الدوحة تستضيف انتخابات الاتحاد اليمني لكرة القدم
الكأس- محمد مهيم
تستعد العاصمة القطرية، الدوحة، لاستضافة حدث رياضي يمني بالغ الأهمية يوم 30 نوفمبر القادم، وهو انتخابات الاتحاد اليمني لكرة القدم، وذلك برعاية وإشراف من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وتأتي هذه الخطوة القطرية لاستضافة الانتخابات تأكيدًا على الدعم المستمر الذي تقدمه دولة قطر للرياضة اليمنية، خاصة كرة القدم، حيث لم تدخر جهدًا في مساعدة الاتحاد اليمني على تجاوز التحديات التي فرضتها الأوضاع الأمنية في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.
شهدت الساحة الرياضية اليمنية، خلال السنوات الماضية، جدلاً واسعاً حول أداء اتحاد كرة القدم، وتحديداً رئيس الاتحاد الشيخ أحمد صالح العيسي. ورغم الانتقادات اللاذعة التي وُجِّهَت إليه، إلا أن العيسي تمكن من الحفاظ على موقعه في قيادة الاتحاد، متجاوزاً بذلك كل المحاولات لإزاحته.
(انتقادات لا أساس لها من الصحة)
يرى مراقبون أن الانتقادات التي وُجِّهَت إلى العيسي واتحاد الكرة كانت في معظمها لا تستند إلى حقائق موضوعية، حيث تم التركيز على تحميله مسؤولية كافة الإخفاقات التي تعاني منها الكرة اليمنية، دون الأخذ في الاعتبار الإنجازات التي تحققت والتحديات الكبيرة التي تواجهها الرياضة اليمنية بشكل عام، والتي تتجاوز بكثير إمكانيات أي فرد أو مؤسسة، بالإضافة إلى ظروف البلاد والحرب. ويكاد اتحاد الكرة الوحيد الأكثر نشاطًا من بين كل الاتحادات الرياضية الغارقة في نومها العميق، وعلى رأسها اللجنة الأولمبية اليمنية وفشلها الكبير والمتواصل.
(أسباب فشل الكرة اليمنية)
يشير خبراء ومتابعون إلى أن تراجع مستوى الكرة اليمنية يعود إلى مجموعة من الأسباب المعقدة، منها:
1- الحرب والنزاعات، حيث أدت الحرب الدائرة في اليمن إلى تدمير البنية التحتية الرياضية وتشتيت الجهود وتوقف النشاط الرياضي في العديد من المناطق، وانقطاع الطرقات مما سبب عائقًا كبيرًا أمام الأندية الرياضية، بالإضافة إلى وجود حكومتين وعملتين محليتين في البلد مما أثر بشكل كبير على الصرفيات المالية للاتحاد والأندية.
2- الفساد الإداري والمالي الذي يعاني منه القطاع الرياضي اليمني، ومشاكل الفساد الواسعة النطاق، مما يؤثر سلباً على أداء الاتحاد والأندية.
3- قلة الاستثمار، حيث لا تحظى الرياضة اليمنية بالاهتمام الكافي من قبل الحكومة والقطاع الخاص، مما يؤدي إلى نقص الاستثمارات اللازمة لتطوير البنية التحتية وتدريب اللاعبين.
(إنجازات العيسي في ظل الظروف الصعبة)
رغم هذه التحديات، تمكن اتحاد كرة القدم، بقيادة العيسي، من تحقيق العديد من الإنجازات، ومن أبرزها المشاركة في البطولات العربية والخليجية والآسيوية، حيث استطاعت المنتخبات الوطنية اليمنية المشاركة في العديد من البطولات القارية والدولية، وحققت منتخبات الفئات العمرية إنجازات وألقاب، ومنها تأهل منتخبي الشباب والناشئين مؤخرًا إلى نهائيات آسيا المقبلة، مما ساهم في رفع اسم اليمن عاليًا.
كما أولى الاتحاد اهتماماً كبيراً بتطوير الجانب التحكيمي والتدريبي، حيث تم تنظيم العديد من الدورات الخارجية والداخلية في مختلف المحافظات اليمنية.
وبالرغم من الإنجازات التي حققها اتحاد كرة القدم، إلا أن الجدل حول أداء العيسي لا يزال مستمراً، حيث يرى منتقدوه أن الاتحاد لم يحقق الطموحات المرجوة، وأن هناك حاجة إلى تغيير القيادة.
(انتخابات وعهد جديد للكرة اليمنية)
يشهد هذا الحدث عودة دورة انتخابية جديدة للاتحاد اليمني بعد توقف دام لأكثر من عشر سنوات، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الكرة اليمنية. وتعتبر هذه الانتخابات فرصة لتجديد دماء القيادة الكروية في اليمن، ووضع حد للمنافسات الخفية التي طالما شابت المشهد الرياضي اليمني.
(صمود الاتحاد اليمني)
على الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد، إلا أن الاتحاد اليمني لكرة القدم تمكن من الصمود والمحافظة على هويته الوطنية، بفضل جهود رئيس الاتحاد الشيخ أحمد العيسي، الذي بذل قصارى جهده لبقاء كرة القدم في واجهة المشهد، رغم التحديات والمؤامرات التي حيكت ضده ووضعت أمامه للنيل منه والصاق تهمة الفشل على جداره، سواء من قبل جماعات مسلحة أو من قبل بعض الشخصيات التي تسعى لتحقيق مصالح شخصية ضيقة، وفي كل مرة يخرج منتصرًا ولسان حاله: “كشجرة أصلي ثابت، وفرعي في السماء”.
(أمل في المستقبل)
يتطلع عشاق الكرة اليمنية إلى أن تسفر هذه الانتخابات عن انتخاب قيادة جديدة قادرة على النهوض بالكرة اليمنية وتجاوز التحديات التي تواجهها. كما تعد انتخابات الاتحاد اليمني لكرة القدم في الدوحة حدثًا تاريخيًا، ويأتي في ظل ظروف صعبة تمر بها البلاد، إلا أن هذا الحدث يمثل بارقة أمل في مستقبل أفضل للكرة اليمنية.