علي آل محسن- الكأس
رحلة الإبداع لها تفاصيل صغيرة ولكن مؤثرة، قادرة على جعل الإنسان يعيش حياته من أجل بلوغ الهدف، مهما كان ذلك الهدف بعيدًا وعنيدًا، هذا ما يجسده الرباع السعودي الخارق منصور آل سليم الذي حقق الذهبية (الخطف) الأولى للبعثة السعودية المشاركة في بطولة التضامن الإسلامي المقامة بتركيا، إضافة لفضيتي النار والمجموع في منافسات لعبة رفع الأثقال، كجزء من حكاية الفتى الحالم، والهادئ، ومدرسة الذهب.
عدنا إلى شيء من تفاصيل البدايات للنجم الخلوق منصور آل سليم (مواليد 1988) فوجدنا أن خاله البطل الرباع حسن السادة الحاصل على ثاني العالم لدرجة الناشئين قبل عدة سنوات، كان صاحب التأثير الأكبر في تشكيل شخصيته، وسريان الموهبة بداخله حيث إنه كان منزل جدّه (رحمة الله عليه) مكانًا لاكتشاف الموهبة، وجس نبض عضلاته، ومنها ألتحق بنادي الترجي في القطيف منذ سن ال 12 وهي كانت البداية الحقيقية لرباع سعودي، لا يهاب كبار الرباعين في القارة الآسيوية، مُحلقًا في سماء العالمية.
سرقت هذه اللعبة الوقت من منصور آل سليم، فهو يعيش وسط أسرة مغرمة بتفاصيل اللعبة، وحيثياتها، وجديدها، وأسرارها، فلا يكاد يكون هناك أي اجتماع للعائلة إلا وكان الحديث عن مستجداتها، وكل تلك التفاصيل كان قادرة على تحويل رغباته وأهدافه فترة الدراسة إلى اتجاه آخر، رغم تميزه الدراسي، فكان الحصاد الأبرز ذهبية العالم بطاشقند 2021م و3 ميداليات ذهبية في الصين 2019م، وميداليتين برونزية في بطولة العالم بتايلند بعام 2019م قاهرًا منافسيه من الصين وكوريا الجنوبية وأندونيسيا بعزمه وإصراره على تحقيق المستحيل وتشريف الوطن، إضافة إلى استحواذه على العديد من الميداليات الذهبية في البطولات الخليجية والعربية وغرب آسيا طوال فترة مشاركاته في السنوات الماضية.
وتبقى الميدالية الأولمبية الهدف الأسمى الذي يطمح إليه الرباع السعودي منصور آل سليم في المشاركات القادمة، فهو بطل يهوى الصعاب وسبق أن ذكرنا أنه يعد (مدرسة الذهب) للأجيال الحالية في لعبة الأثقال، ونتذكر خروجه من كبوته بعام 2018م حينما حقق المركز الخامس في مشاركته الآسيوية التي سبقها إصابته بتمزق في وتر الركبة، إلا أن ذلك الموقف لم يكن قادرًا على إيقاف (الشغف) الذي بداخله، بل ساهم في تقوية جناحيه وسواعده، وصلابة قلبه، التي جعلته يرفع علم الوطن في مختلف البطولات القارية والعالمية.
