية أكثر منها فنية ، حيث أن المسؤولين عن الأندية يفكرون في النتائج فقط ، بغض النظر عن ظروف أخرى يعمل فيها المدرب.
واختتم بقوله إن المدرب المواطن تطور كثيرا خلال السنوات الماضية وهناك دعم كبير من الدولة، وهناك تفاؤل عام بأن المرحلة المقبلة ستشهد تواجد العديد من المدربين المواطنين في صدارة المشهد، وأقرب مثال هو عبد العزيز العنبري مدرب فريق الشارقة، فعندما تولى المسؤولية وجد دعما كبيرا من المسؤولين والجماهير.
من جانبه قال المدرب عبد المجيد النمر إن المدرب المواطن مفروض عليه العديد من القيود، بغض النظر عن الشهادات والخبرات والنتائج، مشيرا إلى أن معظم المدربين الحاليين في الدوري لايملكون رخصة المدرب المحترفين التي يشترطها الاتحاد الآسيوي، وقام اتحاد الكرة باستثنائهم من شرط الرخصة حتى نهاية العام الحالي لتوفيق الأوضاع.
وأبدى النمر تفاؤله بالمرحلة المقبلة، وقال رغم العقبات التي نواجهها إلا أنني متفائل حيث أن هناك حراك واضح لتولى المدرب المواطن المسؤولية، ولدينا خبرات جيدة جدا بين المدربين المواطنين، واتحاد الكرة قام بإرسال العديد من المدربين للدخول في فترة معايشات بالدوريات الأوروبية المختلفة، وهذا منحهم المزيد من الخبرات، وأطالب إدارات الأندية بمنح المدرب الثقة وتوليته المسؤولية من بداية الموسم ومحاسبته بعد حصوله على الفرصه الكاملة.
وقال مدرب حراس المرمى حسن إسماعلي مقيم ، هناك بعض الإدارات عقبة في طريق المدرب المواطن، رغم أن اتحاد الكرة يدعم المدرب المواطن، وبين أن قارة آسيا بها 95 مدرب مواطن يتولون مسؤولية فرق ومنتخبات، وطالب بمنح المدرب المواطن الفرصة من بداية الموسم، مؤكدا أننا نملك تجارب ناجحة للمدربين المواطنين في المنتخبات والفرق، وبين أن هناك 55 مدرب حراس مرمى مواطنين مؤهلين تمام لكن للأسف لايوجد منهم واحد في دوري المحترفين.
بدوره قال المدرب وليد عبيد إن المدرب المواطن يتحمل مسؤولية العقبات التي يواجهها، كون العديد منهم ليس لديه الإصرار على خوض التجربة كاملة سواء كانت فاشلة أو ناجحة، اعتمادا على أن لديه وظيفة مدنية يعيش منها، لكن لو كان متفرغا تماما لكرة القدم، لاختلف الوضع وفرض نفسه على الساحة الرياضية، كما أوضح أن المدرب المواطن لايسوق لنفسه بالطريقة الصحيحة، والجميع تقريبا ليس لديهم وكيل أعمال يساعدهم على ذلك، وبين أن وكلاء الأعمال يرفضون تسويق المدرب المواطن بحجج كثيرة لا داعي لذكرها علنا، لكن نأمل أن تتغير الصورة وأن يكون هناك تعاون بين الطرفين لمصلحة الكرة الإماراتية خاصة، وأوضح أن جاحة كورونا قد تكون سببا في ظهورالمدرب المواطن بعدما لجأت إدارة الأندية إلى تقليص النفقات، ما يعني التوجه إلى المدرب صاحب التكلفة الأقل، وهذا يعطي بعضا من الأمل للمدرب المواطن.
