التقارير والحوارات

حكايات ونوادر كأس الأمم الأوروبية الثالثة بإيطاليا

 

الكأس – طه البيومى

 

بطوله أمم أوروبا 1968 شهدت حسم مباراة بالقرعة وشهدت إعاده لمباراة وشهدت نهائيين ولذلك يطلق عليها بطولة النهائيَين، أيضًا هي البطولة الوحيدة التي شهدت إعادة للمباراة النهائية بعد نهاية الأولى بالتعادل 1-1 بين إيطاليا ويوغسلافيا.

استضافت إيطاليا النسخة الثالثة من كأس الأمم الأوروبية وكانت عام 1968، وقد تغير اسمها من كأس أمم أوروبا إلى بطولة أوروبا، ورغم التغييرات الواضحة على نظام البطولة خاصة التصفيات إلا أن النظام النهائي بقي كما هو بحيث يلعب الرباعي الأخير النهائيات ويُحدد مستضيف البطولة بعد تحديد هوية هذه الفرق الأربعة.

ومن جديد كان على الدولة المستضيفة أن تخوض مشوار التصفيات مع بقية الدول، وقد مُنح شرف تنظيم مباراتي نصف النهائي ومباراة تحديد المركز الثالث والرابع والمباراة النهائية لإيطاليا عام 1968، وقد تم تحديد ثلاثة ملاعب لتحتضن المباريات وهي ملعب الكومونالي في فلورنسا وملعب سان باولو في نابولي وملعب الأولمبيكو في روما. كيف كانت تصفيات يورو 1968 .

شارك في التصفيات 31 فريقًا تم تقسيمهم إلى 8 مجموعات بواقع أربع منتخبات في كل مجموعة باستثناء واحدة ضمت ثلاثة منتخبات فقط، وتُمثل تلك المجموعات المرحلة الأولى من التصفيات ولعبت خلال الفترة من 1966 إلى 1968 بواقع مباراتي ذهاب وإياب بين فرق المجموعة ويتأهل صاحب الصدارة في كل مجموعة إلى المرحلة الثانية من التصفيات وهي ربع النهائي والذي أقيم على شكل مباراتي ذهاب وإياب في إبريل ومايو 1968 لتتأهل المنتخبات الأربعة الفائزة إلى النهائيات.

إحدى المجموعات ضم المنتخبات الأربعة الممثلة لبريطانيا وقد تصدرها بطل العالم المنتخب الإنجليزي رغم خسارته الشهيرة أمام منتخب اسكتلندا بقيادة جيم باكستر بنتيجة 3-2 على ملعب ويمبلي.

في مجموعة أخرى، شاركت ألمانيا الغربية للمرة الاولى وقد سحقت ألبانيا في مباراتها الأولى بنتيجة 6-0 أحرز خلالها المهاجم الشاب “جيرد مولر” أربعة أهداف، ولكن رغم ذلك أنهى المنتخب المجموعة في المركز الثاني لصالح المتصدر يوغسلافيا.

الفرق المتصدرة للمجموعات والصاعدة لربع النهائي كانت حامل اللقب إسبانيا والاتحاد السوفييتي والذي حل في مجموعة شهدت إيقاف مباراة النمسا ضد اليونان بسبب شغب الجماهير حين كانت النتيجة 1-1 ومن ثم إلغاء نتيجتها من جانب الويفا، ومعهما صعدت المجر وفرنسا وأخيرًا بلغاريا وإيطاليا وهما لم يهزما أبدًا خلال تلك المرحلة.

الدور ربع النهائي وضع إيطاليا في مواجهة بلغاريا وقد فاز الآدزوري بنتيجة إجمالية 4-3، فيما سحقت يوغسلافيا فرنسا بنتيجة إجمالية 6-2 بينما تخطى الاتحاد السوفييتي فريق المجر بنتيجة 3-2 وأخيرًا فاز منتخب إنجلترا على إسبانيا 1-0 في ويمبلي قبل أن يُكرر الفوز في مدريد بنتيجة 2-1. مواجهات نصف النهائي

إيطاليا كانت قلقة قبل مواجهة الاتحاد السوفييتي في نصف النهائي، فقد سبق لها الخسارة أمام منافسها مرتين في بطولة 1964 وكأس العالم 1966. المباراة التي أقيمت في نابولي امتازت بإصابة اللاعبين الأساسيين مثل جياني ريفيرا وسيطرة الجانب الدفاعي عليها.

المباراة انتهت بالتعادل السلبي رغم التسديدة الأخيرة من أنجيلو دومينجيني المرتدة من العارضة، وقد أصبحت المباراة الأولى التي تُحسم نتيجتها بالقُرعة. قائد إيطاليا جياكينتو فاكيتي اختار الجانب الفائز وصعدت إيطاليا للمباراة النهائية.

في تلك الأثناء كانت تجري في فلورنسا مباراة إنجلترا ضد يوغسلافيا وهي مباراة شهدت العديد من اللكمات والعنف بجانب طرد أحد لاعبي إنجلترا، وقد هُزم الإنجليز بهدف وحيد أحرزه الجناح الرائع ليوغسلافيا “دراجان دزاجيتش” قبل أربع دقائق من النهاية.

المنتخب الإنجليزي عوض خسارته في نصف النهائي بالفوز خلال مباراة تحديد المركز الثالث على الاتحاد السوفييتي بهدفين دون رد أحرزهما بوبي شارلتون وجيوف هارست. النهائيإيطاليا 1-1 يوغسلافيا (بعد الوقت الإضافي)إيطاليا 2-0 يوغسلافيا (الإعادة)

بشكل استثنائي، بطولة عام 1968 شهدت مباراتين نهائيتين لأنها أقيمت قبل ابتكار نظام ركلات الجزاء الترجيحية. المباراة الأولى انتهت بالتعادل السلبي وهنا لم يكن لإيطاليا أن تفوز بالقرعة بل على الملعب من جديد حيث تقرر إعادة المباراة.

في المباراة الأولى، تقدم الفريق الشاب ليوغسلافيا في الدقيقة 39 حين مرر تريفيتش إلى بطل نصف النهائي “دراجان دزاجيتش” الذي هزم دينو زوف وسجل الهدف، وقد كاد المنتخب أن يُعزز تقدمه عبر فاهيدين موسيميتش وصاحب الـ19 عامًا يوفان أسيموفيتش لكن الفرص ضاعت.

المنتخب الإيطالي كان في طريقه للخسارة لكن أنجيلو دومينجيني تمكن من إحراز هدف الفوز قبل 10 دقائق من النهاية بتسديدة قوية من كرة ثابتة، بعدما كانت تسديدة سابقة له قد ارتدت من العارضة.

الوقت الإضافي من المباراة لم يُسفر عن شيء، ولذا أجبر الفريقان على لعب مباراة أخرى في روما بعد يومين. أجرى فيروتشو فالكاري 5 تغييرات بإشراك ساندرو مادزولا ولويجي ريفا ليضمن قوة أكبر في العمق وضغط أكبر على نقاط قوة يوغسلافيا.

ريفا افتتح التسجيل مبكرًا للطليان بتسديدة أرضية هزم بها حارس المرمى إيليا بانتيليتش، ومن ثم أحرز أناستاسي الهدف الثاني بتسديدة أكثر قوة بعد 30 دقيقة بعدما استلم الكرة من تمريرة زميله جيانكارلو دي سيستي. ولم يُعاني المنتخب الإيطالي للحفاظ على النتيجة خاصة مع سيطرة لاعبه تراكيسيو بورنيك على نجم يوغسلافيا دزاجيتش طوال المباراة. قصة نجم

لم يظهر لويجي ريفا سوى في مباراة النهائي المعادة مما قد يُعد دقائق قليلة، لكنه رغم ذلك كان حاسمًا للغاية. نجم كالياري الملقب بالرعد كان قد تعافى للتو من كسر في قدميه أفسد كثيرًا مسيرته الكروية ولكنه كان تعويذة الآدزوري وقد تمكن بشخصيته في النهائي المعاد من رفع مستوى الفريق ككل.

ريفا سبب الكثير من الإزعاج للفريق اليوغسلافي وقد كان قريبًا من إحراز هاتريك قبل تسجيل هدفه في الدقيقة الـ12 من المباراة، وهو واحد من أهدافه الـ35 خلال 42 مباراة دولية مع المنتخب الإيطالي جعلته الهداف التاريخي للمنتخب وأحد أفضل مهاجمي إيطاليا في جيله. لقد أحرز 10 أهداف لإيطاليا في كأس العالم.

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com