الكرة العربية

العقيق اليماني

 

الكأس _ عبدالله بشهر

علي العمقي حبة عقيق يماني نفيسة في عقد الكرة اليمنية لديه سحر خاص يفرض سطوته على كل متابعيه وينشر موهبته في ارجاء المستطيل الاخضر ،ويضيف المزيد من المتعة لكرة القدم ،هداف و صانع ألعاب من طراز فريد .

ظهر في زمن  بدأت  ملاعب الكرة الحضرمية تشهد انحسارا وقلة  في النجوم والمواهب النادرة ، وكان ظهوره بمثابة ظهور نجم من طينة الكبار، علي الذي كنا شاهدين على  بداياته الأولى مع كرة القدم  ،منذ أن كان شبلا صغيرا يمارس هوايته المفضلة مع أشبال فريق الوحدة ،احدى الفرق الشعبية المنضوية تحت لواء نادي شعب حضرموت،  فالموهبة كانت واضحة للعيان في ذلك الصبي الأعسر النحيل القصير ،صاحب القدم اليسرى الساحرة، الذي كان يتمنى اللعب مع شعب حضرموت ، فتحقق الحلم الذي كان دائما مايراوده، بفضل الله أولا ومن ثم بمساعدة وتشجيع والده العم عبود رحمة الله عليه ، واخيه الاكبر صالح ،اللذان  كان لهما الدور الأبرز في ظهوره وبروزه مع النادي ،والده رحمة الله عليه ،الرجل المحب للشعب  ومن اكبر مشجعيه.

أهدى للنوارس فلذة كبده وقطعة منه ، حبا لهذا الكيان الكبير، ليتدرج فتى النوارس الصغير في الفئات العمرية للنادي وصولا للفريق الأول، ولعب اولى مبارياته مع الشعب أمام هلال الحديدة موسم 94-95 ،بعد ما دفع به المدرب عبدالله باعامر وأعطاه فرصة المشاركة في تلك المباراة ،ليكون الفتى الصغير عند الموعد ولم يخيب ظن مدربه وجمهور ناديه فيه ،فكانت الانطلاقة من هنا،وكان للمدرب باعامر دور  كبير في صقل موهبته وتوجيهه وهو في بداياته، مما كان له الأثر  الكبير على مشواره الرياضي ، شاع وذاع صيت علي العمقي ، وازداد فكره ونضجه الكروي،ليطلق العنان لموهبته .

 

وأصبح ركيزة أساسية مع شعب حضرموت  ورقما مهما في في شاكلته، ولمحته عيون الناخب الوطني، ليتم اختياره من قبل المدرب أحمد لوسيانو، لصفوف المنتخب الوطني للشباب المشارك في التصفيات الآسيوية عام 99م  بمدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية ،ليوطد  بعدها علاقته بالمنتخبات الوطنية ويصبح أحد أهم اللاعبين الأساسيين في تشكيلة المنتخب الوطني .

استمر علي العمقي مع ناديه شعب حضرموت حتى عام 2006 ،ليخوض حينها تجربة احتراف داخلي مع نادي الصقر ، لمدة ثلاثة مواسم عاد بعدها لبيته الاول شعب حضرموت. مع الصقر خاض  معه اول مبارياته في الدوري في ذلك الموسم ضد التلال في عدن ويسجل باكورة أهدافه مع الصقر في تلك المباراة من ضربة حرة مباشرة ، بعد ما ألغى الحكم هدفه الأول الذي سجله أيضا من ضربة حرة ، في الواقعة الشهيرة الذي لجأ فيها الحكم أحمد قائد إلى عربة النقل المباشر للمباراة في حادثة لم تحدث من قبل ،اعتبرها الكثير من النقاد والمتابعين الرياضيين أنها كانت بداية استخدام تقنية الفار في ملاعب العالم .

لعب علي العمقي مباريات عديدة محليا مع شعب حضرموت والصقر ،وسجل العديد من الاهداف الجميلة والحاسمة كان أجملها في مرمى التلال وأهلي صنعاء وشعب إب وأهلي الحديدة ،وحقق مع ناديه الأول شعب حضرموت بطولة كاس الرئيس  وكأس الوحدة وعدد من البطولات على مستوى المحافظة ،كما أحرز مع الصقر بطولة الدوري والكأس.

أما على المستوى الدولي لعب النجم علي العمقي مايقارب من 60  مباراة دولية مع المنتخبات الوطنية، سجل فيها 5 أهداف في مرمى لبنان وبروناي وتنزانيا والكويت، لكن هدفه في مرمى المنتخب الكويتي كان الأجمل والراسخ في ذاكرة الجماهير الرياضية ،ذلك الهدف الذي سجله في بطولة خليجي 18 بأبو ظبي والذي يعتبر من أجمل أهداف البطولة ،وبه سجل اسمه كأول لاعب يمني ضمن اللاعبين أصحاب الأهداف المئوية في  بطولات كاس الخليج، حيث حمل هدفه الرقم 700 في تاريخ هذه البطولة .

تعرض فتى النوارس الذهبي لأخطر إصابة في مسيرته الرياضية مع  المنتخب الوطني في خليجي 19 بسلطنة عمان ،كانت عبارة عن قطع في العضلة الخلفية ،هذه الإصابة والذي يقول عنها النجم علي العمقي :أنها لازالت اوجاعها تعاوده  حتى اليوم عندما يلعب الكرة في أوقات الفراغ وليس على المستوى الرسمي ، وبعد تلك الإصابة كان يشارك الفريق بصورة متقطعة وعانى كثيرا منها ليعلن بعدها الرحيل ، وهو راض عن كل ماقدمه في الملاعب ، شاكرا ناديه الشعب إدارة  وجماهيره ومحبين عن كل ماقدموه له من دعم ومحبة وتشجيع خلال مسيرته الرياضية ،ويرى أن اللاعب أديب باكرمان كان الأقرب له في النادي ،وأنه تأثر باللاعب خالد بن بريك ،وأفضل جيل مر في تاريخ النادي هو جيل أواخر الثمانينيات، والذي ضم صالح بن ربيعه وخالد بن بريك والاخوين أحمد وطارق معنوز والاخوين محمد وعامر بن مرضاح ونعيم العليي ورفاقهم لاعبي ذلك الجيل ،وقال أيضا :ماينقص شعب حضرموت هو الجانب المادي ،حيث يعاني النادي من معضلة الامكانيات المادية الشحيحة التي تلازمه كل موسم، وأن هذا الأمر يحتاج إلى وقفة جادة من الجميع تجاه الفريق لأنه الوحيد الذي يمثل حضرموت في الدرجة الأولى ،ويجب أن تتوفر له سبل النجاح ليكون منافسا على البطولات ،والنادي مطالب بجلب لاعبين على مستوى عال ،وهذا يتطلب وجود إمكانيات مادية ، ونطلب من السلطة المحلية  ورجال المال والأعمال أن ينتشلوا النادي من وضعه الحالي ،مع البحث عن مصادر دخل ثابتة للنادي تساعده على مواجهة الظروف الصعبة، ومتى ماتوفرت هذه المصادر سيكون الفريق في مستوى يؤهله للمنافسة وتشريف حضرموت  .

 

شكرًا …أبو خالد ،النجم الخالد في قلوب عشاق ومحبي النوارس .

شكرًا ..على ماقدمته لناديك ومنتخب بلادك خلال مسيرتك الرياضية الحافلة بالعطاء والإنجازات، وكل الدعوات القلبية لك بالتوفيق في حياتك العملية والخاصة.

 

 

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com