علي حسين أشكناني يكتب:” المهندي يستعد لصنع التاريخ.. أول عربي يترأس الاتحاد الدولي لتنس الطاولة”

في عالم الرياضة، هناك قادة لا تقتصر إنجازاتهم على حدود الملاعب، بل تمتد لتشكيل مستقبل اللعبة ورفع رايتها في المحافل الدولية. من بين هؤلاء القادة، يبرز اسم السيد خليل بن أحمد المهندي، رئيس الاتحاد القطري لكرة الطاولة ، ورئيس الاتحادين العربي والآسيوي للعبة والتائب الاول لرئيس الاتحاد الدولي والمرشح لمنصب رئيس الاتحاد الدولي في الانتخابات التي ستقام في الدوحة اليوم خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي.
المهندي الذي استطاع أن يُحوّل كرة الطاولة القطرية من مجرد مشاركة في البطولات إلى لاعب أساسي في صناعة القرار الرياضي العالمي، ومركز ثقل إقليمي ودولي للعبة. فهو ليس فقط أحد أبرز القيادات الرياضية في قطر، بل يُعد اليوم من الوجوه العالمية المرموقة في ساحة كرة الطاولة.
” من المحلية إلى العالمية”
بدأت مسيرة خليل بن أحمد المهندي في كرة الطاولة كلاعب في النادي العربي ثم اداريا في النادي واتحاد اللعبة ، إلا أن بصمته الكبرى ظهرت عندما تولى قيادة الاتحاد القطري لكرة الطاولة، حيث قاد نهضة غير مسبوقة للعبة على المستوى المحلي. وقد تميزت فترة رئاسته للاتحاد بزيادة شعبية اللعبة، وتحقيق نتائج تنافسية قوية، إلى جانب ترسيخ بنية تحتية رياضية متطورة تستجيب لمتطلبات التميز.
لم يكتفِ المهندي بدور محلي، بل أخذ على عاتقه تطوير كرة الطاولة خليجيًا وعربيًا وآسيويًا، وهو ما أهّله لتبوّؤ مناصب إقليمية وقارية مرموقة، كانت بمثابة بوابة عبوره نحو الاعتراف الدولي الواسع.
“مسيرة دولية حافلة بالثقة”
و بفضل رؤيته الثاقبة وجهوده المتواصلة، اختير المهندي نائبًا أول لرئيس الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، كما يشغل أيضًا منصب رئيس الاتحادين العربي والآسيوي للعبة. وهذه المناصب لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة سجلٍ طويل من النجاحات التنظيمية والتطويرية، إلى جانب الثقة الواسعة التي يحظى بها من أسرة كرة الطاولة العالمية.
وكان المهندي أحد الأعضاء الفاعلين في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي، حيث لعب دورًا أساسيًا في عدد من القرارات المصيرية المتعلقة بتطوير اللوائح، وتحديث أنظمة البطولات، والترويج للعبة في الأسواق الجديدة. كما ساهم بشكل مباشر في تعزيز الحوكمة داخل الاتحاد الدولي، بما في ذلك دعم التنوع والتمثيل الجغرافي العادل، وهو ما جعل اسمه يُتداول اليوم كمرشح بارز لرئاسة الاتحاد الدولي في الانتخابات المقبلة.
“قطر.. وجهة عالمية للعبة”
لا يمكن الحديث عن نجاحات المهندي دون التوقف عند دوره المحوري في جعل قطر مركزًا دوليًا لبطولات كرة الطاولة. فقد قاد جهود استضافة بطولات دولية كبرى، بينها سلسلة بطولات المحترفين، وبطولات العالم الفردية والزوجية، وغيرها من الفعاليات النوعية التي رسّخت حضور قطر كمنصة عالمية للعبة.
الدوحة نجحت في تنظيم فاق الخيال لبطولة العالم لكرة الطاولة 2025، وهو إنجاز جديد يُضاف إلى سجل المهندي القيادي، خاصة وأن قطر أول دولة عربية تنال شرف تنظيم هذه التظاهرة الرياضية الكبرى، للمرة الثانية بعد نسخة 2004. ويُعد هذا الاختيار تتويجًا لنجاح الاستضافة السابقة، التي وصفها مسؤولو الاتحاد الدولي بأنها من بين الأفضل تنظيميًا في تاريخ البطولة، بفضل الاحترافية العالية والبنية التحتية المتميزة والدعم المؤسسي الكبير.
“تنظيم الاحداث الكبرى”
وقد أثبت المهندي من خلال هذه الاستضافات أن قطر ليست فقط قادرة على تنظيم الأحداث الكبرى، بل على إعادة تعريف معايير الجودة والابتكار في تنظيم البطولات، خاصة في ظل التحديات اللوجستية التي صاحبت فترات الجائحة العالمية، والتي تعاملت معها قطر بكفاءة لاقت إشادة دولية.
“دعم للكوادر والمواهب”
من بين أبرز ما يميز خليل بن أحمد المهندي هو إيمانه العميق بأهمية بناء الإنسان قبل النتائج. فقد أولى اهتمامًا كبيرًا بصقل الكفاءات القطرية في مجال التدريب والتحكيم والإدارة، كما دعم برامج اكتشاف المواهب الناشئة، وفتح أمامها آفاقًا واسعة من خلال الاحتكاك باللاعبين العالميين وتنظيم معسكرات تدريبية رفيعة المستوى داخل وخارج البلاد.
وساهم هذا التوجه في خلق جيل جديد من اللاعبين القطريين القادرين على المنافسة القارية، وتحقيق إنجازات نوعية، إلى جانب خلق بيئة رياضية احترافية ساعدت على جذب لاعبين عالميين للدفاع عن ألوان المنتخب القطري، بما يعزز من قيمة الاحتكاك ويُسرّع من تطور اللعبة محليًا.
كما أن المهندي نجح في زرع قيادات من كافة الدول العربية في مختلف لجان الاتحادات العربية والآسيوية والدولية .
“الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي”
في ظل الإنجازات المتعددة التي حققها خليل بن أحمد المهندي على الساحتين القارية والدولية، بات ترشحه المرتقب لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة الطاولة من خلال اجتماع اليوم ،محل اهتمام واسع في الأوساط الرياضية العالمية. ويستند هذا الترشح إلى سجل قيادي غني بالرؤى الإصلاحية، والقدرة على الجمع بين المهنية والابتكار، إلى جانب التقدير العالي الذي يحظى به من قبل ممثلي الاتحادات الوطنية حول العالم.
ولا شك أن دعمه لهذا الترشح، سواء على المستوى العربي أو الآسيوي أو الدولي، يأتي من إيمان واسع بقدرته على نقل الاتحاد الدولي إلى مرحلة جديدة من النمو، من خلال مقاربة متوازنة تعطي صوتًا أكبر للدول النامية، وتحفّز الشراكات المستدامة، وتدعم توسيع القاعدة الجماهيرية للعبة .
“قيادي يمتلك الخبرة والرؤية ”
بعيدًا عن الألقاب والمناصب، فإن شخصية خليل بن أحمد المهندي تجمع بين الحزم والإنصات، وبين الطموح الواقعي والقدرة على بناء التوافقات. وهو يُعرف بين زملائه في الاتحاد الدولي بروح التعاون والاحترام، ما جعله همزة وصل فاعلة بين مختلف الأطراف، وقادرًا على لعب أدوار دبلوماسية بنّاءة في الأوقات الحرجة.
ويؤمن المهندي أن الرياضة، بما فيها كرة الطاولة، يمكن أن تكون أداة للحوار والتقارب بين الشعوب، وأن تطويرها مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الجميع، وهو ما ينعكس في مواقفه الداعمة للتنمية الرياضية في الدول النامية، سواء من خلال المبادرات التعليمية، أو توفير المعدات، أو إرسال المدربين والخبراء.
“نموذجا للقائد الرياضي”
ويمثل خليل بن أحمد المهندي نموذجًا ملهمًا للقائد الرياضي الذي ينجح في الجمع بين الولاء الوطني والرؤية العالمية. فقد استطاع من خلال مسيرته أن يرفع اسم قطر عاليًا في المحافل الدولية، وأن يرسّخ مكانة كرة الطاولة القطرية على الخريطة العالمية، وأن يفتح آفاقًا جديدة أمام شباب المنطقة للتفوق والريادة.
ومن خلال النجاح الكبير لبطولة العالم تتجه الأنظار مجددًا نحو الدوحة، ليس فقط كعاصمة رياضية عالمية، بل كرمز للريادة التنظيمية والتطوير المؤسسي الذي جسّده خليل بن أحمد المهندي بكل جدارة. ولا شك أن مستقبله القيادي في الاتحاد الدولي سيكون امتدادًا طبيعيًا لمسيرة حافلة بالبذل والتميز.