الكأس – جمال عبد الحميد
يرمز الرقم 1 إلى حارس المرمى في عالم كرة القدم وارتدى العديد من أساطير حراسة المرمى عبر التاريخ هذا الرقم في عالم الساحرة المستديرة مثل الأسطورة السوفيتي ليف ياشين، والدنماركي بيتر شمايكل، و الألماني أوليفر كان ومواطنه نوير، و الإسباني إيكر كاسياس وسلفيه اركونادا وزوبيزاريتا ، والأخطبوط الإيطالي جيانلويجي بوفون والأسطورة الإيطالية زوف وقبله البرتوزي ،، بيد أن الأمر اختلف بعض الشيء مع بعض الحراس اللذين ارتدوا على قمصانهم أرقاما غريبة.
الأرقام على القمصان
جمهور كرة القدم في بداية حقبة العشرينيات وما قبلها من عقود كان غير قادر على التفرقة بين اللاعبين داخل البساط الأخضر عندما كان كل فريق يرتدي قمصان مختلفة الألوان ثم تطور الأمر بإرتداء اللاعبين فانلات موحدة اللون بدون أرقام أو أسماء، حتى جاء عام ١٩٢٨ عندما قررت إنجلترا واضعة قوانين كرة القدم تجربة وضع أرقام على قمصان اللاعبين في مباريات الدوري الإنجليزي عندما ارتدى لاعبو فريق الارسنال وتشيلسي فانلات مُرقمة امام كل من فريقي شيفيلد وينزداي وسوانسي تاون على التوالي كفكرة مبدئية قبل أن يُعممها الإتحاد الأنحليزي على كل الفرق، ليصبح ارتداء اللاعبين فانلات بأرقام أمرًا أجباريًا في العام ١٩٣٩.
يوجين بارلييه والرقم 2
منذ العام ١٩٣٩، جرت العادة في المسابقات المحلية، والبطولات القارية والدولية الكبرى، على أن يبدأ ترقيم قمصان لاعبي الأندية والمنتخبات بالرقم 1، والذي عادة ما يكون حارس المرمى، وينتهي برقم آخر لاعب في القائمة المسجلة للبطولة، بيد أن الأمر أختلف إلى حد ما مع بعض اللاعبين وخصوصًا في بطولات كأس العالم والتي عرفت نظام الترقيم بدءا من مونديال سويسرا 1954،والذي شهد إرتداء مجموعة من حراس المرمى الرقمين 2و3 أولهم كان حارس مرمى منتخب سويسرا الأساسي يوجين بارليية الرقم 2 بينما ارتدى بديله جورج سوتبير الرقم 3 كما ظهر الحارس الثاني للمنتخب الفرنسي كلود عباس برقم 3 والحارس الثالث سيزار رومانيسكي بالرقم 2 ،، وشهدت مونديالات البرازيل 1958 وتشيلي 1962و انحلترا 1966والمكسيك 1970 العديد من حراس المرمى اللذين حملوا رقمي 2و3 على ظهر قمصانهم .
الحارس رقم 9
اشتهر رقم 9 فى عالم الساحرة المستديرة أن حامليه هم أبرز وأشهر المهاجمين في المستطيل الأخضر ولكن الأمر اختلف مع بعض حراس المرمى الذين حملوا هذا الرقم الشهير أبرزهم “أدان جودون” حارس مرمى منتخب تشيلي في كأس العالم 1966 الذي حمل الرقم 9 وهو الخاص بالمهاجمين في ظاهرة قد تبدو غريبة في ذلك الوقت ،، الغريب أنه ترك الرقم 1 لمهاجم منتخب بلاده “بيدرو أرايا تورو” والذي عُرف بلقب “جارينشيا تشيلي” ،، وفي مونديال 1966 بإنجلترا ظهر الحارس الكوري الشمالي “لي كيون هاك” مع منتخب بلاده مرتديًا الرقم 9 الخاص جدا بالمهاجمين وهو نفس الرقم الذي إرتداه في فترة من حياته الحارس الدولي الجزائري الشهير المهدي سرباح ،، أما “فيتور بايا” أحد أفضل حُراس المرمى التى أنجبتهم البرتغال على مر التاريخ إرتدى القميص رقم 99 بعد عودته لناديه السابق بورتو فى عام 1999، بعد أن قضى موسمين مع فريق برشلونة الإسبانى، ليصبح أول لاعب بصفة عامة يرتدى هذا القميص.
اوبالدو فيلول 5و7
قبل كأس العالم 1978 الذي أقيم على ملاعب الأرجنتين حدث خلاف بين أفراد منتخب التانجو الأرجنتيني على أرقام الفانلات التي سيرتديها اللاعبين في المونديال ،، فإقترح المدير الفني الأرجنتيني “لويس سيزار مينوني” على لاعبيه بالإلتزام بحرف الأبجدية للأسماء ،فنال لاعب خط وسط نادي ريفر بلات الأرجنتيني “نوربرتو الونسو” الفانلة رقم 1 بينما حمل حارس المرمي الشهير “اوبالدو فيلول” الرقم 5 بينما حمل الحارس البديل “هيكتور بالي” الرقم 3 ، وفي مونديال أسبانيا 1982حمل النجم اوزفالدو ارديليس الرقم 1 وفيلول الرقم 7 والحارس الثاني هيكتور بالي الرقم 2 وذلك تماشيًا مع سياسة الحروف الأبجدية للأسماء الأرجنتينية والتي تم استثناء منها دييجو ارماندو مارادونا الذي حمل الرقم 10 في مونديال 1982 بعدما تنازل عنه اللاعب باتريسيا هيرنانديز الذي حمل الرقم 12 .
الفيتورى رجب والقميص الأغرب
الفيتوري رجب حارس منتخب ليبيا ونادي الأهلي بنغازي في السبعينيات والثمانينيات واحد من أبرز وأشهر حراس المرمي اللذين ظهروا على مسرح كرة القدم الأفريقية والعربية حيث أختيار أفضل حارس مرمى ليبي 6 سنوات متتالية و تصدى لــ 34 ركلة جزاء من مجموع 55 ركلة طيلة مسيرته الكروية، وسجل 13 ركلة جزاء في مرمى منافسيه وحصل على ثلالة بطولات للدوري مع فريق الأهلي ولعب مع المنتخب الليبي أكثر من 86 مباراة دولية طيلة 14 سنة من تاريخه الرياضي وتميز الفيتوري رجب طوال مسيرته مع الساحرة المستديرة حتى اعتزاله بإرتداء قميص غريب باللون الأصفر، مكتوب عليه رقم 2 من الخلف، ورقم 5 من الأمام،والذي كان هديه من أحد أصدقائه وطلب منه أن يضع الرقمين على الفانلة من الأمام والخلف نظرًا لأن صديقه يُحبذ الرقمين كثيرًا .
ظاهرة روجيريو سيني
وإذا كانت ملاعب كرة القدم شهدت ظهور الكثير من الأرقام الغريبة على قمصان بعض حراس المرمى، فإن المفارقة الأبرز والأشهر في هذه الظاهرة المثيرة هي الأرقام الإحتفالية التي كان بطلها دائمًا حارس مرمى نادي ساوباولو البرازيلي “روجيريو سيني” المعروف بإسم «الحارس الهداف» حيث سجل في شباك المنافسين 131 هدفاً في 1257 خاضها مع فريقه وديًا ورسميًا على مدى مسيرته الكروية الطويلة التي بدأت عام 1992 وانتهت في 2015 .
وارتدى سيني في أكثر من مباراة الرقم 01 وهو يعني الرقم 10 لكن بقلب الأرقام، وذلك في إشارة إلى أنه حارس مهاجم ويمكنه تسجيل الأهداف، وخصوصا من ضربات الجزاء والركلات الحرة .
وعاد روجيريو سيني الحارس البرازيلي الشهير ليصنع الحدث والمفارقة على صعيد أرقام اللاعبين عندما إرتدى قميص غريب يحمل أعلى رقم في تاريخ كرة القدم وهو 618 وذلك خلال مباراة لفريقه ساوباولو ضد أتليتكو منيرو، عام 2005 في الدوري البرازيلي احتفالاً بخوضه المباراة رقم 618 في مسيرته وبمناسبة تحطيمه الرقم القياسي لعدد المباريات التي يخوضها لاعب واحد مع نادي ساوباولو .
أوتشوا ويونجبلود والرقم ٨
ارتدى حارس منتخب الطواحين الهولندية ” جان يونجبلود ” الرقم 8 في مونديال ١٩٧٤ بألمانيا الغربية وحافظ اللاعب على نفس الرقم في المونديال الأرجنتيني عام 1978 حيث تم الإعتماد في ترقيم فانلات لاعبي المنتخب الهولندي على الحروف الأبجدية لأسماء نجومه ، وعندما انضم جييرمو أوتشوا حارس مرمى المنتخب المكسيكي إلى نادي ستاندراد ليج البلجيكيي عام 2017 أختار ارتداء القميص رقم 8 مع ناديه الجديد وهو الرقم الذي له صلة بإسمه، حيث أن الرقم 8 في اللغة الإسبانية التي تتحدث بها المكسيك هو “أوتشو”، أي أنه قريب الشبه باسم الحارس الشهير .
