علي حسين أشكناني يكتب “العنابي وثمن التغييرات”
خسر المنتخب القطري أمام نظيره العماني في مباراة حماسية ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات في بطولة كأس الخليج. جاءت هذه الهزيمة نتيجة مباشرة لعدم استقرار التشكيل والتغييرات المستمرة في مراكز اللاعبين، وهو ما انعكس سلبًا على أداء الفريق الجماعي، غياب التفاهم بين اللاعبين، وعدم وضوح المهام في أرض الملعب، مما أدى إلى أخطاء فردية وجماعية أثرت على النتيجة النهائية.
العنابي الذي اختتم المواجهة بمستوى مختلف تمامًا عن البداية كان يفتقر للتماسك في أغلب فترات المباراة، ورغم بعض المحاولات الفردية التي أظهرت روح القتال والرغبة في التعويض. ومع ذلك، فإن غياب الانضباط التكتيكي كان واضحًا، حيث بدا الدفاع مكشوفًا أمام الهجمات العمانية المنظمة، خاصة في بداية الشوط الثاني. وفي المقابل، تحسن الأداء نسبيًا في الثلث الأخير للمباراة بعد أن استوعب مدرب منتخب قطر الأخطاء وأجرى عددًا من التغييرات المؤثرة، لكن الوقت لم يسعف الفريق لتغيير النتيجة وإدراك التعادل.
الآن، أصبح الأمل معلقًا على المواجهة الأخيرة أمام الكويت، صاحب الأرض والجمهور، والذي يدخل المباراة هو الآخر بطموحات التأهل. ستكون المباراة بمثابة مفترق طرق للعنابي، إذ لا بديل عن الفوز للحفاظ على حظوظ التأهل وانتظار نتيجة مباراة الإمارات وعمان.
ورغم الهزيمة، هناك نقطة إيجابية يمكن البناء عليها، وهي بروز عدد من الأسماء الشابة الواعدة التي أظهرت إمكانيات جيدة، وستكون إضافة قوية للمنتخب في المستقبل. هذه العناصر قادرة على إحداث فارق كبير، خصوصًا في استكمال مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
من الواضح أن المنتخب القطري بدأ يستوعب الدروس من إخفاقاته السابقة، فخسائره أصبحت أقل قسوة وأقرب للتنافسية. العنابي لم يعد ذلك “الكتاب المفتوح”، حيث يظهر تحسن تدريجي في الأداء والنهج. ومع مزيد من الاستقرار والثقة، يمكن لهذا الفريق استعادة بريق الكرة القطرية الذي يليق بتاريخها وإمكاناتها.
آخر نقطة… اليمن بوابة التأهل الأخضر إلى الدور الثاني، لكن الطريق لن تكون مفروشة بالورود للطموحات السعودية المشروعة.
علي حسين أشكناني
rai.ali@hotmail.com