الكأس- غدير عبدالله الطيار
حققت الرياضة النسائية في السعودية نقلة نوعية بدعم من رؤية 2030، حيث تم إنشاء مرافق رياضية مخصصة، وإطلاق برامج رياضية متنوعة، وتعيين مدربات ومسؤولات نسائيات، كما شاركت المرأة السعودية في المنافسات المحلية والدولية وتم تعيينها في مناصب قيادية بالقطاع الرياضي. الاستضافة لحدث رياضي كبير مثل كأس العالم لكرة القدم 2034 ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالنهضة الرياضية النسائية، حيث تساهم في إبراز الرياضة النسائية وإظهار التقدم المحرز في دعم المرأة في مجال الرياضة.
دور رؤية 2030 في تطوير الرياضة النسائية:
دعم البرامج الرياضية:
بإطلاق برامج رياضية متنوعة ومستهدفة للنساء، مع التركيز على تدريب وتأهيل الكوادر النسائية في المجال الرياضي.
مما أدى إلى زيادة المشاركة والتمكين: حيث أصبح للمرأة السعودية دور في المنافسات المحلية والدولية، وتم تعيين عدد كبير من المدربات والمسؤولات الرياضيات، مما خلق بيئة رياضية داعمة لهن.
تغيير الثقافة المجتمعية:
ساهمت رؤية 2030 في تغيير النظرة المجتمعية للمرأة الرياضية، وزيادة قبول مشاركتها في الأنشطة الرياضية.
فكانت الإنجازات المتتالية حيث تم:
إطلاق دوري رسمي لكرة القدم النسائية وتأسيس فرق نسائية وطنية.
استضافة المملكة لبطولات رياضية نسائية دولية في مختلف الألعاب.
مشاركة المرأة السعودية في مجالات الإدارة والتحكيم والتدريب الرياضي.
بروز فتيات ونساء في رياضات متنوعة مثل الفروسية وسباقات السيارات والمبارزة والملاكمة، وتحقيق إنجازات في المنافسات الدولية.
وبدأ الدوري النسائي فكانت الإنجازات حيث التميز والإثارة، ومما لاحظنا بعد فوز سيدات النصر على سيدات القادسية أثار الحساب الرسمي لسيدات نادي النصر عبر منصة “إكس” الجدل، بعدما نشر تغريدة بعد الفوز على القادسية بثلاثية نظيفة، في اللقاء الذي أقيم مساء الخميس.
بداية الحدث وتفاعل المغردين
نشر حساب سيدات النصر صورة للرئيس التنفيذي خوسيه سيميدو، معلقًا عليها: “نتمنى أن نكون أمتعناك يا ريس”، وذلك بعد العبور إلى نهائي النسخة الأولى من كأس السوبر السعودي.
نقد لاذع
تسببت التغريدة التي نُشرت في الحساب في سخرية واسعة بين الجمهور بمختلف الانتماءات، حيث تم تفسير التغريدة بطريقة تُسيء إلى سيدات فريق نادي النصر. وهي في الأصل تعبير عن الفرحة بالإنجاز، فكانت الردود غير مرضية للجميع.
الإعلام الرقمي ودوره في رفع المكانة والتعزيز
يلعب الإعلام الرقمي دورًا أساسيًا في رفع المكانة عبر تعزيز التواصل وتسهيل الوصول للمعلومات، وتكوين الرأي العام، وتوجيه النقاشات المجتمعية حول القضايا المهمة. ولا ننكر أن الإعلام الرياضي يُسهم بشكلٍ فعّالٍ في تسليط الضوء على السباقات الرياضية المختلفة، سواء كانت محلية أم دولية.
دورنا في تعزيز الرياضة النسائية والدعم
نعم، للإعلام وخاصة الإعلاميين الرياضيين دور كبير في دعم وتعزيز الرياضة النسائية وتمكينهن وتشجيعهن بدلًا من النقد والانتصار للميول، والنظر للأندية. كيف للرياضة أن تكون موطنًا ومحط الأنظار، وهذا ما يحدث من إعلاميين وتفسيراتهم غير المقبولة منتصرين لأنديتهم.
رؤية 2030 وتمكين المرأة
سعت السعودية في جميع المجالات، وتهدف رؤية المملكة 2030 بما تتضمنه من مبادرات للنهوض بالمرأة والأسرة. حقيقةً، المرأة السعودية لها مكانتها وعزتها وشموخها وتميزت ونالت كامل حقوقها في الإسلام، وما زالت تنال الكثير والكثير لا سيما في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، عراب الرؤية ومهندسها، ومحفز الشباب المبدعين، وداعم المرأة في كل مجال واتجاه، حيث قال في إحدى كلماته: «أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء، لذا أنا أدعم النساء».
كلمة أخيرة
وهذا بالفعل ما نرى ونشاهد، مشاركة المملكة في كل المسابقات الرياضية ومنافستها بها دلالة على التميز والإبداع والرغبة في تحقيق التطور في مجال الرياضة. وها نحن الآن نرى ذلك في الرياضة النسائية السعودية لأول مرة.
التقارير والإحصائيات تقول إن 29 مليون امرأة وفتاة يلعبن كرة القدم في جميع أنحاء العالم، ونسعد أن تكون فتيات السعودية ونساؤها من بينهن. إذ نجد أن الدوري السعودي للسيدات انطلق في 4 أكتوبر 2019 – أول دوري لكرة القدم النسائية في السعودية – ويُقام في مدينة جدة في فترة تمتد لعشرة أسابيع بمجموع 30 مباراة، ما بين 6 فرق تتنافس بنظام النقاط، وهي: جدة إيغلز، ذا ستورم، جدة ويف، كينج يونايتد، ذا وايت ليون، وجدة بلاك ستار. ويضم كل فريق 16 لاعبة، ثماني لاعبات على أرض الملعب وثماني على دكة البدلاء.
إن فتياتنا في حاجة إلى دعم وتشجيع وتحفيز لدخول المجال الرياضي بكثرة عددية وبإقبال واسع، لتحقيق أهدافنا من ورائه على مستوى الطاقة البشرية والناحية المجتمعية.
