التقارير والحواراتمنوعاتواحة الشعر و الفن

عبد العزيز الجاسم: ظاهرة تقييم الكتب هي إعلان مجاني ومجاملة للكتّاب

أجرت الكأس حواراً مطولاً مع الشاعر والأديب السعودي عبد العزيز الجاسم، تطرق فيه لعدد من المحطات من مسيرته، ورأيه في العديد من القضايا التي تتعلق بواقع الشعر والأدب في الوطن العربي.

 

*نرجو أن تنوّر القراء الكرام بومضات من سيرتك الذاتية ؟

_اسمي عبد العزيز بن جاسم الجاسم، من مواليد واحة الأحساء شرق المملكة العربية السعودية، و بما أنني من مواليد أواخر شهر سبتمبر فيمكنني القول بأنني عشت اثنين وأربعين خريفاً حتى اليوم، أكتب الشعر الفصيح و الرواية العربية منذ ما يزيد عن العشرين عاما.

 

*ماهي أهم إنتاجاتك الأدبية المنشورة منها والمخطوطة، والتي لم تنشر بعد ؟

 

-بدأت الكتابة فعليا عام 1995م لكني قررت النشر في عام 2016م كتجربةٍ نثرية في النص العربي من خلال كتاب رسائلها إليه، بعد نشر هذا الكتاب بدأت التواصل مع مجموعةٍ جميلةٍ من دور النشر الخليجية و التي ارتبطت بإحداها لأنشر رواية مقام عزيز عام 2018م و تلتها رواية العشرون من مايو عام 2019م مع الدار ذاتها، أما بالنسبة للأعمال المكتوبة غير المطبوعة فهي تزيد عن السبعة أعمال في الشعر الفصيح و النثر و القصة و هي بحاجة لتطبيق دراسة تنقيحية كاملة قبل أن ترى النور بإذن الله تعالى، حالياً أعكف على كتابة عمل روائي في السيرة الشخصية أخوض فيه تحدياً كبيراً لكسر قاعدة المائة ألف كلمة في النص الروائي و هو رقم يقلل فرص القبول لدى دور النشر بسبب كثرة عدد أوراقه، بالإضافة لقدرة التسويق لدى تلك الدور بشكلٍ خاص و التي تعتبر صعبة نوعا ما مقارنة بأحجام الإصدارات الحديثة، لكن نأمل أن يكون لهذا العمل نصيب في الظهور و هناك محاولة حثيثة لطرحه للتداول خلال الموسم القادم بتوفيق الله.

 

*تجربتك في الكتابة متعددة، فأنت شاعر وروائي هل لهذا علاقة بخصوصية الكتاب القدامى الذين كانوا يجمعون بين كل فنون الكتابة؟

-أنا أؤمن بالتخصصية كثيراً، و بما أن الأدب العربي مرتبط ارتباطاً وثيقاً باللغة العربية فلن يكون هناك فاصلٌ بين القصة و القصيدة إلا اللون الأدبي كتشعبٍ يربط بينهما غالبا، بالنسبة لي قمت بربط السرد الروائي بالقصيدة من خلال دمج بعض المواقف و شخوص الأعمال بالشعر و الاستدلال به و ذلك من خلال استخدام أبيات خاصة اختزلتُ مضمونها في الرواية و هذا ظاهر في رواية مقام عزيز و كذلك رواية العشرون من مايو، كلنا يعلم أن العرب قديماً لم يرتبطوا بالقصة إلا من خلال بعض الحكواتية؛ لكنهم ارتبطوا و بشكلٍ وثيقٍ بالشعر الفصيح في الفخر و الحماسة كونهم كانوا معشر حرب و حميّة و طالما افتخر الشعراء بالفرسان و شجاعتهم و إقدامهم، فكانت القصيدة كالسيف الذي يقطع كبد الأعداء كما يشد من أزر الأصدقاء،و في ذلك قصائد خالدة لا يمكن حصرها، لذلك طغت القصيدة على القصة في عصور ما قبل الدولة العباسية و لم تظهر بشكل بارزٍ إلا بعد ظهور حركة الترجمة التي انطلقت من مكتبة بيت الحكمة التي أنشأها الخليفة العباسي هارون الرشيد في بغداد و قد استمرت حتى وصلتنا في العصر الحالي الذي استلهم قواعد القصة بأنواعها و أشكالها من الفنون الفلسفية و الآداب اللغوية الشرقية و الغربية التي اعتمدت على آراء نقاد و مفكرين من غير العرب غالبا.

 

*لكل شاعر مرجعياته التخيلية والجمالية لبناء عالمه الإبداعي، ما هي ينابيع ومجاري أنهارك الشعرية لتأسيس قصيدتك؟

-القصيدة ابنة الآن كما يصفها أغلب الشعراء، كما أن الشاعر يسعى لكتابة قصيدته الأولى و التي لا يصل إليها غالباً رغم كتابته لعدد كبيرٍ من القصائد إذ ليس من السهل بناء القصيدة وفق نظام مكتوبٍ على ورق، بغض النظر عن فنون علم العروض و بحور الشعر فإن القصيدة العربية عامة و العامودية خاصة تولد في ذهن الشاعر كولادة الطفل، أحياناً تكون تلك الولادة سهلةً يسيرةً و أحيان أخرى تكون متعسرةً بحيث لا يجدي معها إجراء عملية قيصرية فكرية، قد يترك الشاعر قصيدته قيد الإنشاء لأيام و قد يستمر بناء القصيدة شهوراً، و لنا كمثال قصائد الحوليات التي كان شعراؤها يبنونها سنةً كاملةً قبل أن ينشدوها لأقوامهم، و على العكس تماماً نجد في الزمن الحالي ما يدعى بالشعر التجاري الذي يمكن كتابته في دقائق لكنه يفتقر للمشاعر رغم جماليته، كلماتٌ شعرية يقوم أصحابها بكتابتها رغبةً في بيع الكلمات و هذا اللون من الشعر الباهت منتشرٌ كثيراً في الآونة الأخيرة باسم الشعر الحر تارةً و باسم الشعر الغنائي و غيرهما من المسميات تارةً أخرى، قد نجد جمالية في القصائد من هذا اللون كما أسلفت لكنها لن تكون بديعةً كنزف الشعر الحقيقي النابع من الوجدان، و هذا ما يميز شاعراً عن غيره و إلا فكل من سجع جملتين قال بشاعريته في زمننا الحالي.

 

*الآن وبعد أن كتبت الشعر إلى جانب الرواية.. ألا تفكر بالانفتاح على أجناس أدبية أخرى، وطرق أبواب تعبير مغايرة؟

-لا مانع من كتابة الألوان الأخرى أبداً و لدي من القصاصات كثيرٌ في القصة القصيرة و القصة القصيرة جداً و التي أطلق عليها اسم تغريدات حسب المسمى الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي، لكني أفضل الإسهاب فيما أقدمه لذلك ارتبطت كثيراً بالرواية و التي أحاول فرض سمة السرد فيها أكثر من استخدام أسلوب الحوار المنتشر حالياً و المحبذ غالباً لقراء فئة اليافعين. هذه الفئة التي تملّ قراءة السرد الطويل و تقفز للروايات أو لنقل النصوص القصصية الحوارية الشبيهة بالمسرحية، هذا الأمر يعود لكون موهبة القراءة تحتاج مزيداً من النضج لدى كثيرٍ منهم و إن اعتقد أحدهم واهماً أنه وصل لمستويات قرائية مرتفعة من خلال سلق الأوراق و الانتهاء من قراءة العديد من الكتب الصغيرة في فن القصة بأشكاله.

 

*كيف تصف لنا المشهد والحراك الثقافي عند المثقفين في الوقت الراهن؟

على مستوى العالم العربي؛ هناك نقلةٌ كبيرةٌ في فنون الأدب، طاقم الكتّاب العرب يزداد بشكلٍ شبه يومي و هناك إقبال كبير على الكتابة في القصة و القصيدة الشعرية منها و النثرية، نلاحظ أن كثيراً من كتّاب الخواطر انتقلوا لكتابة القصة مؤخراً و هذا أمر جميلٌ في حين بذل هؤلاء مزيداً من الجهد لإتقان كتابة القصة بشكلٍ مقبول في التصنيف، لكن ما يزعج الخاطر هو توجه بعض الكتّاب للاتجار بكلماتهم من خلال حرص كثيرٍ منهم على كتابة أعمالهم دون تروٍ و محاولة نشرها قدر الإمكان و إن كان ذلك النشر دون مراجعة و تدقيق؛ بحيث لا يمر موسمٌ لمعارض الكتاب إلا و قد أصدر فلانٌ كتاباً أو اثنين في ساحة الكتب، هذه الصفة اكتسبها كثيرٌ من الكتّاب و ترجموها كنوعٍ من المنافسة لزملائهم الآخرين كي يحصلوا على رقمٍ صعبٍ في عدد الإصدارات المطبوعة بغض النظر عن جودة محتواها أو الإضافة الفكرية البعيدة عن التكرار، عدد كبيرٌ من الإصدارات التي تتم طباعتها سنوياً لكن و مع الأسف قليلةٌ هي المحتويات المفيدة في كثيرٍ من تلك الكتب ذات الطابع البوليوودي المتكرر.

 

*ما هو رأيك في الظاهرة المنتشرة حاليا وبكثافة أي ما يسمى بـ”تقييم الكتب، أو  مراجعة الكتب”،  وهل تعتبر هذه الطريقة وسيلة لإشهار الكتب وإثارة الجدل أم هدفها شيء آخر؟

 

أقرب تسمية يمكن إطلاقها على هذه الظاهرة هي “إعلان مجاني ملؤه المجاملة للكتّاب”، حيث تفتقر تلك المراجعات أو التقييم لأسس يمكن الاعتماد عليها أو الاعتراف بها أدبيا، أغلب ما يتم نشره من تلك المراجعات ما هي إلا مشاهدات شخصية أو آراء خاصة لا تخلُ من المجاملة و الكثير من التلميع لصورة الكاتب الفلاني و الشاعر العلاني كون أغلب أصحاب حسابات تقييم الكتب هم قراء عاديون غير مختصين بالنقد و لا يطبقون أي قاعدة من قواعده على ما يتم قراءته من كتب إلا من خلال طرح عناوين عامة كاللغة الجميلة السلسة مثلا و التشويق الكبير لدى الكاتب و كاريزما الكاتب أثناء توقيع كتابه و الصورة التي يتم مشاركتها في حساب سناب تشات مع ذلك الكاتب و تلك الكاتبة، و هذه أمور مقبولةٌ في حدود برامج التواصل الاجتماعي لكنها مرفوضة علمياً و لا ترتبط بالعناوين التي عُنونت بها، و مع ذلك يحق للقارئ الذي يحصل على الكتاب أن يذكر رأيه فيما قرأ من باب الإعجاب أو عدم الإعجاب فالكتاب في نهاية المطاف لم يُطبع إلا ليكون بين يدي ذلك القارئ و رأيه سيكون محل اهتمام من الكاتب بلا شك حتى و لو كان بكلمةٍ واحدة، الأمر الوحيد الذي أطلبه من القارئ هو الابتعاد عن مسمياتٍ يطلقها كعناوين لا يقوم بتطبيق أساسياتها كعنوان النقد و التقييم و المراجعة و التحقيق إن أتيح لبعض الأشخاص إطلاقه كعنوان في قادم الأيام. يبقى أمر واحد مرتبط بحسابات تقييم الكتب و هو أمر ظاهرٌ لا اعتراض عليه بشكلٍ عام ألا و هو مشاركة تلك الفئة القرائية للكتب من باب جذب المزيد من المتابعين و هي حق مشروعٌ بلا شك لكنها وسيلة تم استغلال مفهوم القراءة بها لتحقيق رغبات أخرى في وسائل التواصل الاجتماعي و التي تطورت لعقد منافسات قرائية و مسابقات كذلك ليس هدفها التمعن في القراءة بقدر اجتذاب المزيد من المتابعين و وصول بعض الأشخاص لمرحلة المطالبة بتوثيق حسابه و التي ستقود تلقائياً لانضمام بعض القراء لفئة الكتّاب لنسمع بلقب “القارئ الكاتب” و الذي أخذ في الانتشار على مدى السنوات الأربع الأخيرة.

 

*هل تقييم الكتب من قبل النقاد يفيد الكاتب بشيء ويقيم نتاجه ؟ وكيف ترى الظاهرة النقدية للكتب الصادرة الآن ؟

 

-الناقد الفكري أو الناقد الأدبي حسب الاختصاص هو الشخص الوحيد الذي يمكنه تطبيق قواعد النقد بشكلٍ حازمٍ على أي عملٍ فكري بغض النظر عن نوعه و توجهه، حيث أن الناقد و أقصد بذلك الأكاديمي الحاصل على شهادة لا تقل عن الدكتوراة في النقد يستطيع توظيف قواعد و قوانين النقد و حلحلة النص و تفكيكه ليخرج في نهاية دراسته النقدية بكتابٍ أقرب ما يكون لعدد صفحات العمل المراد نقده، تلك الدراسات التحليلية النقدية قليلةٌ جداً على مستوى الأدب لكنها قد تكثر في كتب الأديان حيث نجد كتب التحقيق و الشروحات بشكل كبيرٍ في علم الحديث و علم الرجال و علوم اللغة و كذلك العلوم التطبيقية، بينما لا نكاد نرى دراساتٍ تحليلية لنصوص أدبية إلا ما ندر، إضافة لهذا فبعض النقاد قد لا يجدون الوقت الكافي لدراسة عملٍ أدبي و تقديم دراسة نقديةٍ لعمل من الأعمال الأخيرة و خصوصاً تلك التي يقدمها القارئ العادي غير المختص ليصفها بالرديئة، انتشار بعض الأعمال التي لا ترتقي لتحمل تصنيفاً أدبياً مقبولاً جعل كثيراً من النقاد ينفرون من قراءة تلك الأعمال ناهيكِ عن تقديم دراسة نقدية لها، المؤسف في الأمر أن بعض الأعمال ذات الجودة العالية ستشملها قاعدة عموم الشر و التي ستحرمها من فرصة الحصول على تعليقٍ مفيدٍ من الناقد كونه لم يقرأها، و بهذا لن يكون أمام الكاتب سوى البحث عن ذلك الناقد و محاولة إقناعه بالحصول على عمله الأدبي بهدف تقديم دراسة نقديةٍ حسب توفر الوقت و إن كان ذلك بمقابل، بالمناسبة لقد قرأت بالأمس عن ناقدٍ كبيرٍ بدأ يقدم دراساته النقدية بمبالغ قريبةً لقيمة طبعةٍ كاملة لعمل أدبي لا يقل عن مائتين و خمسين صفحة و هذا مؤشر أحزنني كثيراً حيث أننا ابتلينا بالكتاب التجاريين و الآن بدأنا نرى بذرة نقاد تجاريين و هو مؤشر خطيرٌ على مستوى النقد الذي قد يتحول للمجاملة و المديح بغية المال على حساب مستقبل الأدب و الأعمال الأدبية.

 

 

*في الختام، هل من كلمة أخيرة  لصحيفة الكأس وقرائها؟

-تشرفت كثيراً بإتاحة الفرصة لي للمساهمة بهذه القطرات في بحر صحيفة الكأس التي أدعو القراء العرب من خلالها للتركيز على قراءة الأعمال الكبيرة في فقه اللغة و أصولها وألا يعتمد المثقف العربي على قراءة الروايات فقط فهي لن تبنِ لديه تلك الثقافة التي يمكن الاعتماد عليها بشكلٍ كامل ليكون قارئاً مثقفا، الثقافة في اللغة تبنى من خلال الاطلاع على أبجديات اللغة و الكتب الخالدة بها ثم تدعيم ما تم تعلمه بقراءة الأعمال الأدبية في شتى مجالات الكتابة، هذه النصيحة أقدمها لنفسي ولزملائي الكتّاب كذلك والذين أتطلع لقراءة أعمال لهم لا تموت بعد سنتين أو ثلاث من طباعتها و تخلدهم كأصحاب أقلام هادفة كما خلدت كثيراً من المبدعين على مر التاريخ.

 

” مـلِــكُ الـدلال “

 

عبد العزيز الجاسم

 

سأجمعُ في بعض الحروف حياتي

ترافقني من لحظتي لمماتي

و أكتب في أولى السطور وصيتي

مفصلة تحكي الفضا عبراتي

لتروي لكل العالمين حكايتي

صغيرا بريئا أحمر الوجناتِ

تعلمت من دنياي كيف أكون في

عظيم البلايا ثابت الخطواتِ

و أيقنت أن الحب ليس روايةً

ترددها أسطورة الكلماتِ

و أن فراق الحب يقتل تارةً

و أخرى دماءٌ تنزف القطراتِ

كأني و قد صار الفراق بمدمعي

وحيداَ أنادي تائهاَ بفلاةِ

ثمانُ من الأعوامِ تلك و علها

تغير من وجدي و تصلح ذاتي

محالٌ فما تلك السنون قديرةٌ

على محو أشعاري و درس رفاتي

كأني و قد غاب الدلال بمهجتي

لحيظة وقتٍ لم تكن لحظاتِ

أصيحُ و أبكي الفقد يا لقساوةٍ

تفتّق من جرحي العتيق فراتِ

و تشخب من قلبي دموع محبتي

و تمطر من عيني أسىً دمعاتي

و تسأل هل كانت حقيقة أمرنا

وضوحاً و هل كان الطريق مواتي

و هل أفهموها أن ذلك لم يكن

ليحدث لولا قسوة الظلماتِ

و هل أيقَنَتْ أن المشاعر لم تزلْ

تردد في دمع الهوى كلماتي

و هل أصبحَتْ بعد الفراق سعيدة

و هل أنها تنسى غداً ومضاتي

و هل أنني أحيا و هل أنا ميتٌ

و كيف يعيش المرء دون حياةِ

وُلدتُ مع الأحزان لست مصاحباً

لفرحٍ و لا أحتاجها الضحكاتِ

و خيرٌ لقلبي أن يموت مجدلاً

بسكين حب دامي الشفراتِ

فما اعتدتُ أن أبكي وأعبس للورى

فدمعي بعيني عانق البسماتِ

و مهما اعتلى صوت النحيب بمدمعي

ترى في لساني بهجةً و نكاتِ

حياتي جنونٌ لست أرقب حاضراً

و لست أرى في قادمٍ خطواتي

أعيش مع الماضي الجميل و إنني

أحب من الماضي الدلال و ذاتي

تمر الثواني و السنون سويةً

و ترحل دوني عادةً أوقاتي

أموت و لا أرجو سوى نظرة لها

و كيف يجيب الموت للرغباتِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com