من فؤاد أنور إلى سعود عبدالحميد.. رحلة نحو العالمية
الكأس – محمد الخليفة
لم يعد الاحتراف الخارجي مجرد حلم للاعبين السعوديين، بل أصبح واقعًا ملموسًا يتجسد في قصص نجاح متعددة، بدأت منذ سنوات طويلة مع صاحب الأولوية فؤاد أنور، وصولًا إلى النجم الصاعد سعود عبد الحميد الذي خطّ اسمه بحروف من ذهب في سجلات الكرة السعودية بانتقاله التاريخي إلى نادي روما الإيطالي.
**(بداية تاريخية)**
في عام 1998، سطّر فؤاد أنور، قائد الشباب والمنتخب السعودي السابق، اسمه في تاريخ الكرة السعودية كأول لاعب يخوض تجربة الاحتراف الخارجي، وذلك بانضمامه إلى نادي شوانغتشو جونج الصيني. ورغم قصر مدة هذه التجربة، إلا أنها فتحت الباب أمام الأجيال القادمة لخوض غمار الاحتراف خارج الوطن. أنور كان أحد أهم عناصر الجيل الذهبي للشباب، ولفت الأنظار حوله في كأس العالم 1994، إذ كان هداف المنتخب السعودي في أول مشاركة مونديالية بهدفين من كرات متحركة، أحدهما بالرأس في مرمى هولندا (ويعد باكورة الأهداف السعودية في نهائيات العالم)، والآخر من خارج منطقة الجزاء في مرمى المغرب (ويعد الهدف الوحيد للأخضر من خارج المنطقة). وقد حاز عناصر ذلك الجيل اهتمام أندية العالم، ومن بينهم فؤاد أنور الذي كتب نفسه كأول محترف سعودي خارجيًا.
**(تجارب متنوعة)**
شهدت السنوات التالية خوض العديد من اللاعبين السعوديين تجارب احترافية في مختلف الدوريات الأوروبية والعالمية. ففي عام 2000، انتقل سامي الجابر، أسطورة الهلال، إلى نادي وولفرهامبتون الإنجليزي، ليصبح أول لاعب سعودي ينضم لنادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز. وفي عام 2008، خاض حسين عبد الغني، نجم الأهلي، تجربة احترافية في نادي نيوشاتل السويسري.
وفي عام 2012، انضم أسامة هوساوي إلى نادي أندرلخت البلجيكي، بينما احترف صالح الشهري في نادي بيرامار البرتغالي، وعبد الله عطيف في نادي لوليتيانو البرتغالي. وشهد عام 2018 موجة من الانتقالات الاحترافية، حيث انضم فهد المولد إلى نادي ليفانتي الإسباني، ويحيى الشهري إلى نادي ليجانيس الإسباني، وسالم الدوسري إلى نادي فياريال الإسباني، وعبد الله الحمدان إلى نادي سبورتينج خيخون الإسباني، ونايف هزازي إلى نادي بوتوشاني الروماني، وعبد المجيد الصليهم إلى نادي رايو فايكانو الإسباني، وعلي النمر إلى نادي نومانسيا الإسباني، وجابر عيسى إلى نادي فياريال الإسباني، وعبد الملك الجابر إلى نادي دينامو زغرب الكرواتي، ونوح الموسى إلى نادي بلد الوليد الإسباني، ومروان عثمان إلى نادي ليغانيس الإسباني.
**تجارب إضافية**
لم تقتصر التجارب الاحترافية على اللاعبين المذكورين، بل خاض العديد من اللاعبين السعوديين الآخرين تجارب احترافية في مختلف الدوريات العالمية، مثل ناجي مجرشي في نادي أولسان هيونداي الكوري الجنوبي (2010-2011)، وخالد الغامدي في نادي إف سي ويل السويسري، وسعيد المولد في نادي فارينزي البرتغالي، وإبراهيم البراهيم في نادي قوست قابيلا البوسني، وحسام الزبيدي في نادي أولمبي إنتر ميلان الإيطالي (2010)، ومازن الحذيفي في أندية بورتسموث ونوتنغهام فورست الإنجليزيين وإسبانيول الإسباني ودوسلدورف الألماني وخرونينغين الهولندي، وعمر السحيمي في نادي فيتوريا جيماريش البرتغالي.
**سعود عبد الحميد: طموح لا يعرف الحدود**
يمثل انتقال سعود عبد الحميد إلى نادي روما الإيطالي في عام 2024 تتويجًا لهذه الرحلة الاحترافية الطويلة، وإثباتًا على أن اللاعب السعودي قادر على الوصول إلى أعلى المستويات العالمية. ويعد عبد الحميد نموذجًا يحتذى به للأجيال القادمة، حيث أثبت أن الطموح والعمل الجاد والإصرار يمكن أن يحقق المستحيل.