منير أبوبشيت يكتب:”جماهير الأهلي سبب في تحقيق بطولة النخبة الآسيوية”

جاء تحقيق فريق الأهلي لبطولة كأس النخبة الآسيوية لأول مرة في تاريخه كأكبر ردٍّ على المشككين في قدرته على حصد هذا اللقب، خاصة في ظل تذبذب مستواه محليًا. إلا أنه ظهر بمستوى مميز آسيويًا، حتى إن الكثير من المتابعين رشحوه ليكون البطل، رغم قوة الفرق المشاركة، وعلى رأسها الهلال والنصر، اللذان كانا الأكثر ترشيحًا.
وبالعودة إلى بداية المشوار، أؤكد أن جماهير الأهلي كانت العنصر الإيجابي الأبرز فيما قدمه الفريق، ليس فقط من خلال حضورها المكثف في المدرجات، بل من خلال موقفها الداعم للإدارة في الإبقاء على المدرب الألماني ماتياس يايسله، في وقت كان قريبًا جدًا من مغادرة النادي. فقد منحت الجماهير ثقتها الكاملة بالمدرب، رغم الأداء المحلي غير المقنع، وهو ما عكس بُعد نظرهم، وأسهم نفسيًا بشكل كبير في استقرار الفريق وتماسكه.
وأعتقد أن السبب الرئيسي وراء تحقيق الكأس هو جودة اللاعبين، خصوصًا من خلال الاستقطابات الأخيرة التي ساهمت في رفع مستوى الفريق بشكل واضح، إلى جانب الرغبة الكبيرة لدى اللاعبين في التتويج، والتي تجلت بوضوح من خلال الحماس والأداء العالي، لا سيما في مباراتي الهلال وكاواساكي الياباني.
ولا يفوتنا أن نذكر أن احترام الأهلي للفرق المنافسة، وتعامله مع كل مباراة بجدية وواقعية، كان عنصرًا مهمًا في طريقه إلى اللقب. فقد أعطى كل فريق حقه من التقدير، وهو ما يشكل جزءًا لا يتجزأ من طريق الانتصار.
وبالحديث عن البطولة، فقد كان الأهلي مرشحًا بقوة منذ التصفيات، نظرًا لثبات مستواه ونتائجه المميزة، حيث لم يخسر أي مباراة في التصفيات أو في دور التجمع. وقد عزز من حظوظه فوزه على الهلال أداءً ونتيجة، مما منحه دفعة كبيرة نحو النهائي، الذي تُوِّج فيه باللقب لأول مرة، وفي النسخة الجديدة من البطولة.
ومع ذلك، أستغرب من البعض ممن لم يتمنوا فوز الأهلي بسبب ميولهم الرياضية، رغم كونه فريقًا سعوديًا يمثل الوطن. وكان من الأولى الوقوف معه ودعمه في هذه المحافل. لكن، كما يُقال: “الناس فيما يعشقون مذاهب”.
فوز الأهلي يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الكرة السعودية تسير في الطريق الصحيح، وأنها تمثل حجر الأساس في تطور كرة القدم الآسيوية.
فاصلة:”وعبر الزمان سنمشي معًا”