الكأس _ جمال عبدالحميد
عقب انتهاء مباراة نهائي مونديال قطر ٢٠٢٢ الذي أقيم لأول مرة بدولة عربية وإسلامية بفوز منتخب الارجنتين على نظيره الفرنسي بركلات الحظ الترجيحية وأثناء استلام ليونيل ميسي كابتن منتخب التانجو الأرجنتيني كأس العالم قام الشيخ تميم بن خليفة أمير دولة قطر باهداء وتتويج ميسي بالبشت القطري “العربي” الذي ارتداه قائد الارجنتين قبل هذه الواقعة بأربعة عقود كان النجم البرازيلي الكبير روبرتو ريفيلنو قام بارتداء ” الغترة والعقال ” اللذان يشتهر بهما أهل منطقة الخليج عندما لعب قائد السامبا البرازيلية محترفًا في الدوري السعودي .
القصة تعود إلي الموسم الثالث للدوري السعودي الممتاز لكرة القدم ١٩٧٨-١٩٧٩ عندما تم السماح بمشاركة اللاعبين المحترفين الأجانب في مسابقة الدوري ، وهو ما جعل الأندية تتهافت على استقدام مجموعة من الأسماء ذات العيار الثقيل للمشاركة في رفع مستوى المباريات والمنافسة وبالتالي رفع المستوى العام لكرة القدم في المملكة العربية السعودية .
استطاعت الأندية السعودية في هذه الأيام أبرام عدد من الصفقات مع مجموعة من اللاعبين من ذوي الأسماء الرنانة فى عالم كرة القدم وكانت الصفقة الأهم والأبرز والأشهر عندما تعاقد نادي الهلال مع قائد منتخب البرازيل في كأس العام ١٩٧٨ روبرتو ريفلينو نجم السامبا البرازيلية بفريق الاحلام البرازيلي الفائز بكاس العالم ١٩٧٠ في المكسيك بقيادة الأسطورة الكروية بيليه .
وقتها قاد مفاوضات نادي الهلال مع البرازيلي ريفيلينو ،الأمير خالد بن يزيد الذي نجح في مهمته التاريخية عندما نقل اللاعب العالمي للهلال مقابل مبلغ ضخم قارب من العشرة ملايين ريال تكفل بها الأمير عبدالله الفيصل والأمير عبدالله بن ناصر رئيس الهلال وتناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر الصفقة الكبرى وانضمام ريفيلينو للفريق السعودي الذي زادته شهرته بعد هذا التعاقد مع صاحب الشارب الكبير أو ” أبو شنب” كما كانت تطلق عليه الجماهير الهلالية نسبة إلى شاربيه الكثيفين، الذي صال وجال في ملاعب بلاد الحرمين الشريفين وقدم متعة ومهارة وفنون كروية برازيلية لم تسقط من ذاكرة أبناء المملكة العربية السعودية حتى يومنا هذا .
ارتدى ريفيلينو ٣٢ عاما ألوان نادي الهلال السعودي لمدة ثلاثة مواسم بين 1978 و1981 حيث استطاع نجم السامبا ان يحول أنظار العالم إلى المنطقة الخليجية والعربية وملاعبها ونجومها حيث ترك ريفيلينو،بصمة لافتة باعتباره النجم الأبرز و الأشهر بين اللاعبين اللذين وطأت أقدامهم العشب السعودي واستطاع ريفيلينو خلال ثلاث سنوات قيادة نادي الهلال في تحقيق بعض الانتصارات والألقاب ففي الموسم الأول حقق الهلال لقب الدوري والموسم الثاني نال كأس الملك، وسجل ريفيلينو خلالها كماً كبيراً من الأهداف، أهمها تسجيله هدف الفوز أمام النصر في مباراة حسم الدوري بالموسم الأول ، بالإضافة إلى الهدف الذي سجله من ركلة ركنية أمام الوحدة، وكان من أجمل الأهداف.
وعن الفترة التي قضاها النجم البرازيلي الكبير في بلاد الحرمين الشريفين تحدث ريفلينو الي الصحافة العالمية في احدى المناسبات الرياضية قائلا : ” احتفظ بذكريات رائعة مع نادي الهلال السعودي ، أعتقد أن كل لحظاتي جميلة سعدت بها ، لن أنسى تلك الفترة الرائعة والحفاوة التي كنت أجدها من الجميع خصوصا جماهير الهلال الغالية التي لا زلت أذكرها لأنني وجدت منهم محبة عظيمة لا يمكن أن أنساها بسهولة، وكذلك زملائي اللاعبين الذين لعبت معهم ومسؤولي النادي، أنا اشتقت للهلال وكل زملائي”
واضاف صاحب الشارب الكبير : ” تلك الفترة اعتبرها ناجحة جدا في حياتي سعدت بها كثيرا، لن أنسى أيضا ترحيب الناس بي في كل مكان وكلماتهم التي لا تزال ترن في أذني بمناداتي بلقب “ريفو” أو “أبوشنب”، باختصار الجماهير والإدارة ومسؤولو النادي كانوا رائعين ومنهم تعلمت كيف أحب الهلال، فأنا قضيت ثلاث سنوات عظيمة وسعيدة معهم.”
وعن اللعب في المملكة العربية السعودية قال ريفيلينو انه استشار عائلته وحضر معها إلى السعودية لمعرفة أجواء البلد وطبيعتها، ولم يجد أي عائق يمنعنه من الانتقال الى الدوري السعودي رغم أنها كانت التجربة الأولى له خارج البرازيل، حيث تختلف فيها العادات وطبيعة المجتمع السعودي والذي انخرط معه ريفيلينو بسرعة وبشكل مذهل حتى أنه ارتدي في أحد الأيام وأثناء احد الاحتفالات الغترة والعقال السعودي قبل حوالي أربعة عقود تقريبا من ارتداء الأرجنتيني ليونيل ميسي البشت العربي حيث التقطت عدسات المصورين صورة تاريخية نادرة يظهر خلالها ريفيلينو وهو يرتدي” القحفية او الطاقية ، ثم الغترة والعقال ” وهي الملابس الرسمية في المملكة التي يتم ارتدائها في المناسبات والافراح والمقابلات الرسمية ذات الطابع الخاص ، كما يلبسه الملوك والأمراء والوزراء والشيوخ و كبار التجار .
