مقالات رأي

 حسن السلطان يكتب “‎نادي الإبل والاتحاد السعودي”

 

 

‎عندما نجد صيت نادي الإبل يزداد عامًا بعد عام، وشعبيته تتسع بشكل ملحوظ، مع تطور واضح كالشمس في بارقة النهار، ندرك أن خلف ذلك النجاح عملًا دؤوبًا وخطة استراتيجية واضحة المعالم.

 

‎تأسيس نادي الإبل لم يكن بالأمر السهل، إذ انطلق من الصفر تقريبًا عام 2017، لكنه أصبح نموذجًا للنجاح بفضل همة الرجال المخلصين، وعلى رأسهم الشيخ فهد بن حثلين، الذي أثبت أن التخطيط السليم والعمل الجاد يمكن أن يترك بصمة محلية ودولية واضحة، مما جعل نادي الإبل مؤسسة رائدة.

 

‎على الجانب الآخر، نجد الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو مؤسسة عريقة ذات جذور طويلة ودعم غير محدود من القيادة الحكيمة، التي لم تدخر أي جهد في توفير الميزانيات اللازمة لتطويره، مع ذلك ما زال الاتحاد يعاني من سلسلة من الإخفاقات، فمن خذلان إلى آخر، حتى وصل بنا الأمر إلى المشاركة في دورة الخليج بأفضل النجوم طمعًا في تحقيق اللقب، إلا أن المنتخب خرج بخفي حنين، مع انتصارين فقط، أحدهما كان مستحقًا ضد العرق.

 

‎المشكلة في الاتحاد السعودي ليست مالية بل إدارية بحتة،
من دلائل التخبط الإداري هو التعاقد مع مدربين لا تتناسب أساليبهم مع إمكانيات المنتخب، مثل مانشيني، ثم استدعاء مدرب غادر مسبقًا لتدريب منتخب سيدات بلاده، والذي لم يحقق معنا أي إنجاز معتبر حتى نتعلق به، و مباراة الأرجنتين، التي يعتبرها الاتحاد السعودي إنجازًا، لم تكن سوى لحظة عابرة لم يتبعها أي تخطيط مستدام.

 

‎هنا، تظهر الحاجة إلى نموذج إداري ناجح مثل عقلية الشيخ فهد بن حثلين، هذا الرجل يمتلك رؤية فذة، حيث لا يتوقف عن التفكير في تطوير المجال الذي يديره، ويتابع أدق التفاصيل بنفسه، إضافةً إلى ذلك، لديه وعي عميق بأهمية الإعلام ودوره في تحقيق التقدم، كما يتسم بالصراحة والوضوح، وهي صفات نادرة في إدارة المؤسسات الحكومية، وبصراحة مقابلة الشيخ فهد مع الإعلامي عبدالله المديفر كشفت عن شخصية استثنائية، وقيادي لا يخشى المواجهة، مما يجعله مثالًا يحتذى به.

 

‎أما الاتحاد السعودي الغامض، الذي عطل الدوريات المحلية وركز ثقله على دورة الخليج، فعليه أن يتحمل المسؤولية عن هذه الإخفاقات، و الخطوة الأولى للتحسين تبدأ من رحيل الإدارة الحالية، وفي هذا السياق، يُشكر حسين الصادق مدير المنتخب، الذي غادر قبل أن تغرق السفينة بالكامل.

 

‎في الختام، الفرق بين نادي الإبل والاتحاد السعودي يكمن في الإدارة والتخطيط، فالنجاح لا يأتي بالدعم المالي فقط، بل بالقيادة الرشيدة، التي تعمل بجد وتضع أهدافًا واضحة للنهوض بالمؤسسات وتحقيق تطلعات الجماهير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com