في ثالث مشاركاته بمونديال الأندية، أنار هلال آسيا الساطع وزعيمها الأوحد سماء المغرب بوصوله إلى نهائي البطولة التي حقق المركز الرابع بها خلال المشاركتين السابقتين.
ولولا سوء الحظ الذي أوقغه في مواجهة شبه مستحيلة أمام بطل أوروبا وزعيمها الملكي المدريدي، لربما كان هناك الآن حديث آخر، ورغم ذلك فقد قدم الهلال مباراة أكثر من رائعة، ولم يستسلم أبدا أمام النادي الأفضل على مر العصور، ونجح في تسجيل 3 أهداف في شباك الريال التي استعصت طيلة سنوات على أعتى الأندية وأبرز النجوم.
لقد أثبتت مشاركة بطل آسيا والدوري السعودي في هذه النسخة من المونديال، أن الهلال هو بدر آسيا المضيء والمكتمل دائما وأبدا، مع تحقيق الأرقام القياسية بالبطولة، فمع وصوله إلى اللقاء الختامي كإنجاز خليجي ثان وعربي ثالث، فقد سجل الزعيم خلال مشاركاته 17 هدفا في 9 مباريات، كاسرا حاجز ال13 هدفا التي كان يتقدم بها كاشيما الياباني، كما سجل نجم الأخضر السعودي وصاحب الهدف الذي لن ينسى أمام الأرجنتين، سالم الدوسري في 3 نسخ متتالية من المونديال.
بذلك يؤكد الهلال بعد تلك المشاركة التي أعقبت كأس العالم وظهور الأخضر بشخصية البطل أمام بطل العالم بقيادة ميسي أفضل لاعب بالعالم والذي لم ينجح هو ورفاقه في فك طلاسم صخرة الدفاع السعودي، بل ولم يحافظ على نظافة شباكه أمام هجوم الأخضر الذين تعملقوا وحققوا فوزا تاريخيا أمام راقصي التانجو، الطفرة الكبيرة التي تعيشها الكرة السعودية والتي تجني الآن ثمار عمل تطويري لكرة القدم بدأته منذ سنوات من قاعدة المثلث وهو المراحل السنية.
وضع الاتحاد السعودي أجندة خاصة بتطوير كرة القدم، بدأها بالاشتغال على الفئات السنية، واستقطاب مدربين قادرين على تحقيق الأهداف مع إعطائهم كامل صلاحيات العمل، مهيئا للمنظومة الرياضية كافة عوامل النجاح، ومحاور أخرى خارج المستطيل الأخضر أهمها استقطاب نجوم العالم للعب في الدوري السعودي، وسبق ذلك تطبيق نظام الاحتراف بشكل كامل، ما ساهم في تطور المستوى الفني للدوري السعودي الذي أصبح الأقوى على مستوى الخليج والمنطقة العربية.
جاءت مشاركة الهلال هذه المرة تؤكد للعالم وهو يتابع النادي العربي الذي لم يخش بطل القرن واستحوذ على الكرة معظم فترات المباراة، أن السعودية قادمة بقوة على المستوى العالمي وأن الفوز على الأرجنتين لم يكن أبدا صدفة، وأعتقد أنه بعد استضافة كأس آسيا 2027 سيكون للسعودية موقعا أكبر على خارطة الأحداث الرياضية وكرة القدم بشكل خاص.
