مقالات رأي

ترياء البنا تكتب “مواجهة غير متكافئة!”

 

 

وصلت بعثة المنتخب العماني الأول اليوم إلى العاصمة الكورية سيول من أجل خوض مواجهة الجولة السابعة من المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، وهي المواجهة التي أراها غير متكافئة بين المنتخب الكوري الجنوبي الذي يحتل صدارة المجموعة، وضمن بشكل كبير التأهل المباشر إلى المونديال، ومنتخبنا العماني الذي يعاني كثيرا خلال مشوار التصفيات الحالية، عطفا على تغيير الإدارة الفنية أكثر من مرة وكذلك النتائج المخيبة لآمال الجماهير العمانية بالمرحلة الحاسمة للتصفيات.

قد يبدي البعض تفاؤلا بعد المستوى الجيد لأحمرنا في النسخة الأخيرة( الكويت 26) من كأس الخليج ووصوله إلى نهائي البطولة، ولكن لا مجال هنا للمقارنة بين المستوى الفني للاستحقاقين، فلكل استحقاق منهما تحدياته المختلفة، عدا أنه يمكننا البناء على ما قدمناه في كأس الخليج من مستوى جيد وانسجام بين العناصر والقراءة الجيدة للكابتن رشيد جابر للمباريات وخاصة مباراة الأخضر السعودي في لقاء قبل النهائي والفوز والعبور إلى النهائي بعشرة لاعبين بعد طرد عنصر مهم وهو المنذر العلوي.

 

تتمثل صعوبة مواجهة الخميس المرتقبة في عدة أسباب، يأتي على رأسها الخسارة بثلاثية أمام الشمشون في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر في لقاء الجولة الثانية سبتمبر الماضي، وسيطرة المنتخب الكوري على مجريات اللقاء وتسجيله المبكر في مرمى إبراهيم المخيني في الدقيقة العاشرة، ما يوحي بأننا سنكون صيدا سهلا في مباراة العودة بمجمع جويانج بالعاصمة سيول أمام 41 ألف متفرج، سيأتون من أجل دعم منتخبهم لخطف بطاقة مؤهلة مباشرة للمونديال العالمي، رغم تغيير القيادة الفنية للأحمر بعد رحيل يورسلاف شيلهافي الذي قاد المباراة الماضية، وتولي المدرب الوطني رشيد جابر، والذي يواجه أيضا خلال هذه المباراة معضلة غياب أهم لاعبي الوسط وقائد الفريق حارب السعدي الذي يمثل حجر الارتكاز وسط ملعب الأحمر وأهم نقاط الربط بين الدفاع والهجوم والموجه الأول لهجمات الأحمر، والأمر الآخر إعلان قائد الدفاع محمد المسلمي اعتزاله دوليا في وقت حرج جدا لجابر الذي لا يمتلك فرصة خسارة أية نقطة فيما تبقى من مباريات بالتصفيات، حيث تؤكد أية نتيجة غير الفوز خروج الأحمر من الباب الضيق للتصفيات الحالية التي ربما سنندم عليها لفترات طويلة، لأنها كانت أقرب فرصنا لوصول تاريخي أول لنهائيات كأس العالم.

 

جميعنا نتمنى تحقيق منتخبنا نتيجة إيجابية أمام الشمشون الكوري وهو أمر ليس مستحيلا فقد فعلها الفدائي الفلسطيني مرتين وهو الوحيد الذي لم يهزم أمام المنتخب الكوري، ولكن هل يصمد لاعبونا أمام نجوم المنتخب الكوري؟، وهل يجازف رشيد جابر بالهجوم في معقل الشمشون؟، وهل ننجح في التسجيل من أشباه الفرص التي ربما تتاح للاعبينا؟، والأهم ماذا لو لم يقدر لنا الفوز ؟، خاصة وأن هناك من يتصيدون الخسارة للهجوم على المنتخب رغم أننا ندرك أننا خارج نطاق المنافسة على التأهل، كل التوفيق للأحمر ليس فقط في لقاء كوريا الجنوبية بل فيما تبقى من مباريات التصفيات، والأهم بالنسبة إلي بداية بناء منتخب بعناصر شابة تستطيع المنافسة على كأس آسيا القادمة ونهائيات كأس العالم 2030، علينا نسيان الأحلام الوردية والوقوف على أرض الواقع والتخطيط السليم للمرحلة القادمة، حتى لا نتأخر عن الركب أكثر من ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com