الكرة العربية

المدرب المغربي.. العقل الكروي الذي يصنع الفارق

 

الكأس- طارق الأسلمي

 

 

في السنوات الأخيرة، برز المدرب المغربي كرقم صعب على الساحة العربية، بل يمكن القول إنه الرقم 1 عربياً دون منازع. أسماء مثل وليد الركراكي، الحسين عموتة، جمال السلامي، وطارق السكتيوي لم تعد مجرد أسماء لامعة في البطولات المحلية، بل تحولت إلى رموز تدريبية تركت بصمات واضحة مع أندية ومنتخبات في آسيا وأفريقيا.

 

ما يميز المدرسة المغربية الحديثة هو انفتاحها الذكي على المدارس الأوروبية، خاصة الفرنسية والإسبانية. هذا الانفتاح منح المدرب المغربي أدوات تكتيكية متقدمة، لكنه لم يفقد حسّه المحلي. فقدرة هؤلاء المدربين على فهم عقلية اللاعب العربي والتعامل معها بحكمة جعلتهم خياراً مفضلاً للعديد من الاتحادات العربية، خصوصاً في الخليج وشمال أفريقيا.

 

ولم يكن إنجاز المنتخب المغربي في مونديال 2022 بقيادة وليد الركراكي مجرد قصة نجاح فردي، بل دليل حي على تطور منظومة التدريب في المغرب. فالوصول إلى نصف نهائي كأس العالم لم يكن محض صدفة، بل نتيجة عمل مدروس وانضباط تكتيكي قاده مدرب شجاع عرف كيف يستثمر في الطاقات المحلية والمحترفة.

 

النجاحات لم تقف عند المنتخب الأول، بل طالت مدربين آخرين. طارق السكتيوي يقود مشروع المنتخب الرديف بثبات، بينما خطف الحسين عموتة الأضواء عندما قاد منتخب الأردن إلى نهائي كأس آسيا، قبل أن يسلم الراية إلى جمال السلامي، الذي كتب اسمه في التاريخ بقيادة النشامى إلى أول مشاركة في كأس العالم.

 

في المحصلة، لم يعد المدرب المغربي مجرد “مدرب ناجح”، بل بات صانع مشروع وقائد تحول، يُطلب بالاسم من قِبل اتحادات تبحث عن نتائج، هوية، واستمرارية. المغرب لم يُنتج فقط منتخباً عالمياً، بل أطلق مدرسة تدريبية باتت مرجعاً عربياً وأفريقياً، في طريقها لتكون علامة مسجلة في عالم الكرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com