لطف الله.. قصة إلهام
الكأس – حسن آل قريش
صعد الحارس البحريني إبراهيم لطف الله من الظل إلى المجد، متحديًا السخرية والتنمر، ليقود الأحمر البحريني لتحقيق لقب خليجي زين 26 في الكويت.
قصة الحارس الأمين لطف الله ليست مجرد حكاية بطل رياضي، بل هي درس في العزيمة والإصرار أمام التحديات.
كان طريق البحرين نحو لقب خليجي زين 26 مليئًا بالصعاب، حيث لم يكن المنتخب البحريني مرشحًا للقب. بدأ الفريق البطولة بعيدًا عن دائرة الضوء، لكن بأداء استثنائي من نجم خط وسطه، ومن خلفهم العملاق إبراهيم لطف الله، استطاعوا كتابة التاريخ.
لم تكن رحلة إبراهيم لطف الله سهلة؛ فقد واجه حملة واسعة من التنمر والسخرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب وزنه، الذي وصل إلى 107 كيلوجرامات.
اعتبر الكثيرون، ومنهم الأسطورة العربية عصام الحضري في برنامج المجلس بضيافة الإعلامي الكبير خالد جاسم، أن مظهره لا يليق ولا يؤهله لتمثيل بلاده في حدث كبير مثل كأس الخليج.
أطلق الجمهور العربي على لطف الله لقب “عادل”، نسبةً إلى الحارس الضخم في المسلسل الكرتوني الشهير كابتن ماجد.
في المسلسل، كان “عادل” يتميز بضخامته الجسدية وقوته الدفاعية، وهو ما انعكس في أداء لطف الله خلال البطولة، هذا التشبيه زاد من شعبية لطف الله بين عشاق كرة القدم، حيث رأوا فيه تجسيدًا حقيقيًا لشخصية خيالية كانت يومًا مصدر إلهام للأطفال.
أثناء البطولة، انتشرت تعليقات ساخرة عن لطف الله، خاصة بعد ظهوره في صور يتناول وجبات دسمة مثل الأرز البخاري والمشاوي. لكن لطف الله لم يلتفت لهذه الانتقادات، واختار أن يكون رده في الملعب.
قال لطف الله أمس، بعد الفوز على عمان والتتويج باللقب الخليجي وتتويجه أيضًا بجائزة أفضل حارس: “ردي كان على أرض الملعب. لا يهمني ما يُقال عن وزني؛ المهم هو أدائي وما أقدمه لمنتخب بلادي”.
بعيدًا عن الملعب، اشتهر لطف الله بحبه للطعام، وهو ما جعله شخصية محببة للكثيرين. فقبل مباراة نصف النهائي أمام الكويت، شوهد لطف الله يتناول وجبة دسمة، وهو ما أثار الجدل بين الجماهير. لكن بدلاً من التراجع، تعامل مع الموقف بروح مرحة، وقال في تصريح ساخر: “كان الاختيار بين أجنحة الدجاج واللحم صعبًا للغاية، لكنني حسمت الأمر بالعودة إلى الملعب”.
هذا الجانب الإنساني من شخصية لطف الله جعله قريبًا من قلوب الجماهير، الذين رأوا فيه نموذجًا واقعيًا للشخص الذي يعيش حياته بشغف، دون أن يؤثر ذلك على التزامه وعمله الجاد.
قصة الحارس الرائع إبراهيم لطف الله ليست مجرد رحلة لاعب كرة قدم نحو المجد، بل هي درس عميق في مواجهة التنمر، وتحويل النقد إلى دافع للنجاح. لقد أظهر لطف الله أن العزيمة والإصرار يمكن أن يتغلبا على كل الصعوبات، وأن الرياضة ليست فقط عن اللياقة البدنية، بل هي أيضًا عن قوة الشخصية والإرادة.