ألعاب مختلفةالتقارير والحوارات

قراءة فنية لنخبة اليد السعودية

بكل تأكيد، لكل إنجاز أسباب، ولكل خسارة أسباب وأعذار، وكأس سمو الأمير فيصل بن فهد، نخبة الممتاز للدوري السعودي لليد، انطلقت وانتهت بأفراح وخيبات، وعلى مدار ثلاثة أيام استمتعنا بالأداء والقوة والإرادة وشجاعة الاتحاد، فاز النور باللقب وخيب الوحدة الآمال واجتهد مضر فضاع اللقب، والخليج قامة وتاريخ وبالعمل وبالدعم تعود الدانات.. فيما يلي قراءة فنية سريعة على الأربعة الكبار، كيف عاد النور وأزداد ألقاً وشعاعاً فخطف دوري الكبار الممتاز ولم يكفه ما تحقق فاستعاد النخبة بجدارة واستحقاق، لماذا سقط مضر ولم يتعاف الوحدة من أثار فاصلة الكبار؟ وأخيراً.. لماذا ظل الخليج بعيدا عن الألقاب؟.

 

النور أكثر انضباطاً وتكتيكاً

المحصلة النهائية لثلاث مباريات خاضها النور أمام الخليج وأمام مضر وأخيراً الوحدة، علامة كاملة، 6 نقاط أخذته لأبعد الحدود دون مضايقة ولا حساب فكان البطل، كيف اعتمد النور مشواره في نخبة الكبار؟ فاضل آل سعيد عمد إلى تشكيلة أساسية لم تتغير بدأها وانتهى بها بطل، عمد لإدخال لاعبي النور في البطولة بشكل تدريجي حتى مرحلة نضج النخبة، عمد لأسلوب الدفاع دون أن يهمل مصادر القوة في الخصوم، وبدأ هجومه من نقطة الدفاع 6/صفر، كلام نهائي وإن تقدم في الدفاع غالباً ما تكون في حالة النقص لدى المنافس، لم يحتج آل سعيد للدفاع المتقدم فهو لم يتأخر في النتيجة بفارق الأهداف، بل عمد طِوال مبارياته الثلاث إلى التقدم الطفيف في اتجاه الكرة والضغط على مراكز التصويب وإجبارهم على التمرير أو التصويب المريح فدائما ما تكون للحراسة دورا مساعداً للدفاع.

أما في مرحلة الهجوم فالخيارات متعدد وفعالة ودائما ما تكون لدى الخط الخلفي كافة الحلول، لم نجد في صفوف النور اللاعب المصوب الصريح من مسافة الـ9 متر ، بل وجدنا اللياقة البدنية العالية ووجدنا المهارة والقتالية، ووجدنا كيف تنهار الدفاعات أمام مجتبى السالم ومصطفى عظيم ومهدي السالم وعبدالله عباس الأبرز، أعتمد النور على سرعة تحضير الهجمات سرعة انتقال الكرة والتمرير وفتح الثغرات الدفاعية للمنافس، النور أكثر انضباطا وتكتيكا وأقل الفرق الأربعة ارتكابا للأخطاء.

 

مضر اجتهد وبجزئيات صغيرة سقط

مضر أحد أضلاع المثلث الرئيسي في بطولة النخبة، تخطى الوحدة في افتتاحية النخبة واعتقد الجميع أنه قطع نصف الطريق نحو الحفاظ على لقبه، لكنه خسر أمام النور بجزئيات صغيرة، ثم فاز على الخليج حاصلا على ما مجموعه 4 نقاط وجاء في الوصافة، القراءة الفنية لمضر هو أيضا به انضباط ويلعب وفق تكتيك محدد ويعتمد على شكله الدفاعي طريقا للفوز وكذلك شكله الدفاعي كان طريقه للخسارة، لديه إمكانيات هجومية وقدرات عالية، استطاع أن يكسب كل الفرق التي التقاها بما فيها النور التي خسر فيها وخسر فرصة الحفاظ على اللقب، ولو رجعنا للمباريات، كان مضر يتقدم، لكنه سرعان ما تتقلص النتيجة لديه، دفاعه دون استراتيجية واستحواذه على الكرة فتراته قصيرة سرعان ما يصوب الخط الخلفي لديه من أقل فرصة كانت نسبة نجاحها عالية أو ضعيفة، لذا شهدنا كيف يتم تقليص الفارق ويضع نفسه في حرج النتيجة، ثم يبدأ من جيد لإعادة الفارق لكن بطريقة عجولة فيها الكثير من الرعونة وعدم التركيز، لعب بطريقة 6/صفر وحولها إلى متقدم وليس الهدف من التقدم هو التقدم الدفاعي الهجومي لاستخلاص الكرة وبدء الهجوم سريعاً، فكان تقدمه عبارة عن إزعاج الخط الخلفي للخصم، وكيف خسر أمام النور، مضر كان المتقدم، لكن في الشوط الثاني أقترب النور شيئا فشيئا إلى النتيجة وتأخر عبدالمنعم هلال في طلب الوقت الفني، النتيجة بفارق أربعة أهداف لمضر، هذا التأخير كلف مضر لهذه الأسباب، لاعبي مضر همهم إعادة الفارق، كان ذلك بصورة واضحة أن الأخطاء رافقت مضر ولأن النور استثمر كل تلك الأخطاء، إضافة إلى ذلك، قاعدة الدفاع المتقدم ودواعي استخدامها تقول ” تتقدم على مصادر القوة للمنافس، للحفاظ على النتيجة إذا فشل فريقك في التهديف والمنافس يقترب منك” وهذا ما حققه النور ولم يحققه مضر رغم التقدم الذي كان عليه، تعادل وتقدم والسبب دائما من وجهة نظر متواضعة عدم الخروج للدفاع المتقدم للحد من خطورة مجتبى وعظيم ومهدي وعباس الأكثر تأثيرا في مباراة مضر.

 

الوحدة لا في البال ولا الحساب..المركز الثالث لا يليق

الوحدة فوز على الخليج وخسارتين من صاحب المركز الأول والثاني، حل ثالثاً بنقطتين، على الورق كان الأفضل بالأسماء التي لديه حسين الصياد، محمد حبيب، حسين المحسن، محمد السالم البعيد عن مستواه، أبو الرحي وهزاز والمولد والينبعاوي، بهذه الأسماء كانت احتمالات الفوز باللقب واردة، لماذا خسر الوحدة رغم تواجد أكثر من اسم لامع، الوحدة الفريق الوحيد الذي لعب بفردية لا جماعية؟ الفريق الوحيد الذي نسبة أهدافه من الستة متر شبه معدومة، ولأن لاعب الدائرة غير موجود فمن الطبيعي أن يكون تركيز العمق الدفاعي على الخط الخلفي وهذا ما شاهدناه، غياب الحلول الهجومية الجماعية بين حسين الصياد وحسين المحسن ومحمد حبيب وأغلب الأهداف التي سجلت كان عبارة عن اجتهادات شخصية فردية، الحديث هنا عن الخط الخلفي رغم قوته كان ضعيفا في فك الشفرات الدفاعية للمنافسين.

أسلوبه الدفاعي كلاسيكي 6/صفر لم يتقدم ولم يسعَ لإرباك الخط الخلفي للمنافس وإن تقدم فتقدمه خجول خوفا من اتساع المساحات الدفاعية لديه، مع أنه قدم فترات جيدة من خلال هذه الأسلوب إلا أنه احتاج كثيرا لطريقة الدفاع المتقدم، يبدو أن الفريق غير معتاد على الطريقة الدفاعية المتنوعة المتقدمة، والأهم من ذلك أن الحارس محمد السالم بعيد جدا عن مستواه، وخلف الكواليس حكاية ستظهر تفاصيلها قريبا.

 

الخليج.. حلقة الكبار الأضعف

نعم الخليج حلقة الكبار الأضعف، وفق النتائج والخسارات الأربع التي مُني بها، رغم أنه قدم مباريات تنافسية لم يخسر في أي منها بسهولة، لكنه تم التقدم عليه بفارق من الأهداف، فكان الأضعف بين الكبار، هُزم من النور بفارق هدفين ومن الوحدة بفارق هدف ومن مضر بفارق هدفين، نسبة الأهداف المسجلة عليه جيدة ونسبة الأهداف التي سجلها أيضا جيدة، دفاعه لم يختلف عن باقي الفرق الثلاثة، هو أيضا لعب 6/صفر احتاج للدفاع المتقدم بين 6 متر و9 متر، دفاع مشاغب يربك عمليات بناء الهجمة للخصم، أو الضغط أحيانا على مصادر القوة الهجومية، الخليج بدفاعه يعتبر حقق نجاحا مقبولا وفق نتائج المباريات ولو أنه تقدم قليلا على مصادر التهديف بين النور والوحدة ومضر لكان موقعه في الترتيب مختلف لكن قدر الله ماشاء فعل، في الهجوم كان الخط الخفي ناجع تماما وخطوطه الأمامية تعمل على فترات، المشكلة الأبرز بين الخط الخلفي ولاعب الدائرة، علما أن مفتاح الأهداف هو علي آل إبراهيم وما جد شبر يبني خططه على هذا اللاعب، ووقفة الدفاع مقابل الخط الخلفي ولاعب الدائرة يعطي الأفضلية للدفاع، والمعروف أن لاعب الدائرة ومثل علي إبراهيم يسحب مدافعي السنتر، الدفاع ومركز 2 يمين أو مركز 2 يسار مما يعني فتح المسافات للخط الخلفي والتصويب بأريحية نحو الهدف، ما لاحظناه أن ضغط الخط الخلفي للخليج يواجه ثلاثة مدافعين من الخصم ولاعب الدائرة على آل إبراهيم، المسافة بينهم وبين لاعب الدائرة عادة ما تكون أقل من متر ونصف أو متر فقط، ولاحظنا أن التمرير للاعب الدائرة وإن كانت الاستراتيجية أحيانا تكون إجبارية لتكتل الدفاع، المنافسة أمام حركة الخط الخلفي للخليج في كون التمرير إجباري للاعب الدائرة، كان ذلك جليا أمام النور خصوصا في الشوط الثاني والذي مرر فيه لاعبو الخليج وبشكل ملح للاعب الدائرة الذي خسر الاستلام الصحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com