الكرة عالمية

صالح جراد الشهري يكتب ” بيليه.. رحل الأيقونة”

 

٢٥٠ مليون لاعب حول العالم من مائتي دولة يمارسون اللعبة الأكثر شعبية في هذا الكوكب ، كرة القدم التي باتت مع مرور السنوات أكثر أهمية وتجاوزت محيطها الرياضي لتصبح ذات أهمية سياسية وإقتصادية وإجتماعية .

في العام ١٨٧٢ م لعبت إنجلترا أول مباراة ضد أسكتلندا بعد تأسيس إتحاد الإنجليز الرياضي ١٨٦٣ م وهذا يعني أنها لعبت من قبلها بسنوات حتى تم الأعتراف بها عدا الروايات التي تقول انها لعبت حتى قبل الميلاد ،

يكفي أن نقول إنجلترا لتنطلق إلى حكاية هذه المستديرة التي وعبر أزمنتها شكّلت سياسات ومظاهرات وتوّجت أساطير وصنعت فرحة شعب . يكفي أن تقول جورج ويا الرئيس الليبيري لاعب موناكو وباريس سابقاً الذي تمكن من اجتياز عالم الكرة المستديرة وشغل منصب رفيع في الدولة كان محصورا حتى الآن برؤساء الأندية الأقوياء أمثال سيلفيو برلوسكوني رئيس نادي ميلان سابقا ورئيس وزراء إيطاليا سابقا، بالإضافة إلى رئيس نادي بوكا جونيورز سابقا ماوريتسيو ماكري ورئيس الأرجنتين حاليا.

بالرغم من كل هذه الحكايات وماشهدته كرة القدم من تغيرات وتناقضات ونجوم لكن يظل أدسون أرانتيس المشهور ( بيليه ) أيقونة كرة القدم وأشهر من لعب كرة القدم على الإطلاق .

أتذكر في سن صغيره وأنا لاأعرف هذا البيليه أبيات يرددها جارنا المسن ( كورة لعبها بيليه ، سجل بها قولٍ برازيلي في الدوره ) من هو بيليه ؟ السؤال الذي يتبادر لذهن مثلي في تلك المرحلة أو ذلك العمر .

أتذكر أنني قرأت كتاباً في المكتبة العامة آنذاك يتحدث عن حياة هذا الأسطورة وربما أخذني إليه ذلك السؤال : من هو بيليه ؟

كان الكتاب يتحدث عن التفاصيل في حكايته منذ أن كان طفلاً حتى بات أشهر من لمست أقدامه كرة القدم .

المولود في العام ١٩٤٠ تحدّث عن طفولته القاسية وكيف نشأ في أسرة فقيرة وفي بيت بني من الحجر وكيف كان أدرك أنه ليس مميزاً في دراسته ولايحب كل مايمت للدراسة بصلة . لكن وبالرغم من أنه كان يقطع شوارع ريودي جانيرو حافي القدمين وبملابس بالية إلا أن كل تلك الحكايات ساهمت في صياغة شخصية مختلفة لهذا اللاعب الفذ .

تعمد سرقة بعض المستلزمات لتجهيز فريق شغفه ومن هذا الفريق عرف العالم ( بيليه ) الذي سمي تيمناً بحارس مرمى لايعرفه إلا أهل بلدته .

ومنها إنطلق إلى المحلية ثم العالمية عبر كأس العالم ، وبالرغم من أن ( ملك كرة القدم) كما يطلق عليه لم يلعب للأندية الأوربية البتّة وبقي في ساوباولو كون البلاد إعتبرته كنزاً وطنياً في بلاد أعجب وأجمل مافيها كرة القدم.

وكونه لم يمارس اللعبة في أوروبا فهو اللاعب الوحيد في تاريخ المستديرة الذي صنع أسطوريته وتتويجاته في بلاده دون إحتراف خارجي ، أرقامه القياسية التي يصعب على أي لاعب عبر التاريخ أن يقترب منها تخبرك عن لاعب داهية تعشقه كرة القدم قبل أن يعشقها .

في مونديالات كأس العالم التي تأسست في العام ١٩٣٠ م وشارك فيها أسمو الجوهرة السمراء بعمر ١٦ عاماً حقق مالم ولن يحققه غيره عبر التاريخ فسجل بهذا العمر أول أهدافه العالمية وحتى نهاية مسيرته سجل ١٢ هدفاً من أصل ١٤ مباراة خاضها في المونديال .

عند إعتزاله كرة القدم تم تتويجه بتاج من الذهب الخالص في مباراة كان حضورها ١٥٠ ألف متفرج .

حكاية بيليه الأسطورية لم تنتهي بل أصبح إسمه يستخدم تجارياً وأدبياً وسميت العديد من القاعات والدورات والشوارع في العالم بإسمه .

رحل بالأمس أيقونة كرة القدم لكن حكايته وأرقامه ستبقى عالقة في ذهن كل عشاق المستديرة وسيظل الرقم الأصعب ، وربما يحسب عليه أنه لم يترك له منافساً .

 

ختاماً :

في طفولته خالف توقعات من سأله ولم يأتِ بتقليدية فتحدّث قائلاً ( حلمي أن أكون قوياً مثل والدي ) وقال بعد أسطوريته (أي طفل يلعب كرة القدم في جميع أنحاء العالم يريد أن يكون بيليه. لدي مسؤولية كبيرة لأبين لهم ليس فقط كيف يكونون لاعبي كرة قدم، ولكن أيضا كيف يكونون رجالا.)

الكرة تتجدّد لكن بيليه لايمكن تكراره .

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com