أن ما تحقق للكرة الآسيوية عموماً والسعودية بصورة خاصة لم يأت اعتباطاً لأسباب لم تعد خافية على أحد حيث إن الاستراتيجية الواضحة لتشكيل طفرة في منظومة الكرة الآسيوية جاءت بعد مخاض وتخطيط طويل وتجارب وتبادل للخبرات في طرق التعامل الايجابي للارتقاء بواقع الكرة الآسيوية في سلم التقدم الذي بانت دراجاته واضحة خلال مونديال قطر الأخير بصورة جلية افاقت كل من كان نائماً في العسل!
وما قدمته المنتخبات الآسيوية من أداء ونتائج في ذلك المونديال ابهرت وآثارت الكثيرين ممن ينظرون إليها من ثقب الباب ، خصوصاً وان الآسيويون طرقوا باب المونديال بقوة ليُسْمِعوا صدى نجاحاتهم لمن فيه صمم ! وما فوز المنتخب السعودي على بطل العالم المنتخب الأرجنتيني إلا علامة بيضاء في جبين الكرة العربية والآسيوية لتعلن الكرة السعودية عن نفسها بقوة غير آبه بما يفسره المنجمون .
ولم يكن ذلك الفوز محل صدفة او مفاجأة عابرة مثلما يحاول البعض تفسيره أو محاولة تحجيمه والتقليل منه وانما كان إيذاناً بصعود بارومتر الكرة السعودية إلى أوسع مدى وهي تلاقي منتخبات من العيار الثقيل وتأكيداً لتطورها واحقيتها لبلوغ مراتب الشرف الدولية بعد صبر وتخطيط واسع يهدف لكي يكون هناك تواجد نوعي للكرة السعودية في الملتقيات الدولية وها هو الهلال السعودي يعيد الرشد لمن فقده ويجعله ينظر ويتفحص بإمعان ويعيد حساباته ليتكلم بمنطق الاعتدال لأحقية الكرة السعودية الباحثة عن الألقاب بثقة واعدة في أن تكون حجر الأساس وركن مؤثر في هيكل الكرة الآسيوية وهو يحمل رايتها في محفل تواجد نخبة أندية العالم ليحقق انجازاً غير مسبوق للكرة السعودية ويؤكد أهليته لنيل الثقة بعد تحقيق المركز الثاني في بطولة كاس العالم للأندية إثر مباراة كبيرة أمام بطل دوري الأبطال في أوروبا ريال مدريد والذي يضم مجموعة من نجوم الكرة العالمية بعدما قدم فيها مستوى مشرف واستطاع أن يسجل ثلاثة أهداف ليحرج المارد المدريدي في أكثر من فرصة في المباراة التي ساهمت في زيادة ثقة اللاعبين بقدراتهم وقدرة النادي السعودي على المطاولة في تغيير نظرة الجميع لحجم الكرة السعودية وفرض احترامها ودليل على مصداقية وسلامة النهج الذي اتخذوه لتكون الكرة السعودية في طليعة قريناتها العربية والآسيوية وحتى الدولية في قادم الأيام بعدما تجاوز أبطال الأندية الأفريقية وأمريكا الجنوبية ليكون طرفاً في نهائي عالمي يحلم الكثير بالوصول إلى أعتابه ..حقاً نشعر بالفخر والاعتزاز بما حققته الكرة السعودية التي لم يدخر رجالها شيئاً لتوجيه البوصلة نحو الألقاب والتألق وتجاوز العوائق بتأن والعمل باستراتيجية مبررة غير خاضعة لردات الفعل وتستحق التأمل لتكون رائدة يحتذى بها.
