مبارك الدوسري يكتب “مشروع القادسية يحصد ثماره مبكرًا”

بعد استحواذ شركة أرامكو على نادي القادسية، شهد النادي تحولًا جذريًا على كافة المستويات الفنية والإدارية، مما أدى إلى تحقيق إنجازات مبهرة في فترة زمنية قصيرة. البداية كانت من دوري يلو، حيث تمكن الفريق من حصد المركز الأول والتتويج بلقب الدوري، ليعود بقوة إلى دوري روشن للمحترفين.
العمل المؤسسي الذي تبنته إدارة القادسية لم يقتصر على الصعود فقط، بل استمر بزخم كبير في دوري روشن. القادسية اليوم يحتل المركز الثالث في دوري روشن للمحترفين برصيد 37 نقطة، وهو مركز لم يكن ليُتوقع لفريق عائد حديثًا إلى دوري الكبار. هذه الإنجازات جاءت نتيجة خطط مدروسة شملت التعاقد مع عدد مميز من اللاعبين المحليين والدوليين، ما عزز جودة الفريق وأعطاه هوية تنافسية قوية.
لم يكن صعود القادسية وإنجازاته المتتالية مجرد ضربة حظ، بل كان ثمرة لعمل إداري وفني متقن. منذ اللحظة الأولى، وضعت الإدارة رؤية واضحة تهدف إلى بناء فريق قوي قادر على المنافسة، ليس فقط للصعود، بل لإثبات نفسه بين الكبار. بدأت الخطوات بالتخطيط الدقيق لسوق الانتقالات، حيث لم تكن التعاقدات عشوائية، بل اختيرت بعناية لسد احتياجات الفريق، فكان لكل لاعب يتم التوقيع معه دور محدد في المنظومة.
وجود القادسية في المركز الثالث على سلم ترتيب دوري روشن للمحترفين ليس مجرد صدفة. الفريق أظهر صلابة دفاعية وقوة هجومية جعلته خصمًا صعبًا للفرق الكبرى. إلى جانب ذلك، فإن الإدارة تعمل بذكاء للحفاظ على استقرار الفريق الفني والإداري، ما يضمن استمرارية النجاح.
إنجازات القادسية المبكرة ليست إلا البداية. الهدف القادم للنادي هو المنافسة على الألقاب الكبرى محليًا وخارجيًا. مع الدعم الكبير من أرامكو، والطموح الذي أظهره النادي، فإن رؤية القادسية كواحد من أفضل الأندية السعودية تبدو قريبة المنال.
في النهاية، مشروع القادسية ليس مجرد مشروع رياضي، بل هو نموذج يحتذى به في العمل المؤسسي المنظم، الذي يُترجم الطموح إلى نتائج ملموسة، ويعيد رسم ملامح كرة القدم السعودية.