عبد الواحد محمد يكتب ” الجوهري والرواية العربية “

لاريب الراحل محمود الجوهري مدرب المنتخب المصري من أشهر الكوادر الرياضية المصرية و العربية لما قدمه لكرة القدم من انتصارات عظيمة مازالت لها صدى عربي يعتز به كل من يقرأ تاريخ الجنرال الراحل محمود الجوهري لذا هو رواية عربية كبرى بكل ما تحمله المعاني من جهد واخلاص ، فهو منظومة كروية بلا حدود !!
كما يعد أهم المدربين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية، أوصل منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا ، أيضا فاز بالأمم الإفريقية لاعبًا ومدربًا حيث حصل على الكأس الإفريقية مع منتخب مصر عام 1957 و1959م وكان هداف البطولة ثم كمدربًا في ١٩٩٨.
أسس عام 1990 نظام الاحتراف في مصر، وشجع بعض اللاعبين المصريين على خوض تجربة الاحتراف في أوروبا وعلى رأسهم هاني رمزي وأحمد حسن وغيرهم، وعلى الرغم من اعتراف الجوهري بعد ذلك بأن نظام الاحتراف في مصر لا يزال قاصرًا، فإنه أكد أن الإيجابيات موجودة، أبرزها أن اللاعب بات يبذل قصارى جهده ليستطيع الانتقال إلى ناد أفضل وأنه قنن حركة اللاعبين إلى أوروبا بدلا من انتقال المواهب مجانًا دون استفادة الأندية منهم.
يعد الجوهري صاحب أشهر هتاف عرفته الكرة المصرية في تاريخها وهو شعار «جوهري- جوهري» الذي هز القاهرة عقب تأهل مصر لنهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا.
فازت مصر تحت قيادته بلقب بطولة أمم أفريقيا عام 1998م والتي أقيمت في بوركينا فاسو وتغلب في النهائي على منتخب جنوب أفريقيا لكرة القدم بهدفين نظيفين، و يعد الجوهري من أبرز المدربين المصريين والعرب حيث تميز باستخدام إمكانيات الفريق الذي يدربه واستثمارها لتحقيق الفوز على منافسيه في العديد من البطولات، كما قاد الجوهري المنتخب الوطني المصري للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية 1992 التي أقيمت في سوريا متغلباً على المنتخب السعودي 3 / 2 في المباراة النهائية.
وهو أول مدرب مصري يتولى تدريب فريقي الأهلي المصري والزمالك المصري في تاريخ الكرة المصرية، كما كان أول مدرب يقود فريق الأهلي للفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982م حينما تغلب على كوتوكو الغاني وعاد بالكأس، كما نجح مع الزمالك المصري في الفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993م، والفوز بكأس السوبر الأفريقي بعد أن تغلب على الأهلي المصري في جوهانسبرغ بهدف السوبر أيمن منصور مطلع عام 1994م.
تولى الجوهري تدريب عدد من الأندية في منطقة الخليج العربي منها الأهلي السعودي واتحاد جدة، وتتلمذ علي يد الخبير الألماني كرامر الذي عمل مساعداً له في السعودية، واستفاد الجوهري من خبرته الكثير، كما تولى تدريب نادي الشارقة والوحدة في الإمارات العربية المتحدة وقاد منتخب عمان في كأس الخليج عام 1996م.
وفي عام 2002م تولى تدريب المنتخب الأردني والإشراف الفني على الكرة الأردنية وقاد المنتخب الأول للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2004 في الصين لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية .
كما حقق مع منتخب الأردن العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا.
وقد توج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي، حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية التي وضع لها العديد من أسس التطور ليس على مستوى المنتخب الأول فقط وإنما على مستوى المنتخبات السنية والأندية،رحم الله العظيم محمود الجوهري.