مايكل فوزي يكتب “إلى البليهي.. القرار قرارك”

لطالما كان الجمهور متطلبًا ولا يشبع من البطولات.
ومهما كان تاريخك، إذا أثّر وجودك على مسار بطولات النادي سلبًا، فحتمًا سيختار المشجع النادي وبطولاته عند نقطة معينة، لأن القاعدة بسيطة:
الأشخاص زائلون ويبقى الكيان.
والمحدد الأساسي هو تاريخك، فكلما كان إرثك كبيرًا، تحملت الجماهير إخفاقاتك وهفواتك لفترة أطول.
أما لو كان إرثك صغيرًا، فلن يتحملوك، لأن ولاءهم في النهاية لأنديتهم.
وكلما كان الكيان كبيرًا، سعى لتحقيق البطولات والمنافسة عليها جميعًا، وكان طموح جماهيره بلا حدود، زاد التحدي صعوبة.
أي لاعب، مهما كان تاريخه، إن تهاون في حق الكيان، تنسحب الجماهير تدريجيًا من دعمه، حتى يتحول الحب إلى كره ومطالبة بالرحيل.
وهذا ما يحدث الآن بين جماهير الهلال وعلي البليهي، حتى الآن لم يصل الأمر إلى حد الكره بعد، لكنه جرس إنذار للاعب نفسه، فإما أن يراجع نفسه ويعود إلى سابق عهده، وإما أن يستمر في طريق قد يقوده إلى خسارة يصعب تعويضها، ويتحول ذلك الحب إلى مطالبات برحيله.
الجمهور الهلالي واعٍ جدًا، ولكن ولاءه الأول لناديه، شأنه شأن جماهير الأندية الكبيرة.
يعلم الجمهور أن علي البليهي قدّم للنادي الكثير، وحقق معه ما يقرب من 13 لقبًا محليًا وقاريًا.
اللاعب الذي خاض نحو 239 مباراة، وأحرز 22 هدفًا، وقدم تضحيات داخل أرض الملعب.
حتى مع المنتخب، قدّم أداءات رائعة ومستويات جيدة جعلت الجميع يشيد به.
ولكن في الفترة الأخيرة، انشغل بافتعال الأزمات مع النجوم، كما حدث مع ميسي في كأس العالم، ورونالدو في النصر، وحتى اللاعب الكوري الجنوبي سون لم يسلم منه.
كما وضع فريقه في مأزق كبير في نهائي كأس الملك خلال مباراة الهلال والنصر، عندما تم طرده دون داعٍ، مما دفع زملاءه في أرض الملعب للانفعال عليه، حتى الجماهير انتقدته.
ولولا تتويج الهلال باللقب وقتها، لما غفرت له الجماهير تلك الفعلة.
وتزامن ذلك مع هبوط مستواه مع الفريق، مما دفع المدرب إلى الاعتماد على حسان تمبكتي.
حتى مع المنتخب، ارتكب أخطاء كارثية، خصوصًا في بطولة الخليج، وتسبب في أكثر من هدف تلقاه الأخضر السعودي.
أخيرًا، ما حدث من الجمهور في المدرجات خلال المباراة الأخيرة في دوري أبطال آسيا أمام بيرسيبوليس، والانتقاد الحاد له، كان بمثابة جرس إنذار، وأنه يسير في الطريق الخطأ.
لكن في النهاية، لا يزال يمتلك مكانة ورصيدًا في قلوب جماهير الهلال، مما دفعهم لإطلاق هاشتاجات كثيرة على منصات التواصل، مثل #البليهي_فارس_نجد أو حتى #دعم_البليهي.
ما حدث دليل على أن الجمهور لا يزال يؤمن به، لكن تذكر أنك لن تكون أهم من الكيان.
أعتقد أن رسالة الجمهور وصلت إليك، وهي أن رصيدك بدأ ينفد، وأن الجمهور غاضب، لكنه لا يزال يحبك.
انتقدك في الملعب، لكنه يدعمك الآن خارجه، والقرار يبقى لك.
إما العودة إلى الطريق الصحيح، والتركيز في الملعب، وترك المناوشات وافتعال الأزمات، خاصةً أنه يلعب في نادٍ جماهيره متطلبة، وهناك من ينافسه على مركزه في التشكيلة الأساسية، سواء في النادي أو المنتخب، الذي قد يخسر مكانته فيه.
أو أن يستمر في هذا الطريق، الذي قد يقوده إلى غياهب النسيان، وحتى من دعموه الآن لن يفعلوا ذلك مستقبلًا، لأن ناديهم هو الأبقى.
وإن استمر في هذا النهج، فقد ينتهي رصيده تمامًا، ووقتها لن يتقبله أي شخص، وسيكون خارج النادي.
لذلك أقول لعلي البليهي: الآن القرار قرارك.