جاسم الياقوت يكتب “وأصبح الحلم حقيقة يا كأس العالم”

أصبح الحلم حقيقة، وفازت المملكة باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034، فعمت الأفراح ربوع المملكة والوطن العربي، وهذا ما توقعته عام 1988 عندما سألني صحفي أثناء تنظيم المملكة لكأس العالم للشباب: هل تستطيع المملكة استضافة وتنظيم كأس العالم لكرة القدم؟ فرددت عليه: نعم، بالتأكيد نستطيع تنظيم كأس العالم، وسيأتي بإذن الله اليوم الذي نعلن فيه عن تنظيم كأس العالم.
وها هو اليوم قد جاء ليتحقق الحلم على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك الحزم، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، أمير العزم وعراب رؤية المملكة 2030، التي أطلقت العنان لطموح الشباب السعودي، فتوالت الإنجازات في كافة الاتجاهات، سواء رياضية أو اجتماعية أو اقتصادية.
ويأتي إعلان سمو ولي العهد تأسيس “الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034” تأكيدًا على عزم المملكة على تقديم نسخة مبهرة لعالم كرة القدم كأول دولة عبر التاريخ تستضيف هذا الحدث بوجود (48) منتخبًا من قارات العالم كافة، في تجسيد للدعم والاهتمام غير المسبوق الذي يجده القطاع الرياضي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله -، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله -.
كما تُشكِّل استضافة المملكة العربية السعودية لبطولة كأس العالم 2034 لكرة القدم خطوة إستراتيجية نوعية، ستُسهم مباشرةً في تعزيز مسيرة تحول الرياضة السعودية، ورفع مستوى “جودة الحياة”، الذي يُعد أحد أبرز برامج رؤية السعودية 2030 التنفيذية، والساعية إلى تعزيز مشاركة المواطنين والمقيمين بممارسة الرياضة، فضلًا عن صقل قدرات الرياضيين وتحسين الأداء الرياضي للألعاب الرياضية كافة، ما يجعل المملكة العربية السعودية وجهة عالمية تنافسية في استضافة أكبر الأحداث الرياضية الدولية.
وينتظر أن تُبرز المملكة نفسها من خلال استضافة كأس العالم 2034 كوجهة اقتصادية واستثمارية ورياضية وسياحية، علاوة على الثقافية والترفيهية، حيث سيتعرف الملايين من زوار المملكة على إرثها وموروثها الحضاري والتاريخي، والمخزون الثقافي العميق الذي تتميز به.
إن فوز المملكة باستضافة كأس العالم لم يأتِ من فراغ، ولكنه جاء بعد سنوات من العمل الدؤوب على مدار سنوات طويلة تحقيقًا لحلم راودنا منذ أول مشاركة لمنتخبنا الوطني في أمريكا 94، حيث رافقت منتخبنا في جميع مشاركاته الست في كأس العالم لكرة القدم.
وكما تحقق الحلم الذي حلمت به أنا وكل مواطن سعودي، وتوقعته منذ أكثر من 35 عامًا، أستطيع التأكيد بأننا سنبهر العالم بنسخة مبهرة، انطلاقًا من خبراتنا في إدارة الأحداث الرياضية الكبرى في الداخل والخارج وإدارة الحشود، رافعين شعار: “مرحبًا بالعالم في ربوع السعودية”، عبر مطارات عالمية ومدن رياضية وفنادق فاخرة وشعب مضياف، وكلها مؤشرات نجاح لنسخة استثنائية من كأس العالم.