الكرة عالمية

الاستثمار السعودي يعيد الماكبايس إلى الألقاب بعد غياب طويل

 

الكأس – يحيى السويد

 

 

أثبت فريق نيوكاسل يونايتد الإنجليزي صحة مقولة “الثالثة ثابتة”، بعد أن تمكن من الفوز بأول لقب له في مسابقة كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة (كاراباو كاب)، وذلك بعد خسارته اللقب مرتين من قبل.

 

وجاء تتويج نيوكاسل بالنسخة الحالية بعد فوزه المستحق على ليفربول في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب ويمبلي، قرب العاصمة البريطانية لندن، مساء أمس الأحد، بهدفين مقابل هدف واحد.

 

ويعد هذا التتويج الأول لنيوكاسل في مختلف المسابقات منذ 70 عامًا، وتحديدًا منذ أن توج بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1955، حين فاز على مانشستر سيتي بنتيجة 3-1.

 

قدم نيوكاسل مباراة رائعة، ربما كانت الأفضل له هذا الموسم، بقيادة المدرب الإنجليزي إيدي هاو، الذي أصبح أول مدرب إنجليزي يتوج بلقب المسابقة منذ هاري ريدناب، الذي قاد توتنهام للفوز على تشيلسي 2-1 في نهائي نسخة 2008.

 

أنهى نيوكاسل الشوط الأول متقدمًا بهدف سجله دان بورن في الدقيقة الأخيرة، مستفيدًا من تمريرة الظهير الدولي كيران تريبيير.

 

وفي الشوط الثاني، وبدلًا من أن يبادر ليفربول بالتعديل، استمر نيوكاسل في نهجه الهجومي حتى تمكن الدولي السويدي ألكسندر إيزاك من توسيع الفارق في الدقيقة 52.

 

وفي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، أعاد البديل الإيطالي فيدريكو كييزا الأمل للريدز، بتسجيله هدف تقليص الفارق بعد تأكيد تقنية الـVAR.

 

وفي الدقائق المتبقية، عجز ليفربول عن إدراك التعادل، في حين تمكن لاعبو نيوكاسل من قتل المباراة، ليعلن الحكم نهاية اللقاء بفوز تاريخي، هو الأول لنيوكاسل على ليفربول في 18 مباراة في مختلف المسابقات.

 

وكان نيوكاسل قد بلغ نهائي المسابقة مرتين من قبل، وخسرهما أمام قطبي مدينة مانشستر: الأولى أمام مانشستر سيتي في نسخة عام 1976، والثانية في النسخة قبل الماضية أمام مانشستر يونايتد بنتيجة 0-2.

 

وفي طريقه إلى اللقب، تغلب نيوكاسل في الدور الثاني على نوتنغهام فورست 4-3 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1، ثم فاز في الدور الثالث على ويمبلدون 1-0. وفي ثمن النهائي، أقصى تشيلسي بالفوز عليه 2-0، قبل أن يتغلب على برينتفورد 3-1 في ربع النهائي. أما في نصف النهائي، الذي كان من مرحلتين، فقد أطاح بأرسنال بالفوز عليه بنتيجة متطابقة 2-0 ذهابًا وإيابًا.

 

وجاءت هزيمة ليفربول بعد أقل من أسبوع على خروجه الحزين من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، على أرضه، أمام باريس سان جيرمان الفرنسي. كما كان قد غادر كأس الاتحاد الإنجليزي من الأدوار الأولى، ليصبح تركيزه الآن منصبًا على لقب الدوري، الذي بات قاب قوسين أو أدنى منه.

 

 

 

الاستثمار السعودي يعيد رسم خريطة الكرة الإنجليزية

 

يعد نيوكاسل يونايتد أحد أعرق الأندية الإنجليزية، لكنه شهد تحولًا جذريًا منذ استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) عليه في أكتوبر 2021، في صفقة جعلته من بين الأندية الأغنى عالميًا.

 

استحواذ سعودي يعيد هيكلة النادي

 

استحوذ التحالف الاستثماري بقيادة PIF على 80% من أسهم النادي، فيما حصلت شركتا RB Sports & Media وPCP Capital Partners على الحصة المتبقية بواقع 10% لكل منهما.

هذا الاستحواذ ضخ موارد مالية ضخمة في النادي، مما ساعده على تعزيز صفوفه بصفقات قوية، وأسهم في تأهله إلى دوري أبطال أوروبا بعد غياب طويل.

 

لماذا اختارت السعودية نيوكاسل؟

 

يأتي هذا الاستثمار ضمن رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط، مع التركيز على الرياضة كقطاع واعد. كما يسهم في تعزيز الحضور السعودي في كرة القدم الأوروبية، على غرار ما فعلته قطر مع باريس سان جيرمان والإمارات مع مانشستر سيتي.

 

مشروع استثماري استراتيجي

 

لم يعد نيوكاسل مجرد نادٍ رياضي، بل تحول إلى مشروع استثماري طويل الأمد تسعى السعودية من خلاله إلى تعزيز مكانتها في سوق الرياضة العالمية، وجذب شراكات واستثمارات دولية، إلى جانب بناء فريق قادر على المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز وعلى الساحة الأوروبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com