الكرة العربية

إسماعيل سكوندو … من الملاعب إلى المنابر

 

 

 

الكأس جمال عبدالحميد

لم يتخيل أو يتوقع لاعب نادي الهلال و نجم الكرة السودانية و نادى الزمالك المصري فى أواخر السبعينيات “اسماعيل سكوندو” يوما من الأيام أن يصبح رجل دين وداعية إسلامي، ويعتلي المنابر واعظا الناس ،، خاصة أن بدايته الأولى كانت في ملاعب كرة القدم، بعد أن عشق الساحرة المستديرة التي سيطرت على عقله أغلب سنوات طفولته .

 

فما هي حكاية الشيخ إسماعيل سكوندو مع الكرة وكيف اتجه إلى عالم الوعظ والدعوة ؟.. هذا ما سوف تكشف عنه السطور القليلة القادمة.

 

البداية في السودان

 

بدأ اسماعيل سكوندو ابن مدينة الأبيض السودانية حياته ومشواره الكروي في عالم الساحرة المستديرة عام 1974مع فريق التحرير البحراوي، الذي تأسس في العام 1918 باسم “إستاك” نسبه الى مؤسسه القائد الإنجليزي سير ” لي إستاك ” حاكم السودان العام إبان الاحتلال البريطاني للبلاد..وظل يلعب سكوندو بألوان فريق التحرير لمدة عامان ،ثم انتقل عام 1976 الى فريق نادي برى والذى كان يلعب في تلك الفترة ضمن مصاف أندية الدرجة الأولى في ولاية الخرطوم واختير وقتها سكوندو ضمن قائمة منتخب الشاب السودانى وزامل بالفريق اللاعبين عبدالعظيم الأمين ” قلة ” وعبده الشيخ والطاهر هوارى و سامي عز الدين وفي العام 1978م انتقل سكوندو الى فريق نادي الهلال احد أقطاب كرة القدم السودانية الكبار مع نادي المريخ ونادي الموردة .

 

الإحتراف في مصر

 

بعد أن ترك إسماعيل سكوندو صاحب الموهبة الكبيرة الذى تميز بالسرعة والقوة واللياقة البدنية العالية نادى الهلال لعدم وجود فرص حقيقية وكافية من أجل إظهار موهبته ونبوغه الكروي مع فريق الهلال وذلك لازدحام مركز رأس الحربة بعدد من نجوم الكرة السودانية الكبار أمثال عز الدين الدحيش ومتوكل عبد السلام وابوالجاز ، حزم اللاعب السوداني حقائبه مسافرا إلى أرض الكنانة ، مصر “أم الدنيا” وهناك انضم الي صفوف القلعة البيضاء ” نادي الزمالك” لمدة موسم واحد فقط .

 

 

موسم واحد مع الملكي

 

لعب أسماعيل سكوندو مع الفارس الأبيض موسما واحدا ، لعب خلاله عدد قليل من المباريات الرسمية، حيث سجل هدفا واحيدا فى مرمى نادى دمنهور وزامل سكوندو في نادي الزمالك مجموعة من أبرز نجوم الكرة المصرية إبان تلك الفترة امثال المعلم حسن شحاتة وملك النص فاروق جعفر والحارس الدولي عادل المأمور ومحمد صلاح واحمد عبد الحليم وغيرهم من نجوم نادي الزمالك والذي اشتهر باستقدام العديد من نجوم الكرة السودانية ليلعبوا بالفانلة البيضاء امثال خليل سعيد والذى أشتهر بلقب” خليل الدباح ” مع الزمالك في الخمسينيات وشهدت الستينيات اسماء خضر كرك وعمرالنور والأخير كان أحد أعمدة الفارس الأبيض وأنشودة تتغنى بها الجماهير الزملكاوية وفى الثمانينيات لعب مع نادى الزمالك هاشم إبراهيم “التهامى” والرشيد محمد العبيد المعروف فى السودان بإسم “رشيد المهدية” نسبة إلى نادى المهدية وهو ناديه الأول قبل أنتقاله للهلال.

 

الذهاب إلي بلاد العم سام

 

بعدما ترك اسماعيل سكوندو القبيلة البيضاء لعب موسم واحد مع فريق أسكو احد اندية الدرجة الأولى في مصر ، قبل انتقاله في منتصف الثمانينيات إلى فريق الرفاع الشرقي البحريني الذي يعتبر واحد من أشهر الأندية البحرينية ومعه استطاع سكوندو أن يساهم في الارتقاء بالمستوى الفني والتنافسي بين أندية البحرين بعد أداء متميز ومستوي طيب ،،ثم غادر غادر ابن السودان اسماعيل سكوندو المنطقة العربية من أجل خوض تجربة الاحتراف في مكان جديد حيث ذهب إلي بلاد العم سام ” الولايات المتحدة الأمريكية” ولعب فى أحد فرق ولاية فيرجينيا وتلك كانت أخر محطاته الكروية في عالم الساحرة المستديرة .

 

سكوندو داعية إسلامي

 

عقب اعتزال اسماعيل سكوندو لقطعة الجلد المستديرة قطع اللاعب السوداني صلته الكاملة بعالم كرة القدم على غرار عدد من الشخصيات فى العديد من مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والفنية والرياضية الذين اختاروا النجومية الدينية، بعيدا عن صخب الحياة العامة وأصبحت لهم صداقات عميقة مع رجال الدعوة وبعض رجال الإفتاء حيث سافر سكوندو إلى المملكة العربية السعودية و في بلاد الحرمين الشريفين أصبح اللاعب السابق كثير التردد على الحرم المكى وحلقات الذكر والعلم والفكر الدعوى حيث عمل في مجال الدعوة الإسلامية في مدينة مكة المكرمة .

 

تلقى سكوندو فى المملكة العربية السعودية علوم الدين والفقه من أئمة ودعاة الحرم المكى ثم غادر السعودية الي العاصمة القطرية ” الدوحة” وهناك طاب به المقام للإقامة الكاملة والاستقرار في شعبية خليفة بالدوحة وذلك عقب حب وعشق نجم الكرة السابق والداعية الاسلامى اسماعيل سكوندو لــ قطر و القطريين خلال عمله فى الدعوة الاسلامية بوزارة الاوقاف القطرية .

 

دوروس في العلم

 

وكان سكوندو صاحب الصوت العذب اثناء قراءة القرآن الكريم ، رقيق القلب كثير البكاء أثناء وعظه حيث كان يعتلى المنابر واهتدى على يديه كثير من الشباب وقد قيل وقتها أن إسماعيل سكوندو قد تبرع بكل أمواله التي جناها من ممارسة كرة القدم على الفقراء والأيتام والمحتاجين في بعض دول العالم وذلك دون أي استشارة من المشايخ الكبار .

 

ظل الشيخ اسماعيل سكوندو منخرط فى حياته الجديدة حيث كان يلقي درسا دينيا عقب صلاة العشاء بشكل دوري كل ليلة في مسجد أثناء إقامته فى منطقة السد بالدوحة وكان حتى وفاته المنية في 27 أكتوبر 2019 بمدينة نيودلهى الهندية والتي كان يتلقى بها العلاج  .

 

 

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com