مقالات رأي

جاسم الصحيح يكتب ” خيوط المعازيب”

 

قبل أربعة شهور، حضرتُ مسرحية بعنوان (النهَّام بَحَر) من كتابات أ. عبد الرحمن المريخي رحمه الله تعالى، وقام بتمثيلها ممثلون أحسائيون مبدعون، وكانت هذه المسرحية من أنجح المسرحيات في المملكة إلى درجة أنها فازت بعِدَّة جوائز في مهرجان المسرح الذي أقيم في الرياض.

‏حينَها، تمنَّيتُ أنْ تكون جميع الأعمال الفنية لدينا في الأحساء بمستوى تلك المسرحية; وما هي إلا فترة زمنية بسيطة حتى أطلَّ علينا المسلسل الذي (ملأ الدنيا وشغل الناس) خلال شهر رمضان المبارك بما حمله من إبداع على كل الأصعدة، ويبدو أنَّهُ سيبقى حديث الأجيال القادمة بوصفه وثيقة فنية تحتوي على جزء من تاريخ الأحساء القريب، وهو مسلسل (خيوط المعازيب) الذي فاق كل التوقعات في نجاحه الباهر لأنَّ الأيدي التي حاكته كانت ذاتَ بصيرةٍ عميقة، والإبرة التي خاطته كانت ذاتَ مهارة عالية.

‏ربما نكون نحن _الأحسائيين،_ الأكثر سعادة لرؤية عمل تلفزيونيّ دراميّ، أبطالُهُ (البشت والنخلة وعين الماء والفن الشعبي الأحسائي، ناهيك عن الممثلين والممثلات)، إلا أنّ هذا العمل يمثِّل التنوع الثقافي الثريّ الذي تحظى به المملكة العربية السعودية، فكلُّ منطقة من مناطقها لها تراثها العريق الذي يجب أن يظهر ويتجلى في مثل هذه الأعمال الفنية;
‏لذلك، جاءت الاحتفالية الجميلة بمسلسل خيوط المعازيب، والتي دعانا إليها الصديق والممثل القدير (إبراهيم الحساوي)، لتكون احتفالية بالدراما السعودية من خلال هذا المسلسل المتميز، وفي ليلة من ليالي (هَجَر) الفنية الرائعة.

‏أبارك لمنتج العمل والممثلين وجميع الكوادر التي عملت على تقديم هذه الصورة المشرقة للفن والإبداع في موطنِهما الأصليِّ.. أرض الأحساء.

‏أُحِبُّكِ يا (أحساءُ) في كلِّ نظرةٍ

‏إلى الحقلِ، صَلَّتْ بـي إِمامًا ومُؤْتَـمَّا

‏(أُسَبِّعُ) أشواطي إذا (طُفْتُ) سدرةً

‏وأهوي على أذيالِ تُربتِها لَثْمَا

‏وصدري الذي لو ضَمَّ كلَّ جميلةٍ

‏تَظَلُّ جذوعُ النخلِ أجملَ ما ضَمَّا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com