الكرة السعودية

الرياضة السعودية .. مسيرة التحولات الكبرى

 

الكأس – حسن شرارة

منذ إطلاق رؤية “المملكة العربية السعودية 2030″، قبل أربع سنوات تقريباً، كان الايمان جليّاً في دور الرياضة الحيوي في تعزيز التقدم الاجتماعي، وإظهار الحقيقة “الخضراء” الناصعة للبلاد الى الخارج، في عكسٍ لما تروج له بعض وسائل الإعلام من صورة سلبية.
سعى القيّمون على ملف الرياضة في المملكة بوضوح الى الاستثمار فيها، وجذب العالم الى أحداثها الكبرى، للاستفادة من عناوين عدّة، في طليعتها تطوير الرياضة نفسها والسياحة كنتيجة، وتنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني، والانفتاح على الاستثمار الأجنبي وتوفير فرص العمل للجيل الجديد.
ولذلك، لم يكن غريباً نجاح المملكة في التحول الى مركز عالمي لأهم الأحداث الرياضية الكبرى بمختلف أنواعها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، رالي داكار، نزالات الملاكمة الدولية، وكأس السوبر الاسباني وغيره من بطولات كرة القدم.
كذلك، لم يكن غريباً انفاق المملكة لـ 900 مليون دولار لاستضافة سباق الفورمولا واحد لعشر سنوات، و”الاعلان غير العادي” عن الرغبة في استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في نيوم، وهو قرار استثنائي في بلدٍ صحراوي أعلن عن تحدّي المناخ من خلال رسم مستقبل جديد يستخدم التقنيّات الحديثة.
ولأنها تستقبل الألعاب الآسيوية للعام 2034، ولأنها لا تريد أن تكون دولة مضيفة وحسب، أعلنت اللجنة الأولمبية السعودية في وقت سابق عزمها على إنفاق 694 مليون دولار لإنشاء نحو 90 اتحاداً رياضياً، وتدريب الرياضيين ليكونوا أبطالاً للعالم، تماماً كما فعلت الصين قبل عقود.
وفي السياق الاعدادي المدروس، جاءت فكرة دورة الألعاب السعودية 2022، وهي أكبر حدث رياضي وطني في المملكة، تستضيفه العاصمة الرياض، بمشاركة أكثـر من ستة آلاف رياضي يمثلون مائتي نادٍ، يتنافسون في 45 رياضة أولمبية.
ومع تقدّم الاتحاد السعودي لكرة القدم بطلب استضافة كأس آسيا لكرة القدم للسيدات للعام 2026، كانت المملكة تُرسّخ خيارها في ميدان تمكين المرأة رياضياً، كما فعلت تماماً في ألعاب أخرى بات التواجد الأنثوي فيها راسخاً على الرغم من حداثته.
وسعياً منها الى تنويع ممارسة الرياضة وجذب اهتمام الشباب السعودي اليها، وضعت المملكة نفسها على خارطة الأحداث الكبرى، ومنها استضافة دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة والفنون القتالية 2025، وتنظيم سباق “إكستريم إي”، وسباق “فورمولا إي” الدرعية للمرة الرابعة، وأول سباق ليلي في تاريخ البطولة في العام 2021.
واليوم، حيث تحتفل المملكة باليوم الوطني الـ92، تعيش رياضتها “نهضة التحدي” على المستويات كافة، بدليل الإنجازات التي حققتها الرياضة السعودية في العامين الاخيرين، ما يعكس الجهود الجبارة التي تبذلها الحكومة ووزارة الرياضة فيها.
فقد تأهل “الأخضر” بجدارة الى مونديال قطر 2022، للمرة السادسة في تاريخه، وحصد الهلال لقب دوري أبطال آسيا، وتوج المنتخب الأولمبي بكأس آسيا تحت 23 عاماً، ومنتخب الشباب بلقب كأس العرب، ومنتخب الأولمبياد الخاص بلقب كأس العالم.
وبات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان الأعلى لجهة “القيمة السوقيّة” عربياً وآسيوياً، بارتفاع وصل إلى 23.6% عن الموسم الذي سبقه، وكتبت كرة اليد التاريخ بتأهل جميع منتخباتها إلى بطولات العالم، ودخل مهرجان ولي العهد السعودي للهجن موسوعة جينيس العالمية كأكبر المهرجانات في العالم.
ليس بالصدفة، العمل على بناء حوكمة احترافية مبنية على معايير تساعد الاتحادات الرياضية على تقوية بنيتها القانونية والإدارية والفنية، وتعزيز كفاءة إدارة المنشآت الرياضية وتعزيز الاستدامة المالية للقطاع الرياضي ومساهمته في دعم الاقتصاد الوطني.
وليس بالصدفة، نجاح برنامج “جودة الحياة”، الهادف الى دعم مبادرات ومشاريع رياضية كبرى في تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع وتحقيق التميّز في رياضات عدة عالمياً وتطوير مساهمة القطاع الرياضي في الناتج المحلي بزيادة بلغت 170 في المائة، ورفع نسبة ممارسي الرياضة الى نحو 48.2% من المواطنين والمقيمين.
وليس بالصدفة، اعلان صندوق التنمية الوطني اعتماد برنامجٍ لتمويل قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بميزانية 300 مليون ريال، بهدف تعزيز مكانة المملكة عالمياً، وتوفير مسارات مهنية وفرص عمل جديدة وتقديم منتجات وحلول تمويلية جديدة والتأسيس لتجارب واعدة.
ويعني ما تقدّم كله، أن ما يجري ليس بالصدفة، بل هو مُخطط بعناية، ومدعوم بشكل مباشر ولا سقف له من رأس هرم الدولة ممثلًا بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، ومن خلفه وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل.
ولذلك، فقد نجحت “الرياضة الخضراء” في عصر رؤية “المملكة العربية السعودية 2030″، أن تمثل حالة من التألق والإبداع، وضعت وستضع اسم وعلم البلاد عالياً في المحافل الخارجية، وتجعل منها وجهة للرياضيين من كل بقاع الأرض.
في ذكرى اليوم الوطني الـ92، تواصل المملكة العربية السعودية مسيرة التحولات الرياضية الكبرى، وتعمل قيادتها بنجاح على ترسيخ موقع البلاد المتقدم على الخارطة العالمية، وسنرى شاباتها وشبابها قريباً وهم يتنافسون على المراتب المتقدمة ويحققون الكثير .. وإن غداً لناظره قريب.

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com