مقالات رأي

علي القطان يكتب “نافذة على ديربي الشرقية”

 

ستكون مباراة القادسية والاتفاق بعيدة كل البعد عن الحسابات التاريخية والجغرافية، بل إنها ستمثل نافذة للنظر إلى حاضر الفريقين وواقعهما الراهن.

 

القادسية يعيش أزهى فترات تاريخه، بعد أن بات مقارعًا للكبار، وأول فريق من المنطقة الشرقية يصل إلى نهائي كأس الملك منذ قرابة أربعة عقود، وهو المنافس القوي على المراكز الأربعة الأولى في بطولة الدوري السعودي للمحترفين. ويضم عددًا من النجوم الأجانب الذين لهم صولات وجولات في الملاعب الأوروبية واللاتينية، ويبدو مرشحًا فوق العادة للفوز في الديربي الجديد والاقتراب من معادلة رقم الاتفاق في عدد مرات الفوز المتبادل بين الفريقين، في الدوري تحديدًا بنسخته التي بدأت في عام 2008.

 

ومع انتهاء مواجهة الدور الأول بين الفريقين بفوز القادسية، يبدو أن الاتفاق لديه “كبرياء”، يمنعه من قبول الخسارة إيابًا من القادسية، مهما كانت الفوارق بين الفريقين.

 

ورغم كل الحوافز التي يملكها القادسية، والذي حقق منجزًا هامًا بالوصول إلى نهائي كأس الملك، إلا أنه لن يواجه فريقًا سهلًا أو مستسلمًا، لأن مباريات الديربي لها حسابات خاصة وظروف مختلفة عن أي مباراة أخرى.

 

في المقابل، يظهر أن الاتفاق، الذي سبق القادسية فعليًا في جلب نجوم كبار منذ الموسم الماضي بعد أن تعاقد مع الأسطورة الإنجليزي ستيفن جيرارد مدربًا للفريق، لم يكن مقنعًا لأنصاره، حتى وهو يحقق المركز السادس في الموسم الماضي، ويشارك في بطولة الأندية الخليجية مستفيدًا من اعتذار نادي الاتحاد عن المشاركة.

 

ظل الاتفاق يعاني فنيًا، وكانت هناك حلول فردية، وأحيانًا الحماس والتوفيق هو من ينقذ الفريق في الأوقات الصعبة. ولذلك كان من الطبيعي أن يتم الاستغناء عن جيرارد قبل الثلث الأخير من دوري هذا الموسم، بعد أن فشل الفريق حتى في الوصول إلى الدور نصف النهائي من بطولة الكأس، كما دخل حسابات الصراع على الهبوط، ليأتي سعد الشهري لإكمال المهمة ويحصد نقاطًا هامة جعلت الفريق في وضع أكثر اطمئنانًا.

 

وفقد الاتفاق آخر حظوظه في المنافسة على بطولات هذا الموسم، حينما غادر من نصف نهائي بطولة الخليج، حيث كان من المنتظر أن يخوض النهائي بعد أيام قليلة من الديربي الجديد، لكنه خرج.

 

هذا الخروج من كل المنافسات يجعل الاتفاق أقل ضغطًا من القادسية، لكنه أكثر رغبة في الفوز أو على الأقل عدم الخسارة.

 

الجمهور في الشرقية متحفز فعليًا لمشاهدة لقاء مثير، في وقت مريح للحضور إلى الملعب، يتناسب مع عودة الطلبة إلى المدارس والموظفين إلى أعمالهم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com