ألعاب مختلفة

سواها الكويتي العميد.. جاب الكأس وقهر النجمة العنيد

 

 

الكأس – رمزي بن طاهر

 

شهدت مدينة حيدر أباد الهندية نهائي بطولة الأندية الآسيوية في نسختها الرابعة والعشرين والذي جمع بين أفضل فريقين في البطولة الكويت الكويتي والنجمة البحريني والتي عرفت تتويج فريق الكويت بأول ألقابه الآسيوية ليضمن بالتالي التواجد في بطولة العالم للأندية السوبر غلوب التي ستحتضنها المملكة العربية السعودية حلال شهر أكتوبر القادم.

 

انطلقت المباراة متوازنة بين الفريقين مع تقدم بسيط للنجمة الذي اعتمد كالعادة على الدفاع الكلاسيكي 6-0 أما الكويت الكويتي فقد اعتمد كذلك على نفس الرسم الدفاعي 6-0 مع الضغط على الأظهرة وخاصة على اللاعب علي عيد.

 

ليتمكن الكويت من أخذ الفارق بهدفين لأول مرة في المباراة مع بلوغ الدقيقة التاسعة وذلك بنتيجة 5-3 وسط أخطاء فنية كبيرة من الفريقين وهو أمر غريب خاصة في مباراة نهائية من المفروض أن يكون خلالها الفريقان في أفضل حالاتهما الذهنية وأن يكون التركيز في أعلى درجاته.

 

ومع نهاية العشر دقائق الأولى من الشوط الأول كان من الواضح بأن لاعبي النجمة ليسوا في أتم جاهزيتهم البدنية وخاصة اللاعب علي عيد الذي يمثل واحدة من أهم نقاط القوة في الفريق خلال المباريات السابقة في البطولة. ليضطر المدرب علي فلاحي لتغييره بعد أقل من ربع ساعة من انطلاق المباراة ليحل محله اللاعب كميل محفوظ الذي حاول أن يقوم بالدور الهجومي المطلوب منه.

 

وحاول الكويت أن يتحكم في مجريات الشوط الأول وتمكن من المحافظة على فارق الهدفين إلى حدود الدقيقة 17 خاصة من خلال الأداء المميز للاعب فرانكيس مارزو الذي صنع الفارق في الهجوم خاصة من خلال اختراق الدفاع البحريني من بين المركزين 2 و 3 أو من خلال فتح المساحات للأظهرة وللاعب الدائرة.

 

ومع بلوغ الدقيقة 18 تمكن الكويت من استغلال الأخطاء الكبيرة في الهجوم البحريني والعودة البطيئة للدفاع ليرفع الفارق لثلاثة أهداف 10-7 من خلال التمركز الجيد للاعب الدائرة آلكسيس و ليصل الفارق بعد ثلاث دقائق لأربعة أهداف 12-8 مع عدة نقاط استفهام حول المردود المتوسط للنجمة الذي ظهر وعلى عكس العادة متثاقلاً في الدفاع والهجوم مع أداء سيء على عكس المباريات السابقة للحارس محمد عبد الحسين ومردود محير للمحترفين الفرنسيين التوأم نيوكاس.

 

الدقيقة 22 شهدت تعرض الدفاع الكويتي لحالتي استبعاد بدقيقتين حاول إثرهم فريق النجمة تدارك الأمور للعودة في النتيجة من خلال محاولة استغلال النقص العددي لفريق الكويت عبر اللعب على الأجنحة إلا أن الأمور لم تسر بالشكل المطلوب بالنسبة للفريق البحريني وتمكن الكويت من تجاوز النقص العددي ومن التحكم في نسق المباراة بكل ذكاء واستغلال الأخطاء المتواصلة للدفاع البحريني بواسطة المتألق عبد الله الخميس ونجم الشوط الأول لاعب المنتخب القطري فرانكيس مارزو وكذلك المحترف الكوبي أنخل هيرنانديز الذين تمكنوا من المحافظة على فارق الأربع أهداف لينتهي الشوط الأول بتقدم الكويت الكويتي بنتيجة 15-11.

 

شوط أول لم يجد خلاله فريق النجمة البحريني لا الجاهزية البدنية ولا التركيز المطلوبين في مثل هذه المباريات وهو ما حرمه من أهم وأقوى أسلحته المعتادة سابقا وهي الهجمة السريعة والحركية في الدفاع وبالتالي غلق المساحات أمام هجوم المنافس وهو ما منح الكويت أفضلية كبيرة في الشوط الأول تمكن من استغلالها على الوجه الأكمل من خلال تنويع الهجمات و خلق الحلول إما بالاختراقات على الستة أمتار أو بفتح المساحات للاعب الدائرة أو لاعبي الأجنحة وكذلك التسديد من خارج المنطقة عبر الظهيرين فرانكيس وهيرنانديز.

كما شهد الشوط الأول تسرع كبير من الهجوم البحريني وخاصة اللاعب علي عيد الذي كان يعتمد في كل مرة على الحلول الفردية في محاولة منه لاسترجاع مستواه المعهود وهو ما فشل فيه طيلة الشوط الأول الذي أنهاه الكويت بكل ذكاء.

 

مع بداية الشوط الثاني حاول النجمة تدارك أخطاء الشوط الأول والعودة في النتيجة من خلال تعديل الرسم الدفاعي ل 6-0 متقدم على التسعة أمتار ليتحول عند الحاجة ل 5-1 متقدم على الأظهرة فرانكيس وهيرنانديز وهو ما مكنه من تقليص الفارق بداية من الدقيقة 37 من المباراة لهدف وحيد 16-15 خاصة مع عودة الحارس محمد عبد الحسين لسالف مستواه كما أتيحت للفريق البحريني فرصة تعديل النتيجة إلا أن الفرنسي باكاري ديالو أضاع الفرصة رغم أنه مثل أهم مفاتيح النجمة للعودة في النتيجة خلال بداية الشوط الثاني بعد أن نجح في خلخلة الدفاع الكويتي.

 

أما فريق الكويت فقد نجح في استغلال الموقف ومعاقبة الفريق البحريني وتصعيد الفارق من خلال لاعب المنتخب القطري فرانكيس مارزو الذي تمكن من تسجيل الهدف 18 مقابل 15 وذلك في الدقيقة 40 من المباراة.

 

إلا أن النجمة عاد من جديد لتقليص الفارق لهدف وحيد 19-18 وهو ما أجبر المدرب الكويتي هيثم الرشيدي انطلاقا من الدقيقة 45 على الدفع مجدداً بحارس الخبرة علي صفر خاصة أمام تراجع مستوى حراسة المرمى في النصف الأول من الشوط الثاني ليكون بالتالي الحارس السابق لفاردار المقدوني كلمة السر في هذا الشوط الثاني من خلال قيامه بعدة تصديات حاسمة منحت الفرصة للكويت الكويتي للمحافظة على الفارق ومنعت من جهة أخرى النجمة من العودة في اللقاء رغم تمكنه من تقليص الفارق لهدفين فقط 22-20 مع الدقيقة 49 .

 

إلا أن الكويت سرعان ما تدارك الأمر خاصة مع تألق الجناح الأيمن مشعل الحربي الذي تمكن من استغلال البطء الكبير في التراجع الدفاعي للنجمة لتسجيل عدة هجمات معاكسة منح بها فريقه هامشا كبيرا من التحكم في نسق اللعب خاصة مع الصعوبات الكبيرة التي عرفها الهجوم البحريني والتي يترجمها تسجيل اللاعب علي عيد لأول اهدافه في المباراة عند الدقيقة 53 وهو ما يفسر المعاناة البدنية التي عاشها الفريق البحريني الذي كان من الواضح أنه يجاهد للبقاء في المباراة رغم كل شيء إلا أن الهجوم الكويتي لم يترك له المجال لذلك بعد أن استغل أخطاء منافسه لتسجيل مزيد من الأهداف أبقى بها النتيجة بعيدا عن متناول النجمة البحريني ولاعبيه.

 

لم ينزل الفارق طيلة الدقائق العشر الأخيرة عن مستوى الثلاث أهداف وليتمكن أنخل هيرنانديز من حسم الموقف وإنهاء المباراة بتسجيله للهدف 27 قبل أقل من دقيقة على نهاية المباراة التي اختتم سجل التهديف فيها المتميز مشعل الحربي بتسجيله للهدف رقم 28 وليبصم بالعشرة على فوز مستحق للكويت بنتيجة 28-25 ، ليسجل من خلاله اسم فريقه و لأول مرة في تاريخه ضمن السجل الذهبي لأبطال آسيا.

 

لتنتهي المباراة وسط وروح رياضية كبيرة بين لاعبي الفريقين وفرحة كويتية أكبر، لكل مكونات الفريق الذي أثبت بأنه الأجدر والأحق بهذا اللقب الذي بذل من أجله كل غال ونفيس.

 

مبروك للكويت العريس المتوج بالذهب وحظ أوفر للنجمة ملح البطولة ونكهتها اللذيذة.

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com