المدربة أيمان محمد : حبي للرياضة دفعني للتحكيم ودعم وزارة الرياضة ساهم في تطور ألعابنا
الكأس – مصطفى الشريدة
أكدت المدربة أيمان محمد أن حبها وولعها بالرياضة دفعها للعمل كحكمة للعبة الملاكمة ، وتحدثت عن أمور رياضية نسائية كثيرة.
بداية حدثينا عن مشوارك مع التحكيم في لعبة الملاكمة؟
بدأ مشواري كشخص رياضي و مولعاً بالالعاب القتالية خاصةً منذ الصغر قبل ما يزيد عن ٢٠ عاما عندما ارى شقيقي الوحيد عائدا من احدى الاندية المحلية بعد اخذ حصص في لعبة قتالية كانت شائعة وقتها فكان يهتم بتعليمي بالمهارات التي اكتسبها فقد كانت هنا البذرة الاولى، وعندما اكملت تعليمي و تلقيت شهادتي الجامعية عدت لصقل مهاراتي الرياضية بتعلم لعبة الملاكمة و الركل انخرطت باخذ الحصص تلو الاخرى حتى عادت البذرة الاولى في النمو من جديد فوجدت نفسي في هذه اللعبة حتى انني حصلت على الحزام البني من منظمة الواكو العالمية لرياضة الملاكمة و الركل و بانغماسي بالاجواء التي تحيط بها من حماسة ونشاط و براعة اعتدت مشاهدة نزالات عالمية ومحلية لرياضة الملاكمة ولم يقتصر تركيزي على اللاعبين بل كنت ايضا اراقب الحكام و كيفية عملهم و ابهرني العديد من الحكام بقوة شخصياتهم و صلابتهم على الحلبة وقدرة السيطرة عليها رغم اشتعال النزالات مما اثار فيني الشخصية القيادية حتى تهيأت لي فرصة لم اتردد فيها لحظة للانضمام لدورة نظمها معهد اعداد القادة بطلب من الاتحاد السعودي لرياضة الملاكمة في وقت لم يكن للسيدات نصيب كبير في مجال التحكيم لذا سعيت جاهدة لاكون من اوائل السيدات و قد حضيت بشرف الترشح لها و اجتيازها بجدارة مع عدد من الحكام من مناطق اخرى و بثناء من مقدم الدورة الحكم الدولي المستشار الأستاذ نبيل يونس وعدد من الحكام الوطنيين و الدوليين و بذلك اصبحت الحكم الاول والوحيد بفئة السيدات من محافظة الاحساء ، وقد كانت اولى مشاركاتي بثقة منحت لي من الاتحاد السعودي لرياضة الملاكمة و رئيسها الاستاذ عبدالله الحربي مشكورا في اضخم حدث رياضي وهو دورة الالعاب السعودية ٢٠٢٣ كحكم وطني معتمد، و مرشحة للتحكيم للموسم الرياضي القادم ٢٠٢٤، ولا استطيع ان انسى بإنني تلقيت الدعم الكافي ممن حولي من اهلي وبالاخص زوجي العزيز و صديقاتي و حتى زميلاتي فلهم جزيل الشكر و الامتنان.
كيف ترين مستقبل هذه اللعبة في المملكة؟
بتوجيه من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز و ولي عهده الامين سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله ورعاهما و تحت ظل وزارة الرياضة بقيادة وزيرها سمو سيدي الامير عبدالعزيز بن تركي تحظى الرياضات و الالعاب السعودية اهتماماً ملموسا و قد لفتت انظار العالم لها و تأتي لعبة الملاكمة في مصاف الالعاب و الرياضات الأولى وقد لمع نجم ابطال و بطلات في هذه اللعبة محليا و عالميا مما زادنا شرفًا، فبالطبع ان مستقبل هذه اللعبة مشرق جدا و ترى شعاعه من حاضرنا هذا المليء بالإنجازات التي تجعل علم المملكة العربية السعودية يرفرف في المحافل و البطولات العالمية و بمنصات التتويج.
ما هو المطلوب من الأندية لتطوير اللعبة؟
إن ما رأيته من جهود جبارة تقدمها الاندية بدعم مباشر من وزارة الرياضة لا يترك لنا المجال في التفكير لوجود تقصير ما في اي ناحية من نواحي احتياجات هذه اللعبة كإستقطاب مدربين عالميين و محليين ذو كفاءة عالية، و تهيئة بيئة متكاملة لتخريج ابطال نفخر بهم في كل العالم، فبالطبع عندما يتواجد المكان المهيأ و فريق العمل المتقن من مدربين و فنيين ستنال اللعبة نصيبها من الشهرة و الارتقاء، وقد يكون الطلب الوحيد من هذه الاندية هو البحث عن المواهب او انشاء برامج للاكتشاف فإن هنالك الكثير من المواهب المدفونة او التي بحاجة الى تسليط الضوء عليها و بالطبع ستضيف الكثير للاندية.
من جانب التدريب، كيف ترين العمل في هذا الجانب؟
كمدربين ومدربات لياقة بدنية فإن عملنا يتمحور على الاهتمام بالجانب الصحي للجسم و تعديل نمط حياة وكما انه أساس لكل الرياضات و الألعاب بالطبع، و المدرب في معظم الاحيان قد اختار التدريب مهنة له بسبب شغفه بالرياضة في حد ذاتها، لذلك ترى جميع المدربين و المدربات يعملون بكل تفان، ولا تبتعد مهنة التدريب عن التدريس كثيرا فهو علم بحد ذاته و يؤدي المدرب دور المعلم في التأسيس و التعليم و التطوير لأي رياضة، لذا فإن المدرب من وجهة نظري هو أساس كل رياضة نراها في وقتنا الحالي، لكن وحسب خبرتي في هذا المجال وعملي في اكثر من صالة و مركز. رياضي و التقائي بالعديد من المدربات ومعرفتي بهن شخصيا ارى انه ليس من الضروري إلزام المدرب بالعمل كأي موظف اخر أي ٨ ساعات متواصلة باليوم اعتقد بأنه ليس من المنطقي ذلك حيث ان إنتاجية المدرب تكمن في التعليم الحركي و العملي وليس النظري او المكتبي وانه لمن المجهد جدا ان تطبق هذا ل٨ ساعات متواصلة، لذى اتمنى من اصحاب مشاريع الصالات الرياضية او المسؤولين عن توظيف المدربين ان يراعون هذا الجانب و يقلصون عدد الساعات النظامية او يجعلونها اكثر مرونة حسب احتياجات العمل دون المساس بحق المدرب الموظف ولا اعتقد بإن المدربين سيصدر منهم اي تقصير فكما قلت ان معظم من امتهن مهنة التدريب اختارها لحبه و شغفه بالرياضة.
هل هناك تفاعل من الرياضيات مع تمارين اللياقة؟
إن شغف السيدات للرياضة و لتمارين اللياقة كان موجودا لكن في السابق لم يكن هنالك الكثير من الاماكن المهيئة او المدربات المعتمدات فلم نلتمس التفاعل الحقيقي الى حينما عملت حكومة المملكة العربية السعودية جاهدة في تعزيز ثقافة الرياضة و نشر الوعي فيها و بإفتتاح كثير من الصالات الرياضية النسائية في الاحساء بمطلع عام ٢٠١٧ كان اقبال النساء الرياضيات كبيرا جدا و في كثير من الاحيان يفوق العدد الطاقة الاستيعابية للصالات الرياضية ذاتها، ترى منهن مختلف الاعمار كالشابات و الصغار و حتى كبار السن، و قد شهدت شخصيا عديد من الرياضيات قد بلغن اهدافهن من تخسيس او بناء كتلة عضلية او تحسين لياقة قلبية او حتى استقامة عامود فقري و تصحيح طريقة المشي!، و بوجود هذه النماذج فإن الاقبال يزيد عاما بعد عام و الكثير بدأ يتخذ من الرياضة اسلوب حياة صحية مليئة بالنشاط، و نتلقى نحن مجتمع المدربات ثناء بالغا منهن و في كثير من الاحيان يطالبن بالمزيد و بالتجديد و هذا ما نسعى له دائما.
إلى متى الرياضيات يمارسن الرياضة على حسابهن؟
في اعتقادي إن ما يجعل من النساء او الرياضيات اللجوء الى دفع الاموال لممارسة الرياضة هو أمر شخصي يحتمل عدة اسباب: كمبتدئة تحتاج للإرشاد و التوجيه و معرفة ما يجب عمله حتى تصل لهدفها بأفضل الطرق و اكثرها أمانا، او ما تخلقه الصالة الرياضية من اجواء الحماسة و الاندفاعية والنشاط مع غيرها من الرياضيات يدفع الكثير منهن لاختيار هذا السبب و ايضا لوجود الاجهزة و الادوات الرياضية المتاحة بالصالة دون غيرها، لكن دائما هناك خيارات اقل تكلفة و ذات نتائج مرضية تستطيع الرياضيات استخدامها حين تكون لديها المعلومة والتطبيق السليم و الهدف الواضح. و من وجهة نظري دائما ما اقول إن من اهم الاستثمارات هو استثمارك في الصحة! فلن يضيع لك مال ولا جهد وانت ترى تقدمك في العمر ليس سوا رقم.
الممارسات هل ننتظر منهم إنجازات؟
كثير من الممارسات يمارسن الرياضة لأجل انفسهن و صحتن لكن ايضا هنالك ممارسات لديهن اهداف واضحة منهن من تطور نفسها لرياضة معينة تهدف الى تحقيق إنجاز فيها و منهن من تهدف لصنع مجتمع صحي ممارس للرياضة كالأمهات اللاتي يأتون الي و يريدون التزود والتعلم لنقل العلم لأبنائهن فهن يأسسن جيلا نتوقع منه انجازا مبهرا او كالمعلمات اللواتي يريدون عقد شراكة مجتمعية لنشر ثقافة الرياضة في المدارس و الروضات فمن هنا تأتي الانجازات .
الرياضة تسير إلى أين؟
أومن دائما بمستقبل أفضل و كما نرا نحن السعوديون و كما يرا العالم اجمع إن الرياضة بالمملكة العربية السعودية تحضى بإهتمام غير مسبوق في مختلف المجالات بفضل قيادة حكيمة و رؤية الامير محمد بن سلمان حفظه الله رؤية ٢٠٣٠ ، فإننا الان نعيش الحلم الذي لطالما حلمناه و كمثال على ذلك دورة الالعاب السعودية التي شاركت فيها فقد كانت روح الرياضة و طاقتها تملأ الاجواء و في اعلى مستوياتها من لاعبين و مدربين و مشجعين و كل طاقم العمل في مختلف الرياضات و الالعاب، وطالما زاد فهم المجتمع باهمية الرياضة و النشاط فإنها تسير نحو طريق مشرق و مبهر و مليء بالإنجازات و تحقيق البطولات.
كلمة أخيرة؟
لا يسعني سوا الحمد والثناء لله عز وجل على ما وهبنا من نعم لا تعد ولا تحصى، كما اشكر سيدي خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملك سلمان بن عبد العزيز و سيدي صاحب السمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان على جهودهم واهتمامهم بمختلف المجالات و على رأسها الرياضة و الرياضيين، كما اشكر الاتحاد السعودي لرياضة الملاكمة و رئيسها الاستاذ عبدالله الحربي على ثقتهم و رعايتهم، و اشكرك انت استاذ مصطفى على هذا الحوار و إتاحة الفرصة، و سأسعى جاهدة لأكون أهلا لهذه الثقة و قدوة للحكام المستقبليين بإذن الله وإني ماضية لأكون حكما دوليا ايضا، بجانب انني اسعى لتطوير نفسي بمجال الرياضة و التدريب بإكمال دراستي حيث انني ادرس ماجستير التربية البدنية و أني لفخورة جدا كوني جزءا من هذا الثورة الرياضية و استطيع تقديم المزيد باثرائها بالعلم و تأسيس وتخريج ابطال بمختلف الرياضات، و نشر الوعي و الثقافة الرياضية و النشاط كأسلوب حياة.
