الكأس – حسين أبوتاكي
تعيش جماهير كرة القدم في سيهات خاصة والقطيف والمنطقة الشرقية عامة فرحة عارمة بالإنجاز الذي حققه نادي الخليج بحصوله على لقب دوري يلو لأندية الدرجة الأولى وصعوده للمشاركة في دوري الأمير محمد بن سلمان لكرة القدم.
ولا شك أن هذه الفرحة ستستمر لأشهر الى حين بداية مشوار الفريق في دوري الأمير محمد بن سلمان الموسم القادم، إلا أن أفراح مجلس الإدارة برئاسة المهندس علاء الهمَل لن تستمر طويلاً حيث ينتظرها عمل كبير وصعب من أجل تجهيز الفريق لهذا الدوري الأقوى عربياً.
وهناك ٣ ملفات رئيسية من بين عدة ملفات تحتاج الإدارة للعمل عليها مبكراً للحرص على ظهور الفريق بالشكل الأمثل في الدوري الأقوى عربياً.
الجهاز الفني
لعل الملف الأول الذي ستعمل عليه إدارة الدانة بقيادة المهندس علاء الهمَل هو التعاقد مع جهاز فني مناسب لقيادة الفريق.
هذا الملف قد يكون الأصعب كون اختيار المدرب يجب أن يكون بناء على دراسة تامة لقدرات المدرب وخبراته في مقابل إمكانيات الفريق وطموحاته وهو ملف ايضاً من المهم حسمه مبكراً كون أن المدرب سيكون عنصر أساسي في رسم خطة الفريق الإستعدادية للموسم المقبل من معسكرات وخلافه بالإضافة الى اخذ مشورته في اختيار الاستقطابات الأجنبية والمحلية.
الإستقطابات
لم يعد العنصر الأجنبي مجرد لاعب مكمّل للمجموعة في دورينا خاصة مع زيادة عدد المحترفين في السنوات الأخيرة والتي ستصل الى ٨ محترفين أجانب في الموسم المقبل (يشارك ٧ منهم داخل الملعب) وبالتالي أصبح اللاعبين الأجانب يشكلون القوام الأكبر من تشكيلة الفريق. لهذا يجب أن يتم اختيار اللاعبين الأجانب بعناية تامة ولنا في نادي الفيحاء مثال حيث وفّق في اختياراته للاعبين الأجانب المناسبين لإمكانيات النادي وطموحاته وبالتالي نجح أن يكون بطلاً لكأس الملك، وسابعاً (حتى الآن) في الدوري وصاحب أقوى دفاع. ولا شك أن نجاح نادي الفيحاء يجيّر ايضاً للاختيار الموفق للجهاز الفني (الملف الأول).
كما أنه من المهم معرفة إن نجاح الخليج في تحقيق دوري يلو لا يعني المجاملات وإبقاء عناصر الفريق الحالي لتشارك في الدوري الممتاز والذي يعتبر في مستوى آخر تماماً ويحتاج عناصر ذات جودة أعلى سواء محلياً أو اجنبياً.
ولا يتعارض هذا الرأي مع ابقاء ٣ الى ٤ من العناصر الحالية كحد أقصى لتكون مساندة للفريق ولو على الدكة في حال قيّم الجهاز الفني الجديد أحقيتهم ومقدرتهم على المشاركة في الدوري الممتاز وخاصة العناصر الشابة من أبناء النادي.
الملعب
عانى نادي الخليج في مشاركاته السابقة في الدوري الممتاز (وتحديداً في الصعود الأخير) من قلة الحضور الجماهيري نتيجة لإقامة المباريات على استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام أو على استاد الأمير سعود بن جلوي بالخبر التي تعتبر بعيدة نسبياً عن مدينة سيهات مقارنة بملعب نادي الخليج الذي يقع في وسط المدينة وقريب من الأحياء السكنية مما يسهّل الحضور الجماهيري كما شاهدناه في مباريات الفريق في دوري يلو التي ملأت فيها جماهير الدانة المدرجات وكانت طرفاً أساسياً في معادلة الصعود.
ولهذا فإن جماهير الدانة طالبت مبكراً بالعمل على هذا الملف من خلال تواصل الإدارة المبكر مع الوزارة ورابطة دوري المحترفين لمعرفة الإشتراطات المطلوبة للعمل عليها بتهيأة الملعب ولإقامة المباريات الغير جماهيرية على ملعب النادي. إن الإيجابيات من لعب المباريات على النادي وكثرة حضور الجماهير لا تقتصر على الدعم المعنوي فحسب، بل تمتد الى الإستفادة المادية من خلال الحصول على دعم الوزارة الذي يصل لمليون ريال في حال حضور الجمهور بنسبة ٩٠٪ من سعة الملعب وهي نسبة يسهل على جمهور الخليج العريض الوصول لها في ملعب النادي الذي يتسع لقرابة ١٠ آلاف متفرج مقارنة بإستاد الأمير محمد بن فهد الذي يتسع لقرابة ٢٦ ألف متفرج وبالتالي سيكون من الصعب الحصول فيه على الدعم الجماهيري في المباريات الغير جماهيرية.
وقد يخدم لعب المباريات على ملعب نادي الخليج الفريق فنياً ايضاً بحكم تعود اللاعبين على الملعب من خلال التدريبات او حتى بحكم صغر مساحة الملعب مما قد يخدم المدرب في خططه في المباريات التي يلجأ فيها للعب بطريقة دفاعية.
أخيرًا..
كل هذه الملفات تعتبر ملفات ساخنة على طاولة إدارة نادي الخليج وثقة الجماهير كبير بمجلس الإدارة برئاسة المهندس علاء الهمَل أنهم على قدر المسؤولية وسيضعون هذه الملفات كأولى أولوياتهم. ولعّل من الإقتراحات المطروحة على ادارة النادي للعمل على هذه الملفات وغيرها من الملفات هو تأسيس ورش وفرق عمل تجمع بين أعضاء المجلس الحالي وأعضاء السابق الذي يملك خبرة في الدوري الممتاز إبان الصعود السابق للفريق ومشاركته ٣ مواسم بين ٢٠١٤ و٢٠١٧ بالإضافة على خبراء اللعبة من لاعبين سابقين ومدربين وهم كثرة ويزخر بهم تاريخ نادي الخليج.
