الكأس - طارق الأسلمي
في ليلة كروية من العيار الثقيل، خطف الحارس الدولي المغربي ياسين بونو الأضواء خلال مواجهة الهلال السعودي أمام مانشستر سيتي الإنجليزي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية. وبفضل تصدياته الخارقة حافظ بونو على آمال "الزعيم" قائمة حتى اللحظات الأخيرة في مواجهة اعتُبرت من أصعب اختبارات الفريق أمام بطل أوروبا المدجج بالنجوم.
قدّم بونو أداءً أسطورياً تمثّل في تصديه لعشر محاولات خطيرة، مانعاً السيتي من فرض هيمنته المطلقة على مجريات اللقاء. تألقه اللافت لم يمر مرور الكرام بل تحول إلى أيقونة جماهيرية حية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصدر اسمه قوائم التفاعل في المغرب وعدد من الدول العربية والعالمية.
الإشادات لم تأتِ فقط من الجماهير، بل من محللين وخبراء رأوا أن بونو أعاد تعريف دور حارس المرمى في المباريات الكبرى، بعدما قدّم نموذجاً لحارس يتمتع بتركيز ذهني نادر وشجاعة حاسمة في لحظات الضغط. وبات من المؤكد أن وجود حارس بمواصفاته لم يعد رفاهية بل ضرورة لأي فريق يطمح للمنافسة على أعلى المستويات.
في أكثر من مناسبة خلال المباراة كاد مانشستر سيتي أن يخرج الهلال من أجواء اللقاء سواء بفرص فردية أو هجمات منظمة. لكن عزيمة بونو وردات فعله السريعة وتحركاته الذكية داخل المنطقة منحت الزعيم دفعة معنوية عالية وأبقت جذوة الأمل مشتعلة لدى اللاعبين والجمهور على حد سواء.
ما فعله ياسين بونو لم يكن مجرد تصدٍ لكرة هنا أو إنقاذ هناك، بل كان عرضًا حيًا لما تعنيه كلمة "القيادة" من موقع الحراسة. وبكل تأكيد ستبقى هذه الليلة في ذاكرة جماهير الهلال ومرجعًا لكل من يتحدث عن أهمية حارس المرمى في معادلة الانتصار في البطولات الكبرى.