على غير العادة ، لم تكن أبها البهية باردة هانئة ناعمة على جفون النصراويين وهم يتجرعون مرارة الرباعية الهلالية بعد معسكر شهدوا له بالنجاح و رسموا له طريقاً مفروشاً بالورود نحو المنصات ، سرعان ما أيقظهم الهلال من أحلامهم وأعادهم للواقع ، و أن كرة القدم الحديثة لا تُلعب في الملعب فقط .
في المقابل وكعادة الاتحاديين في السنوات الأخيرة ، لا يمكن أن تتنبأ بما سيحدث للعميد من خيرٍ في موسمه وأنت تشاهد التخبط الصيفي المتنوع سواء من طريقة الإعداد أو من استقطاب اللاعبين أو من إدارة المشهد بشكل عام ، فحتى في الموسمين الذي استطاع فيه الاتحاد تحقيق بطولتي (السوبر و الدوري) ، كان من المفترض (لو أديرت الأمور كما يجب أن تدار) أن يخرج الفريق بحصيلة (3 دوري) و (كأسين) آخرين وبمجموع 6 بطولات في آخر 5 سنوات لما كان عليه الفريق من جاهزية فنية عالية .
علم إدارة الأندية الرياضية الحديث والذي يُعمل به في معظم دول أوروبا المتقدمة و ما نحن في خضم العمل به هذه الأيام يجب أن يُدرس جيداً قبل الاجتهاد فيه ، فلم تعد صلاحيات (رئيس النادي) كما كانت في السابق ، ولم يكن هناك بالسابق وجود لمنصب الرئيس التنفيذي، واستحدثت مناصب جديدة وإدارات و قطاعات تعمل وفق هيكلة إدارية منظمة ، وحتى تبني حقبة زمنية تلمع بالإنجازات لابد أن يصاحبها عمل احترافي متقدم في كل المجالات ذات الارتباط والعلاقة ، والحديث هنا عن منظومة عمل متكاملة وليس فقط عن 90 دقيقة على البساط الأخضر .
وبالحديث عن البساط الأخضر ، فالدوري على الأبواب و البداية قد لا تفصح عن مكنون الموسم ، و إن كانت هناك بوادر واضحة على تقدم نزر من فرق الظل لمقارعة الكبار ، وتأخر بعض الكبار خطوتين للخلف ، واستمرار الهلال (زعيماً) فوق العادة .
ومضة ضوء |
عندما تشاهد أندية مثل الاتفاق في تصنيف (أ) و الشعلة في تصنيف (ب) في التصنيف الإداري للأندية الرياضية و نادي مثل الشباب يحصل على أعلى درجة في آخر تقييم للحوكمة عن الربع الماضي وهو ليس بمستغرب ،
فاعلم أن موازين القوى تتحرك رويداً رويداً وقريباً سيكون لهم شأن كبير في خارطة الإنجازات ، و سنرى من اتكأ على (ماضيه) و تباطأ في اللحاق بالركب ، يتأرجح في الظل غارقاً في مشاكله ، لا هو الذي ربط ماضيه بحاضره ومستقبله ، ولاهو الذي أرضى جماهيره وشعبيته .
بقلم : يحي العمودي
X : @Mr_YA24
