يحيى العمودي يكتب:” آسيا.. خزامية اللون، جداوية المبسم”

بعد عقود من الزمن، وتزامناً مع العديد من الاستضافات الرياضية العالمية الكبرى في شتى المجالات، يحين الدور لوضع بصمة سعودية جديدة متميزة في كرة السلة، فبعد استضافات متعددة لبطولة 3×3 الدولية، يحين الدور لاستضافة (ثانية) كبرى لمنتخبات القارة الآسيوية، في أغسطس القادم ليتزينوا بألوان الخزامى، ومبسم العروس جدة.
هذه المرة، لم ننتظر لنبهر الآسيويين في المحفل القادم، بل باغتناهم بالتقدم والتطور السعودي المذهل من قبل البطولة بشهور عديدة، وأريناهم كيف هي الاستعدادات والجاهزية ليس فقط لاستضافة (16) منتخباً فحسب، بل لاستقبال الآلاف المؤلفة من جماهيرهم، وفي مدينة واحدة فقط.
المحفل القادم، يحمل معه عدة منتخبات لها باع طويل في اللعبة، وجماهيرهم لا تترك منتخباتهم تسافر وحدها دون أن ترافقهم، ففي الصالة الرياضية الخاصة بالبطولة سنرى 20 ألف مشجع فلبيني يحضر لمباريات منتخبه، وسنُري الأسترالي من أنفسنا خيراً وكرماً يملأ عينيه تعجباً ودهشة، وسنرى المئات من مشجعي منتخبات مجموعتنا، من الأشقاء الأردنيين ومن الصينيين والهنود، وهم يتحدثون (بالفم المليان) حين نواجههم، وهنا كلنا عشم أن صقور منتخبنا سيكونون على أهبة الاستعداد (الذهني) قبل (البدني) لمجاراتهم، والارتقاء بتفكيرهم وأدائهم من المستوى الحالي لمستوى فني أعلى، يستطيعون من خلاله إثبات بطولتهم وجدارتهم لأنفسهم ولجماهيرهم وللوطن الذي قدم لهم كل شيء وينتظر منهم كل جميل في هذه البطولة.
فما هو مطلوب الآن من اللاعبين هو الاستعداد والتهيؤ للانخراط في بيئة احترافية متقدمة والخروج من بوتقة الهواة، لأن القادم أكثر جمالاً للعبة، لكنه يشكل تحدياً كبيراً للاعبين.
—
أضواء متفرقة
• بعد تعثر السنين، أخيراً هناك فريق سعودي في نهائي (وصل) الخليج، خسارة الاتحاد الأولى كانت (قرصة أذن) للاعبين، ورأوا بأم أعينهم كيف كانت كعكة الانتصار على بُعد (ذراع) منهم رغم أن بعضهم لم يكن جائعاً كفايةً لالتهامها، وكيف خطفها منهم حامد لطيف في الثواني الأخيرة، لكنني متأكد يقيناً أن نجوم سلة الأحلام لن يجعلوا هذه الخسارة تبعدهم عن حلمهم، وسنرى منهم أداءً مبهراً ليس له مثيل الثلاثاء القادم والذي يليه، و(كأس) تزور جدة، (ما تطلع) منها!!
• محلياً، قدم لنا المدرب الوطني الكابتن علي السنحاني خلاصة السنين، حين استطاع بالحنكة والدهاء أن يعيد لاعبيه للمباراة ويكسر فارق 19 نقطة أمام العلا المدجج بالنجوم، وفرض موقعة نهائية أخرى أمام الاتحاد في نهائي كأس الوزارة، وهذه المرة لن يتركها (إيبانكس) تمر مرور الكرام أمام جماهير الاتحاد، وهو الذي صنع (حكاية) درامية مثيرة بينه وبينهم لها فصل جديد سنعيشه عما قريب.
• تجربة جديدة يخوضها منتخبنا الأخضر لكرة القدم في الكونكاكاف، ضد المستضيف الأمريكي وهايتي وترينداد وتوباغو، تجربة هي أيضاً ليست إلا للارتقاء والنضوج بالمستوى الفكري والبدني للاعبين، محاكاة هذه المنتخبات اليوم ستعزز من قوتنا التنافسية في كأس العالم العام القادم، لنلحق بالأرجنتين ضحية أخرى، ولنعلن هذه المرة أن (السعودية) ضمن المتأهلين من دور المجموعات، والساعين للمضي بعيداً فيها وفي غيرها من المحافل الدولية.