رغم قساوة الظروف المعيشية والأمنية … كرة القدم نشطة في الشمال السوري

الكأس – يحيى السويد
لم يجد المقيمون في شمال غرب سورية شيئاً أكثر من الرياضة ، لتنسيهم ولو مؤقتاً ظروف الحياة الصعبة في جميع المجالات ، من تداعيات حرب قاسية ظالمة تعاني منها البلاد منذ أكثر من عقد من الزمن ، حيث أكلت هذه الحرب اللعينة الأخضر قبل اليابس ، وفصلت البلاد إلى شطرين .
يعيش في مناطق شمال غرب سورية اليوم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة ، وهم أهل المناطق الأصليون بالإضافة لمئات الآلاف من المهجرين من مختلف المناطق السورية .
هذا الخزان البشري الهائل ومنذ أن هدأت حدة الحرب ، أشغلوا أنفسهم بالرياضة ومالبثت أن نظمت الرياضة بعد إحداث مديرية عامة للرياضة والشباب ، تعنى وتنظم الأمور الرياضية في هذه المنطقة ، من خلال تأسيس عدد من الأندية التي تمارس مختلف الرياضات ، لعل في مقدمتها كرة القدم ، تلك اللعبة الشعبية التي تملئ الدنيا وتشغل الناس .
تمارس اللعبة في مختلف الأندية ، وهذه الأندية مصنفة إلى ثلاث درجات ، بحيث يقام لكل درجة دوري من مرحلة واحدة ، على اعتبار أن جميع المباريات تقام على أرضية الملعب البلدي في مدينة إدلب ، والذي تم إعادة ترميمه بكلفة عالية ، وبات بحلة ممتازة ، وهو يستقبل مباريات دوري الدرجتين الأولى والثانية ، فيما تقام مباريات الدرجة الثالثة على ملعبي ادلب الصناعي وملعب نادي أريحا.
** دوري الدرجة الأولى **
تقام حالياً منافسات دوري الدرجة الأولى بمشاركة فرق أربعة عشر نادياً ، حيث وصلت المباريات إلى الجولة السابعة ، وتشهد منافسات قوية .
وبعد انقضاء سبعة مراحل يتصدر فريق نادي عندان من ريف حلب الفرق ، بتحقيقه الفوز في جميع المباريات والعلامة الكاملة ، وهو سيلاقي في الجولة القادمة منافسه خان شيخون حامل اللقب في الموسم الماضي .
ودلالة على استحقاق عندان للصدارة ، فهو أكثر الفرق تسجيلاً بعشرين هدفاً ، كما أنه يملك أقوى دفاع حيث لم يسجل عليه سوى تسعة أهداف ، ويعتبر محمد حياني أبرز عناصره .
ويحتل تفتناز الوصافة بستة عشرة نقطة ، وهو يساوي المتصدر من حيث القوة الهجومية ، ويضم في صفوفه المهاجم قوجة الملقب بأوزي وهو هداف النسخة الماضية ، ويلتقي تفتناز في الجولة الثامنة الأتارب صاحب المركز الحادي عشر بثلاث نقاط .
وعلى بعد نقطة واحدة من الوصيف ، يتواجد خان شيخون حامل اللقب ، لكنه في هذا الموسم لم يجد نفسه بعد ، وربما لم يتمكن من المحافظة على اللقب ، ومن أبرز عناصره النجم اسماعيل المحمد ، أفضل لاعب في الموسم الماضي ، وهو سيلاقي المتصدر في قمة المرحلة الثامنة .
ويحتل أمية العريق المركز الرابع ، بنفس رصيد خان شيخون لكنه يتأخر عنه بفارق الأهداف ، وهو سيلاقي سراقب في الجولة القادمة ، وهي مباراة كلاسيكو مرتقبة .
في المركز الخامس يتواجد الجهاد ، الذي فاجأ الجميع بالمستويات التي قدمها في الأسابيع الأولى ، ويملك أربعة عشرة نقطة ، وسيلاقي بنش في الجولة القادمة .
ويحتل بنش المركز السادس بثلاثة عشرة نقطة ، وهو من الفرق المتميزة ، وربما تبادل المراكز من الجهاد بعد الجولة الثامنة .
في المركز السابع معرتمصرين بأحد عشرة نقطة ، وسيلاقي النعمان العريق في هذه الجولة .
في المركز الثامن يتواجد أريحا وهو مركز لا يناسب وصيف الموسم الماضي ، من أبرز لاعبيه الهداف المخضرم بلال السعيد ، ويملك في رصيده عشر نقاط .
ويحتل النعمان المركز التاسع ، وهو مركز لا يليق بأحفاد أبي العلاء ، ولولا ظروف النزوح لكان له رأي آخر ، ويملك النعمان عشر نقاط أيضاً .
في المركز العاشر يتواجد سراقب ، وهو بالتأكيد مركز لا يناسب هذا النادي الذي قدم للمنتخب السوري في يوم من الأيام النجم مناف رمضان ، يملك سراقب تسع نقاط فقط ، وربما زادها عندما يلاقي أمية هذا الأسبوع .
في المركز الحادي عشر يتواجد سرمدا ، وهو مركز غريب لهذا النادي الذي يعد من أكثر الأندية استقراراً ، يملك أربع نقاط فقط وهو رابع الفرق المهددة بالهبوط للدرجة الثانية .
في المركز الثاني عشر الأتارب بثلاث نقاط فقط ، وهو قريب من الهبوط .
في المركز الثالث عشر والأخير وبشكل فاجأ الجميع ، يتواجد فريق نادي الجبل الذي كاد أن يتوج بلقب الموسم الماضي ، وهو حامل لقب كأس السوبر ، ولازال رصيده خال من أي فوز أو حتى تعادل ، شأنه شأن الدانا صاحب ذيل الترتيب ، والذي سيلاقي جاره سرمدا في لقاء النقاط المضاعفة .