حماد العبدلي يكتب:”دوري روشن… بين زخم النجوم وغياب المنظومة”

حين بدأ دوري روشن في استقطاب الأسماء العالمية اللامعة، بدأت معه أنظار العالم تتجه صوب الملاعب السعودية، التي لم تعد فقط ساحات للتنافس المحلي، بل منصات كروية يُتابعها عشاق المستديرة من شرق الأرض إلى غربها.
نجوم عالميون بحجم كريستيانو رونالدو، وبروز أسماء قادمة من الدوريات الأوروبية الكبرى، منح الدوري بعدًا جديدًا من القوة والتأثير، ليصبح في مصاف الدوريات الجاذبة للاهتمام والمتابعة.
ولكن، رغم هذا الحضور الفني الفخم، إلا أن المنظومة الإعلامية والتسويقية لم ترتقِ إلى مستوى الحدث. فلا يزال التسويق باهتًا، والتغطيات الإعلامية متواضعة، ولا تواكب الطفرة الفنية التي يشهدها الدوري. أما النقل التلفزيوني، ففي كثير من الجولات لم يُرضِ طموح المتابع ولا ذائقة المشاهد، سواء من حيث الجودة أو التقديم.
الأمر لا يتوقف عند الإعلام والتسويق فحسب، بل يمتد إلى الشارع الرياضي نفسه، الذي ما فتئ يُعبّر عن استيائه من قرارات تحكيمية مثيرة للجدل، وأخطاء تقنية في استخدام “الفار” تفقد المباريات عدالتها وروحها التنافسية. كل جولة تقريبًا لا تخلو من حالة تحكيمية تُشعل مواقع التواصل، وتُضعف من ثقة الجماهير.
وهنا، يُطرح السؤال: كيف نحافظ على هذا المنتج الرياضي الضخم؟ وكيف نُفعّل حضور الدوري على مستوى العالم، ونحفظ شعبيته محليًا؟
الإجابة لا تحتمل التأجيل. المطلوب تحركٌ فوري من لجنة المسابقات، ولجان التحكيم، وكل الجهات المعنية، لإصلاح الخلل، وإعادة ترتيب المنظومة بما يتماشى مع طموحات الجماهير وحجم الاستثمارات الضخمة.
فإذا استمرت هذه الإخفاقات، فإننا سنخسر أعز ما نملك: الجمهور، الذي قد يُعرض عن الحضور، ويُشيح بوجهه عن المتابعة، وهو ما لا نتمناه لدوري أصبح حلمًا يتحقق، وفرصة لا تتكرر.
دوري روشن اليوم ليس مجرد منافسة محلية… إنه مشروع وطني بحجم العالم.