التقارير والحوارات

عمر جولان حوّات اصطاد النجوم في خليجي 26

 

 

الكأس – حسن آل قريش

 

من قلب التحديات والصعوبات، تبرز قصص لا تُنسى عن لاعبين أبطال تجاوزوا كل العوائق ليصلوا إلى أحلامهم بتمثيل بلادهم دوليًا.

من بين هذه القصص الملهمة، تبرز حكاية اللاعب اليمني الشاب عمر جولان، الذي انتقل من بيع السمك في الأسواق إلى تحقيق حلمه باللعب في صفوف منتخب اليمن الوطني، ليصبح رمزًا للإصرار والنجاح.

 

عمر جولان، شاب يمني بسيط نشأ في ظروف قاسية، كان يعمل بائعًا للسمك ليعيل أسرته ويضمن لقمة عيشها اليومية. بين الصباحات المرهقة في الأسواق والمساءات التي يخصصها لتدريبات كرة القدم، كان جولان يعيش حياة مزدوجة مليئة بالتحديات. لكن قلبه كان مليئًا بالشغف والطموح، وهو ما دفعه لتحمل كل هذه الأعباء من أجل تحقيق حلمه.

 

لم تكن طريقه سهلة على الإطلاق. ففي الوقت الذي كان أقرانه يركزون على تطوير مسيرتهم الرياضية، كان جولان يوازن بين عمله في السوق وملاحقة كرة القدم. ومع ذلك، أثبت نفسه تدريجيًا كلاعب موهوب ومثابر، ليلفت الأنظار إليه من خلال أدائه المميز مع نادي التلال، أحد أعرق أندية اليمن.

 

رحلة الإصرار والتألق

 

العمل اليومي الشاق في أسواق السمك لم يكن كافيًا لكسر عزيمة جولان. كان يُدرك أن كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل وسيلة لتغيير واقعه وواقع أسرته. بتضحياته التي لا تُحصى، تمكن من الانضمام إلى المنتخب الوطني، ليصبح جزءًا من الفريق الذي صنع إنجازًا تاريخيًا بالفوز الأول لليمن في بطولة كأس الخليج العربي.

 

في “خليجي 26” بالكويت، تألق عمر جولان بشغف لا يُضاهى، مؤكدًا أن النجاح يُبنى على الإصرار والعمل الجاد. كل لمسة للكرة كانت تعكس قصة كفاحه، وكل هدف كان يشهد على رحلته الطويلة من الأسواق إلى الملاعب.

 

فوز تاريخي للاحمر اليماني

 

 

الفوز الذي حققه المنتخب اليمني السبت على البحرين بهدفين مقابل هدف في الجولة الثالثة والاهيرة من المجموعة الأولى لدوري المجموعات لم يكن مجرد انتصار رياضي؛ بل كان لحظة تاريخية كتبت فصلًا جديدًا في مسيرة الكرة اليمنية. بعد انتظار دام 20 عامًا منذ أول مشاركة لليمن في كأس الخليج عام 2004، جاء هذا الانتصار كرسالة أمل لشعبٍ يعاني، وكتتويج لجهود لاعبين مثل عمر جولان، الذين جسدوا بإنجازاتهم الروح الحقيقية للتحدي.

 

 

 

معاناة الرياضة اليمنية

 

تعد الرياضة واحدة من أبرز أدوات التواصل والتأثير الاجتماعي في العالم، لكن في اليمن، تشهد هذه الساحة تحديات كبيرة تجعل تحقيق الإنجازات أمراً شاقاً. حيث تعكس الرياضة في اليمن صورة مصغرة عن التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد منذ سنوات.

على مدى العقود الماضية، تأثرت الرياضة اليمنية بشكل كبير بالحروب والصراعات التي أدت إلى تدمير البنية التحتية الرياضية. العديد من الملاعب تحولت إلى ساحات مدمرة، وأندية رياضية توقفت عن العمل بسبب انعدام الدعم المالي والخدمات الأساسية. كما أُجبر الكثير من الرياضيين على ترك ممارسة رياضتهم، إما بسبب الظروف المعيشية الصعبة أو للهجرة بحثاً عن فرص أفضل.

 

 

تعاني المؤسسات الرياضية في اليمن من ضعف التمويل وغياب الإدارة الفعّالة. فالاتحادات الرياضية غالباً ما تفتقر إلى الدعم الحكومي الكافي لتطوير المواهب والبنية التحتية. كما أن غياب الرعاية الخاصة وانعدام الاستثمارات في القطاع الرياضي يجعل تطوير الرياضة أمراً في غاية الصعوبة.

 

قصة عمر جولان والانتصار اليمني ليست مجرد حكاية رياضية؛ بل هي درس لكل شاب يواجه الصعاب.

باختصار هي دعوة للإيمان بأن العمل الجاد والشغف يمكنهما تجاوز أصعب الظروف، وأن الأحلام الكبيرة يمكن أن تتحقق مهما بدا الواقع قاسيًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com