مقالات رأي

بندر الشهري يكتب “ضمك مع المتصدرين.. 7 من 9!”

 

 

أول ما تبادر إلى ذهني وأنا أتابع مباراة ضمك الأخيرة أمام القادسية، في تلك الأجواء الرمضانية المميزة التي زاد من جمالها اكتمال قمر رمضان بدرًا، ثم ظهور أرضية الملعب بتلك الحُلة الجميلة بعد اغتسالها بأمطار الخير والبركة التي هطلت على محافظة خميس مشيط، هو: “هل سيفقد ضمك كل هذا العز؟!”

 

طبعًا، المقصود هو: هل سيفقد ضمك -لا سمح الله- أجواء الصخب والزخم والإثارة والمتابعة الموجودة في دوري روشن، بعد سنوات عجاف لم يكن مقر النادي خلالها يشهد في شهر رمضان سوى إقامة مباريات، وليتها كانت مباريات دورية، بل كانت مجرد دورات رمضانية. صحيح أنها كانت مميزة ومتنفسًا للشباب في وقتها، لكنها لا تُقارن بأي حال من الأحوال بالأجواء التي تعيشها الجماهير الضمكاوية وجماهير المنطقة عمومًا مع دوري روشن للمحترفين، وهي الجماهير التي تستعد أيضًا لاستقبال إحدى مجموعات كأس العالم 2034 -بإذن الله-.

 

ومع ذلك، لا يزال الحضور الجماهيري متواضعًا ومحلك سر! لكن ما خفف من هذه الهواجس المخيفة في نهاية تلك الليلة الباذخة الجمال، أن ضمك حقق الفوز أخيرًا، لا سيما أنه جاء بعد 7 جولات لم يتذوق خلالها طعم الانتصار. هذا الفوز كان مهمًا وقويًا للفريق، كونه تحقق أمام ثالث الترتيب في الدوري، الفريق المدعوم (القادسية). كما أنه الفوز الأول بعد 4 خسائر متتالية، مما جعل الجماهير الضمكاوية تشعر، وبقوة، قبل المباراة بأن فريقها بات يقترب شيئًا فشيئًا من شبح الهبوط إلى دوري يلو، والعودة إلى تلك الأيام الخوالي -الله لا يعيدها-.

 

المفارقة أن فوز ضمك جاء ليوقف زحف القادسية مؤقتًا، ويقدم في الوقت ذاته خدمة ثمينة لفرق النصر والأهلي والشباب، لمساعدتها على اللحاق بالمركز الثالث في الدوري، المؤهل لبطولة نخبة آسيا القادمة. كما أكد الفوز الضمكاوي علو كعب الفريق وشراسته أمام فرق الصدارة هذا الموسم؛ إذ انتصر على الاتحاد، فأهدى الصدارة للهلال، ثم عرقل الهلال بالتعادل وساهم في عودتها للاتحاد، والآن كسب ثالث الترتيب، القادسية، في “جولة العلم”.

 

وإذا نظرنا إلى الأمر رقميًا، سنجد أن ضمك حقق، في ثلاث مباريات أمام ثلاثي الصدارة (الاتحاد، الهلال، القادسية)، 7 نقاط من أصل 9، وهو رقم كبير يعكس قوة شخصية الفريق.

 

لكن المشكلة التي أبعدته في جدول الترتيب تكمن في مواجهاته مع فرق الوسط والفرق الأقل، حيث لم يمتلك مدربًا يجيد التعامل مع تلك المباريات، فخسر أمامها نقاطًا كثيرة، خاصة على أرضه. ومع ذلك، قد يتمكن ضمك من تلافي هذه الأخطاء في الجولات التسع المتبقية، وينهي الموسم بترتيبٍ أفضل، خاصة مع الأنباء المتداولة عن تعاقده مع المدرب الوطني المميز خالد العطوي، بديلًا للمدرب البرتغالي نونو ألميدا، الذي أثار التعاقد معه علامات استفهام كثيرة؛ فقد قاد ضمك في 12 مباراة، لم يحصد خلالها الفريق سوى 12 نقطة فقط!

 

أخيرًا.. يا ضمكاويون، حافظوا على العز الذي يليق بكم والذي تعيشونه حاليًا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com