الكرة العربية

الحارس الأمين أحمد الـطرابلسي …عبدالبــاسط عبدالصـــمد “الخليج “

 

 

 

الكأس جمال عبدالحميد

سيظل أحمد الطرابلسي نجم المنتخب الكويتي والحارس الأمين صاحب الأرقام القياسية في تاريخ الكويت، هو أحد الايقونات التاريخية لكرة القدم الكويتية والعربية والخليجية فقد استطاع هذا الحارس الأسطورة أن يحمي عرين منتخب الازرق الكويتي الأول والعسكري محققا نجاحات كبيرة خلال سنوات العصر الذهبي لكرة القدم الكويتية ولكن النجاح الأكبر والأهم والابرز في حياته كان حفظه القرأن الكريم وتسجيله بصوته الرائع الذي يُعد من أجمل الاصوات التي يمكن سمعها في تلاوة القران العظيم حتى أن البعض شبه صوت أحمد الطرابلسي بصوت القارئ المصري الشهير الشيخ عبدالباسط عبدالصمد .

 

 

ولد أحمد الطرابلسي بتاريخ 18 مارس 1947 في منطقة النويري بمدينة بيروت اللبنانية، لعائلة رياضية عريقة  فأبوه هو خضر الطرابلسي بطل لبنان في رفع الأثقال بالاربعينيات والخمسينيات والحكم الدولي المعروف ، وشقيقه محمد الطرابلسي الرباع اللبناني و البطل العالمي الكبير ،، وخاله زكريا شهاب البطل الأولمبي في المصارعة الرومانية ، بدأ  الفتى الصغير أحمد الطرابلسي حياته الرياضية لاعبا في رفع الأثقال وكمال الأجسام ولكنه سرعان ما اتجه إلى ممارسة كرة القدم حيث كانت البداية مع فريق مدرسة المزرعة الرسمية كحارس للمرمى وحين بلغ سن الثالثة عشر لعب الفريق الثاني بنادي النجمة اللبناني،، لكن الشاب اليافع والذي ظهرت موهبته الفذة في حراسة المرمى وتنبأ له أهل الإختصاص بمستقبل واعد في عالم كرة القدم وكتبت عنه احدى الصحف ببيروت لم يستمر طويلا حيث قرر السفر عام ١٩٦٣ بصحبة خاله زكريا شهاب الذي كان مقيما بالكويت ،خصوصا أن لبنان كانت تمُر بفترة عصيبة وظروف غير مستقرة في تلك الأيام

 

وفي الكويت أكمل الطرابلسي تعليمه فالتحق بمدرسة الشامية المتوسطة ولعب في دوري المدارس ،قبل انضمامه الي منتخب مدارس الكويت ،، ثم انضم الى نادي القادسية ولكنه لم يأخذ الفرصة الكاملة في حماية عرين الفريق ،، فالتقطه بسرعة نادي الكويت والذي ظل احمد الطرابلسي يلعب بألوانه حتي اعتزله كرة القدم ،حيث كان الطرابلسي هو أفضل حارس مرمى في تاريخ نادي الكويت وحقق معه بعض البطولات والإنجازات .

 

قدم أحمد الطرابلسي مجهودات طيبة وخدمات جليلة للكويت ساعدته على الحصول الجنسية الكويتية،ثم التحق بالجيش الكويتي لأداء الخدمة العسكرية وقتها حرس الطرابلسي مرمي منتخب الكويت العسكري في العديد من بطولات العالم العسكرية بعدما اكمل دراسته بالكلية العسكرية ووصل الي رتبة عقيد قبل التقاعد ،، كان الطرابلسي أحد عوامل فوز منتخب الكويت العسكري ببطولة العالم مرتين عامي ١٩٨١و ١٩٨٣ وعلى مستوي المنتخب الكويتي الاول الذي ذاد عن عرينه الطرابلسي ببسالة واقتدار منذ عام ١٩٧١ حتي ١٩٨٣ محققا في هذه الفترة العديد من الإنجازات الكروية التي كتبت في سجلات التاريخ الكروي بالكويت بحروف من نور،، كان أبرزها التأهل الي نهائيات كأس العالم ١٩٨٢ في اسبانيا و دورة الألعاب الأوليمبية ١٩٨٠ بموسكو والفوز بكاس الأمم الآسيوية ١٩٨٠ .

 

وشارك الحارس الامين ” احمد الطرابلسي” في ثلاث بطولات متتالية لكأس الخليج العربي لكرة القدم ١٩٧٢و ١٩٧٤ و ١٩٧٦ حقق خلالها أبناء الكويت اللقب المرموق واعتلوا منصات التتويج في المناسبات الثلاثة و كانت بطولة “خليجي ٣ ” عام ١٩٧٤ أبرز مشاركات الطرابلسي الثلاث وفيها لم تهتز شباك الحارس الكويتي العملاق بأي هدف حيث قاد منتخب بلاده الي الفوز بلقب البطولة بشباك عذراء ذاد عنها ببسالة، وبراعة كبيرة الاخطبوط احمد الطرابلسي الذي نال لقب أحسن حارس مرمي في البطولة عن جدارة واستحقاق. حتي أنه لقّب بــ “صاحب الشباك العذراء” و”الحارس الأمين ” كما نال أحمد الطرابلسي. خلال مشواره الطويل في عالم الساحرة المستديرة عدة القاب أخري مثل الحارس العملاق وشيخ الحراس.

 

 

على الرغم من كل النجاحات المتلاحقة التي قدمها أحمد الطرابلسي في عالم كرة القدم الكويتية والعربية ولكن كان أبرز واهم واضخم واكبر نجاح حققه الحارس الامين في حياته هو عندما تمكن عام ١٩٩٢ ان يكون أول كويتي يسجل القرآن الكريم بصوته الذي يُعد من اجمل الاصوات في قراءة وتلاوة القرآن الكريم لدرجة أن صوته أبكى رؤساء وحكام وأمراء العديد من الدول العربية ،، و بعد سطوع اسم الطرابلسي في سماء قراءة القرآن العظيم اطلق عليه بعض المتابعين لقب ” عبدالباسط عبدالصمد الخليج ” منهم الكاتب الصحفي المصري مصطفى جمعة تشبيها بصوت القارئ المصري الشهير الشيخ عبدالباسط عبدالصمد أو ” الحنجرة الذهبية ” و ” صوت مكة” كما اُطلق عليه في العالم العربي .

 

بدأ اهتمام احمد الطرابلسي بحفظ القرآن الكريم منذ الصغر حيث ولد في عائلة محافظة ومتدينة فكان الطرابلسي يحافظ على القراءة في المصحف الشريف بصفة دائمة منذ طفولته حتي أنه حصل على شهادة ختم القرآن من جمعية المحافظة على القرآن الكريم في بيروت عام 1962، حيث قد تعلم بعض قواعد التلاوة والتجويد على يد الشيخ أبو علي الحلبي.

 

بعد انتقاله الى الكويت انتسب الطرابلسي عام ١٩٧١ إلى معهد دار القرآن الكريم التابع لوزارة الأوقاف الكويتية وتعلّم فيه الطرق الصحيحة لأصول الترتيل والحفظ بالاحكام والضوابط حتي أنه عمل على تكوين مكتبة دينية تحتوي على الكثير من كتب التفسير وتسجيلات صوتية لمشاهير القراء، لكن كرة القدم أبعدته بعض الشيئ عن المداومة على القراءة في الكتاب المبين وبعد الاعتزال بدأ الحارس الامين الذي له صورة شهيرة جدا وهو يرتل ايات من الذكر الحكيم أثناء حفل افتتاح فعاليات كأس الخليج العربي بالكويت عام ١٩٧٤ بدأ من جديد في حفظ القران الكريم حيث مثل الكويت في العديد من المسابقات الدولية .

 

كانت أول مسابقة دولية للقران الكريم يشارك فيها احمد الطرابلسي في العام ١٩٨٦ عندما ارسلته وزراة الأوقاف الكويتية الي ماليزيا للمشاركة في المسابقة القرآنية التي شارك بها أربعة وعشرين دولة على مستوى العالم الاسلامي،، يومها حصل الطرابلسي على المركز الأول واجمل صوت في المسابقة وكانت هذه بداية الشهرة والتالق والنجومية في مجال قراءة القرآن العظيم .

عقب حصول احمد الطرابلسي “عملاق الشباك الكويتية” عام ١٩٩٢ على شهادة الدراسات الاسلامية من دار القرآن الكريم في الكويت وحصوله على إجازة برواية حفص عن عاصم عن طريق الشيخ مأمون كاتبي وإجازة أخرى برواية قالون بن نافع شارك في العديد من المسابقات القرآنية، منها المسابقة الدولية التي أقيمت في بنجلادش عام ١٩٩٥؛ ونال المرتبة الأولى عقب فوزه بالمركز الثاني عام ١٩٩٤ في مسابقة مسابقة الجيوش الاسلامية لتجويد القرآن الكريم في ايران هذا بالإضافة إلى الحصول على المركز الثالث في مسابقة الهند الدولية عام ٢٠٠٧ .

 

وفضلا على أنه أول كويتي يسجل المصحف المرتل بصوته الجميل للإذاعة في الكويت عام ١٩٩٢ قام الطرابلسي بتسجيل القران الكريم لعدة قنوات تليفزيونية أبرزها بطبيعة الحال تليفزيون الكويت والقناة الثالثة الرياضية الكويتية وفي العام ٢٠٠٦ طلبت منه إذاعة أبوظبي عدة نسخ من تسجيلاته لإذاعتها عبر اثير الشبكة الاماراتية،كما حصلت قناة المجد للقرآن الكريم على التسجيل الكامل للشيخ احمد خضر الطرابلسي وتذيعه بصفه دائمة على شاشتها .

 

ويشترك الشيخ أحمد الطرابلسي كعضو لجنة التحكيم في عدة مسابقات لتجويد القرآن الكريم، وقد ترأس لجنة التحكيم في مسابقة جائزة الكويت الدولية فرع التلاوة و التجويد سنة ٢٠١٠.

 

 

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com