يحيى السويد يكتب “دروس مجانية”

منذ منافسات بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 وحتى اليوم ، ورغم كل ظروف الحرب القاسية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عقد من الزمن ، وكذلك أهوال الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة و تبعياته ، فإننا نسترق اللحظات لنتابع بعض مباريات كرة القدم ، ونستمتع بما يقدمه اللاعبون على أرض الميدان ، حتى تنسينا ولو للحظات ما نعانيه .
مباريات كبيرة خاصة منافسات الدوريات الخمس الكبرى ، أو المسابقات الأوروبية ، وحتى بطولة العالم للأندية ، كل هذه المباريات تنافسية وذات أهمية كبيرة بالنسبة لجميع الأندية .
وبعيداً عن المنافسات تقدم هذه مثل هذه المباريات دروس مجانية في كل شيئ ، سواء من ناحية التنظيم المدهش والترتيب البديع ، أو من الناحية الأخلاقية والانضباطية ، وحتى في مسألة تكتيك وتكنيك المدربين ، وقدرتهم على التعامل مع دقائق المباريات .
فقد شاهدنا احتساب عدة ركلات جزاء مشكوك في صحتها رغم تدخل تقنية الفار ببعضها ، ومع ذلك رأينا انضباط اللاعبين وعدم اعتراضهم على قرارات الحكام ، مع أن بعض المباريات كانت مصيرية .
وفي مباريات أخرى تم إلغاء الكثير من الأهداف ومع ذلك لم يبدي لا مسجل الهدف ولا رفاقه أي امتعاض ، وكأن شيئاً لم يكن ، بالإضافة لاحتساب أهدافاً جاءت من تسلسل ، مثال ذلك هدف ليفربول الأول في شباك ريال مدريد ، ورغم أهمية المباراة والمسابقة ، لم نشاهد أي اعتراض من لاعبي الريال .
وأكثر من ذلك وبمجرد أن ينذر اللاعب للمرة الثانية ، نراه يخرج مطأطأ الرأس مهما كان اسمه ، في دلالة واضحة على الإقرار بأحقية الطرد دون أن يرمق الحكم بأية نظرة .
كل ذلك وأكثر دلالات على ثقافة كروية يتمتع بها اللاعب الأجنبي ، وهي دروس مجانية يقدمونها للاعبينا من المفروض الاستفادة منها .
أما ما يحدث في بعض ملاعبنا العربية فالأمر مخجل بالفعل ، وأقل ذلك يلزم عشرة دقائق على الأقل لتنفيذ ركلة جزاء صحيحة ، أما اللاعب المطرود فيلزم تدخل عدة أشخاص لإقناعه بالخروج ، هذا إذا لم يفعل اللاعب ويعتدي على الحكم .