التقارير والحوارات

البطولة العربية للشباب… حدثاً ثقافياً واجتماعياً ووجدانياً

 

الكأس – حسن آل قريش 

لا شك أن قياس نجاح أو فشل أي بطولة يبدأ دائما بمستوى رضا الجماهير عنها، ولكن تُجمع الشهادات والآراء والمواقف تمتدح الإنجاز الذي تم في البطولة العربية للشباب التي أقيمت في مدينة أبها بالمملكة العربية السعودية من 20 يوليو إلى 6 أغسطس بملعب مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية، حيث في رفع تحد جديد من خلال تنظيم محكم ومميز.

وعاش جمهور الرياضة حوالي أربعة عشر يوماً وهو يتنقل بين أرجاء المدينة ذات التصميم الفني البديع، والذي حقّق معادلة الأصالة والمعاصرة، وسط طقوس احتفالية لم تشهد لها البطولة من قبل، كما أن اختيار مدينة أبها كان موفقا و رائعا، فهي ترتفع قرابة 2200 متر عن مستوى سطح البحر، وبذلك تُعتبر أعلى مُدن المملكة؛ وبالتالي فإن مناخها المعتدل ملائم جدا لإقامة هذه الكأس في حين ترتفع درجات الحرارة في مناطق أخرى وتبلغ أرقاما قياسية.

وتقع مدينة أبها على سفوح سلاسل جبليّة يتخلّلها عدد من اَلْأَوْدِيَة والتلال المتفرّقة تكثُر فيها اَلشِّعَاب والمنخفضات والأودية، مِمّا يجعلها تتميّز بمناخٍ صحيٍّ وتوافر موارد زراعيّة متنوعة فيها، كما يُشار إلى أنّها نقطة وصل بين وسط المملكة وجنوبها وتمتاز بهطول الأمطار بمعدّلٍ أعلى من ذلك المُسجّل في المناطق السعودية المجاورة؛ ويعود ذلك لارتفاعها عن مستوى سطح البحر بمستوى أعلى من المناطق المجاورة، ولطبيعة تضاريسها وإحاطتها بالمسطحات الخضراء الشاسعة؛ ممّا أدّى إلى تطوير الزراعة في المدرّجات الجبليّة والتي تُشكّل منظراً طبيعياً يجذب العديد من السيّاح إليها.
وللإشارة فقط فإن جبلا السودة الواقع على بعد 20 كلم من مدينة أبها هو أعلى قمة في المملكة العربية السعودية ويقع في المنطقة الجنوبية الغربية من منطقة عسير ويصل ارتفاعه حوالي 3,015 م.
وقد نجح الاتحاد العربي من خلال هذا الاختيار في إبهار الضيوف بجمال هذه المنطقة ذات المناخ المعتدل والطبيعة الخلابة.
نبارك للأخضر السعودي لقب هذه الكأس، في نسختها الثامنة، هؤلاء الشباب الوثاب أثبت أن لديه زادا فنيا كبيرا قادرا على تحقيق تتويج كبيرة شريطة التطور في الإعداد البدني والذهني والتكتيكي، وقد شكلت هذه الكأس فرصة باكتشاف المستوى الطيب لعدة منتخبات على غرار مصر والجزائر وفلسطين واليمن.
رسالة حب واحترام في حب الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة عسير الذي حضر الدور النهائي، فقد كانت الظروف مواتية خلال وجودنا على مقربة من الرجل لنكتشف شخصيته المحترمة، المتواضعة والمحبوبة التي تحظى باحترام الجميع.
أخيرا… نقول إن هذا النجاح في تنظيم هذه التظاهرات المتتالية من طرف الاتحاد العربي لا بد من أن يكون متبوعاً بمجهودات الاتحادات المحلية لأن سقف التحديات أصبح عاليا جدا.
فالاتحاد العربي نظم فأحسن التنظيم، بل أبدع ولم يجعل مجالاً للصدفة وما على الاتحادات إلا مجاراة نسق هذه التطلعات من خلال العمل القاعدي للنهوض بكرة القدم العربية بطرق علمية لم يعد فيها مجال للعمل الاعتباطي والعشوائي الذي انتهى عهده.
أخيرا جداً… إن ما هو آت سيكون مسؤولية الاتحاد العربي لكرة القدم ومسؤولية كل الاتحادات والمحلية لاستدامة الإرث وروعة التجمع وعظمة النجاح، لجعل مثل هذه البطولات التي ينظمها الاتحاد العربؤغ موعدا ترقبه كل الأجيال لتتلاقى ولتحتفل بقيم كرة القدم، وحدث ثقافيا واجتماعيا ووجدانيا.

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى