أحمد حبيب يكتب ” حاسبوا الفاشلين .. اعادونا 30 عام للوراء! “

نجح الاتحاد السعودي لكرة اليد في تدمير شخصية كرة اليد السعودية بعد الحضور الأسوء للمنتخب منذ عام 1991 م ، إذ يخرج من الدور التمهيدي في تصفيات كأس العالم للمرة الأولى منذ ذلك الحين ! لن استغرب على الإطلاق في حال خرج بعض المحسوبين على مجلس إدارة هذا الإتحاد ليضيف هذا النجاح – و أعني النجاح والتفوق في الفشل – لقائمة إنجازات رئيس المجلس ومن معه فهم كانوا الادوات التي تصقل السكين التي تم نحر المنتخب فيها اليوم.
وبينما تنهار منظومة اللعبة صاحبة الشعبية الأولى بعد كرة القدم في المملكة نجد السكون سيد المشهد حيث فضل المسؤولين أن يضعوا رؤوسهم في التراب بدل أن يتحلوا بالحد الأدنى من الشجاعة و تقديم الإعتذار المستحق للوطن و جماهير اللعبة على هذا الإخفاق المدوي .
كما لن أتفأجئ إذا قال قائلهم أن هذا السوء الذي شاهدتموه هو نتاج عمل الأندية ليبرؤوا أنفسهم من أي خطأ ، و يتناسى أن هؤلاء الفرسان الذين ارتدوا شعار الأخضر هم أبطال اللعبة وصانعي الفرح في أنديتهم وفي المنتخب لسنوات قبل أن يتبدل الحال بتواجد الدخلاء في المشهد !
بصراحة أنا لا ألوم إتحاد كرة اليد الذي لا يحرك ساكناً و يكتفي بإقامة المعسكرات الغير مدروسة و الأنظمة الغريبة و إصدار اللوائح و تجاهل تطبيقها و الكثير من الأعمال الرديئة لكنني ألوم أعضاء الجمعية العمومية الذين يجب اليوم أن يسجلوا موقفاً حقيقياً ينتصر للعبة و يعيد القطار للسكة بعد الدمار الكبير الذي نجده اليوم في كرة اليد التي تم سحق كل ما هو جميل فيها و اكتفى الفاشلون بمتابعة الأندية تسعى للتطوير و تعمل و تجتهد منفردة لينسب الفاشلون إنجازات الأندية لهم في وقت لاحق !
ما يحصل اليوم ليس ” سوء طالع” بل هي الثمار التي تأخر قطفها حتى ظنوا أن أيام الربيع ستدوم ! اسئلة كثيرة تستحق الإجابة ،
من كان وراء استبعاد مهدي السالم ؟
لماذا اقصي عبدالله الحماد ؟
لماذا لم يتم الإهتمام بالحارس محمد السالم وتأهيله ليكون جاهزاً والجميع يعرف من هو محمد السالم ؟
هل المعسكرات المقامة ذات فائدة فنية أو أنها نوع من الترفيه و غيره ؟
لماذا يتم إقصاء بعض الكفاءات من قبل المسؤولين ؟
ماذا قدم المسؤولين لإعداد المنتخب لهذه المشاركة وهل كان هناك تحضير ذهني ؟
من المسؤول عن الخيارات التدريبة ؟
لماذا نملك أسوء رزنامة مسابقات ؟
لماذا يظن المسؤولين أنهم وحدهم الخبراء دون غيرهم ؟
لماذا يغيب الوضوح و الشفافية و تحضر العشوائية و الإرتجال؟
لماذا لم يتحلى أحدهم بالشجاعة ليقول ما يجب أن يقال ؟
إذا عرفتم الأجوبة فستعرفون ما أوصلنا لهذه الصورة السوداء ! و من حرم كرة اليد في ظل الدعم اللامحدود للرياضة الذي نعيشه الان من أن تواصل التقدم و أن تتجاوز الانجازات السابقة إبان رئاسة الناجحين كالمطرود والخليوي والمنيع وغيرهم والتي لم تكن حينها اللعبة تحضى بعشر ما تجده اليوم من سخاء و دعم مالي من قيادتنا، ولذلك يجب على الأندية أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية و أن تدعو لجمعية عمومية طارئة لتصحيح المسار و مناقشة و محاسبة كل من تسبب بالإضرار باللعبة.