مقالات رأي

غرم الله الزهراني يكتب:” شعار الأهلي.. بين عناد الشركة وطموح الجماهير!”

 

 

في خطوة أثارت الكثير من الجدل، خرجت شركة الأهلي المصممة لشعار النادي ببيان رسمي عبر حساب النادي في منصة اكس تحاول فيه تسويق التصميم الجديد على أنه ثمرة اجتماعات وورش عمل ومشاركة جماهيرية. غير أن الشعار الذي خرج للنور جاء باهتاً، باهتاً جداً، لا يعكس هوية النادي، ولا يُرضي ذائقة جماهيره، ولا يليق بتاريخ أحد أعرق الأندية في القارة.

 

هل إلى هذا الحد تُستغفل الجماهير؟

كيف يمكن إقناع جمهور عريق وعاشق ومثقف أن هذا الشكل البصري البعيد كل البعد عن روح الأهلي هو “خلاصة جهد جماعي”؟

إنّ هذه المحاولة لا تُمثّل سوى إصرار على تنفيذ ما تراه الجهة المصممة مناسباً، بعيداً عن رأي الجمهور، بل وبعيداً عن شخصية الأهلي الراسخة في الوجدان الرياضي .

 

الشعار.. أم العناد؟

 

ما حدث لا يمكن اعتباره مشروع تطوير لهوية النادي، بل هو أقرب لفرض رؤية ضيقة على جمهور واسع الطموح.

عناد الشركة في تمرير هذا الشعار يبدو جلياً، رغم ما قوبل به من انتقادات واسعة

 

وقفة تأمل.. واجبة!

 

إذا كانت نتائج الاجتماعات الداخلية وورش العمل “الاحترافية” تخرج بهذا الشكل المتواضع، فماذا عن القرارات الأخرى داخل المنظومة؟

هل ينتظر محبو الأهلي من ذات العقول أن تخطط لتحقيق الإنجازات؟

أن ترسم مسار البطولات؟

أن تبني مستقبلا يليق بالكبير؟

 

حقيقة لا بد أن تُقال

 

حين تغيب العقول التي تُجيد قراءة التفاصيل، يغيب معها الإبداع.

وحين يكون التعامل مع الشعار بهذا القدر من السطحية، فلا عجب أن تُدار بقية الملفات بعقلية “الترقيع” لا “البناء”.

الشعارات ليست زينة، بل تعبير عن فلسفة وهوية وتاريخ وطموح.

 

لسنا ضد التطوير… ولكن!

 

للتاريخ، لم تكن جماهير الأهلي يومًا ضد التطوير أو التجديد.

بل على العكس، هي أول من يطالب بالتحديث، وأول من يدفع نحو التحول المؤسسي والفكري والرياضي.

لكن الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها: الشعار الجديد لا يُعبّر عن عمل احترافي.

بل يُوحي بالعكس تمامًا؛ وكأن تصميمه تم في ورشة ارتجالية لا في مؤسسة تُدرك معنى أن ترسم هوية نادٍ بهذا الحجم.

 

عناد أم رؤية؟

 

الإصرار الغريب على تمرير هذا الشعار رغم الانتقادات يكشف أن ما حدث لا ينتمي لفكرة التطوير، بل يُجسد حالة عناد وتجاهل لرأي الجمهور.

كيف يُمكن لمؤسسة أن تفرض رؤيتها على جمهور هو جوهر الكيان وروحه النابضة؟

هذا ليس تطويرًا، بل تمرير قسري لشكل

لا يُشبه الأهلي في شيء

 

الختام..

 

 

الأهلي لم يكن يوماً نادي الشعارات المؤقتة، بل نادي له هوية لا تحتاج إلى تجميل، بل إلى احترام. نحن لا نطالب بشعار أجمل وحسب، بل نطالب بما يجسد هوية وتاريخ الأهلي وبما يتوافق مع الرؤية المستقلبة للأهلي، وبما يليق بتاريخ نادي القرن .

فإن كان الشعار هو عنوان المرحلة المقبلة، فإن العنوان حتى الآن لا يليق بالمرحلة الحالية للأهلي بعد ان تسيد القارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com