محمد العولقي يكتب “حيرة ليونيل ميسي..!”

الجدل الذي يحيط بمستقبل أيقونة الكرة العالمية و نجمها الكبير ليونيل ميسي، يثير الكثير من التكهنات عند الذين لا يأخذون من البقر حليبها و إنما خوارها أيضا.
لا شيء يخضع للصدف، و لا للتكهنات عند لاعب استراتيجي ذكي مثل (ليو) الذي يعرف كيف ينتهز الفرص الاستثمارية بنفس الحدس الرفيع الذي ينتهز به أنصاف الفرص أمام المرمى.
و المعنى الذي في بطن ليونيل ميسي أنه بالفعل حسم قراره بالتحول من قارة الإثارة إلى قارة الراحة و الشطارة، لكنه يخفي قراره النهائي لحسابات تتعلق بأمور هي خليط من العاطفة و التسويق.
قد يقول قائل إن (ليو) يتخذ من الصمت سلوكا كخط رجعة، في حال إن جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن الشرق الأوسط، و هو قول له وزنه بالنظر إلى مسعى برشلونة الجاد في استعادة ملهمه و صانع أمجاده و لو دفعت هذه العودة المحفوفة بالمخاطر إدارة برشلونة إلى الاستدانة و التخلص من نصف الفريق الحالي.
عاطفيا ليونيل ميسي يفضل العودة إلى عشه الكاتالوني و التقاعد هناك، حيث جاء في سن الثانية عشرة معاقا، فجعل منه برشلونة أسطورة عالمية لا تقل شأنا و تأثيرا عن الأسطورتين بيليه و مارادونا.
الأكيد أن في دنيا الاحتراف حيث (البيزنس) و العقود و الإشهارات لا عاطفة و لا هم يحزنون، من الصعوبة بمكان أن يطلق ميسي العنان لقلبه و يتجاهل إشارات عقله.
* أمام ليونيل ميسي خياران لا ثالث لهما:
إما الاستسلام لتأثير القلب و العودة عاطفيا إلى برشلونة دون امتيازات مالية عليها القيمة، أو تحكيم العقل و القبول بعرض الهلال السعودي، و هو عرض ضخم غير مسبوق في عالم الجلد المنفوخ، و يضج بالكثير من الامتيازات المالية التي يسيل لها لعاب الكباش.
* بالمنطق لو سار ميسي خلف قلبه سيجد نفسه أمام إكراهات كثيرة في برشلونة قد تدخله في (حيص بيص) مع رابطة الليجا، و لو عطل مفاتيح العاطفة و استجاب لنداء العقل، سيجد أن كل الطرق تقوده إلى نعيم السعودية.
* للأمانة سيكون أمر خارق للعادة لو أنهى ليونيل ميسي مشواره مع كرة القدم في الدوري السعودي، و سيكون هذا الحدث ضربة معلم و خير ترويج للرؤية السعودية الطموحة التي ستذهل العالم عاجلا أو آجلا.