الكرة عالمية

قانون التسلل بين الأمس و اليوم 

 

 

الكأس – عبدالحكيم حمو

التسلل ليس بالقانون السهل الذي يمكن فهمه من أول مرة لذلك يتداول الكثير من الجيل الحالي معلومات خاطئة و من واجبنا كمختصين وعشاق المستديرة تصحيح هذه المعومات.

في هذا التقرير سوف أحاول التكلم عن قانون التسلل الذي يظن الكثير من شباب اليوم أنه لم يكن موجوداً أيام الراحل بيليه و ذلك لظنهم أن قانون التسلل الذي نعرفه اليوم تم التعامل به لأول مرة في المانيا الغربية عام 1974 و في ذلك الحين كان بيليه قد اعتزل اللعب.

 

حسناً ما هو التسلل؟؟ أن تأتيك الكرة أو تمريرة من زميل أولاً و يكون اللاعب في ملعب الخصم أثناء تمرير الكرة و يكون أمامه لاعب واحد فقط ،بمعنى آخر أن يكون خلف آخر مدافع و أمامه لاعب واحد فقط و غالباً ما يكون هذا اللاعب هو حارس المرمى.

يطبق القانون أيضاً في حال كان حارس المرمى خارج و أمامه لاعب آخر و لكن لاعب واحد فقط يستفيد هذا اللاعب من الكرة أويقوم بمشاركتها بأي شكل يغالط به الخصم فيتم إلغاء الهدف لهذا السبب.

لكن ما لا يعلمه الكثيرون هو أن التسلل قانون موجود قبل التاريخ المذكور أعلاه بكثير بل و بصرامة أكثر حيث كان اللاعب في وضع التسلل عندما يتواجد أمام الكرة فقط بمعنى أنه كان يشبه قانون الركبي تماماً.

هذا القانون تم التعامل به لأول مرة في انجلترا في أوائل القرن التاسع عشر.أي منذ بداية معرفة العالم بالكرة و هذا ما كان يُطبق أيام الاسطورة بيليه.أي أن ما يتم تداوله( أن أغلب اهدافه كانت في وضعية تسلل) عارٍ من الصحة.

إذا ما وضعنا التسلل تحت المجهر و شرحناه بشكل مفصل أكثر هل إلغاؤه سوف يزيد من متعة كرة القدم؟ أنا برأيي الشخصي أن جمال الكرة و متعتها يكمن في تكتيك المدربين و استخدامهم لمصيدة التسلل أو التخلص من المصيدة. ثم بفكر المهاجمين و المدربين .

والأكيد أن كرة القدم بدون قوانين ستصبح لعبة همجية و تفقد رونقها لكل قانون في كرة القدم سحره الخاص و يجب على عشاق المستديرة احترامه و عشقه كما هو.

حسناً دعونا نبحر قليلاً في تاريخ التسلل و نعرف بعض التفاصيل تعود بدايات التسلل إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر و بالتحديد من المدارس الانجليزية. في عام 1848 تم زج أول قواعد التسلل ضمن ” قواعد مدرسة كامريدج” بيد أنها كانت معقدة بعض الشيء.

 

كما ذكرت أعلاه كان يشبه قانون الركبي حيث يكون اللاعب في حالة تسلل في حال وجوده في منطقة قبل الكرة ، متقدم على الكرة.

طرأت على هذا القانون عدة تعديلات فمثلاً في عام1925 تم تطبيق قانون الخصمين حيث تم اعتبار اللاعب غير متسلل في حال وجود لاعبين أمامه و هذا ما دفع المدربين للعب بطرؤقة هجومية أكثر و لكن هذا القانون كانت نتيجته أهداف أكثر على اعتبار أن القانون القديم كان صارماً أكثر.

 

ثم تم ادراج قانون آخر و هو ” في حال تواجد المهاجم على خط المدافع الأخير وأمامه لاعب واحد فقط تُمنح الأفضلية للمهاجم ولا يتم احتساب تسلل. هذا القانون تم إدراجه عام 1990.

تابع قانون التسلل رحلة التغيير التي لم تتوقف حتى وصل إلى القانون الحالي و تقنية الفيديو ( الفأر) إلا أنه بقيت المطالبات بالتغيير مستمرة حتى اليوم منهم المدرب الفرنسي ارسين فينغر مدرب نادي أرسنال الذي عبر عن رغبته عن عدم احتساب التسلل من أجل أموررسيكة ( من وجهة نظره) مثل شيء بسيط من الجسم كالكتف أول الإصبع مثلاً. فهذا من وجهة نظره يضيع علينا فرصة الاستمتاع بالهدف من أجل اصبع!! لايزال التسلل يحدث جدلاً واسعاً و يستمر بمسيرة التغيير إلا أن القانون الأول كان الأكثر صرامةً.

 

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com