غرم الله الزهراني يكتب:”الأهلي سيطر على القارة والاتحاد ختم المجد المحلي!”

أسدل الستار على موسم كروي استثنائي حبست فيه الأنفاس، وتلاطمت فيه مشاعر الفرح والخيبة، بين من اعتلى منصات التتويج، ومن غادر مضمار المنافسة مثقلاً بخيبات الطموح المؤجل. موسم حمل في طياته أحداثاً مثيرة وصراعات شرسة مابين المكاتب والميدان شهدت تتويجاً مستحقاً للبعض، ومفاجآت لم تكن في الحسبان.
محلياً: الاتحاد يضرب بالذهب والهلال يُقاتل حتى النهاية
في الدوري السعودي للمحترفين تنافس الكبار على الصدارة حتى الجولات الأخيرة. الهلال والاتحاد كانا أبرز فرسان المشهد في سباق لم يخلو من الإثارة والتقلبات. الاتحاد بقيادة كتيبة مدعومة مدججة بالخبرة والعزيمة تمكن من حسم الصراع لصالحه محققًا ثنائية الموسم: الدوري وكأس الملك خلال فاصل زمني قصير مثبتاً عودته القوية إلى منصات التتويج بعد مواسم حافل بالصراع .
أما الهلال ورغم بدايته القوية فقد اكتفى بكأس السوبر في موسم لم يحقق طموحات جماهيره المعتادة على الألقاب الكبرى، لكنه ظل حاضراً بكل قوة في مختلف البطولات، منافساً شرساَ حتى اللحظات الأخيرة .
النصر.. ضجيج النجوم وتراجع النتائج
وفي المقابل جاء النصر بقائمة نجوم لامعة يتقدمها الأسطورة كريستيانو رونالدو وبدأ موسمه كمنافس حقيقي على جميع الجبهات لكنه تراجع بشكل مفاجئ في مراحل الحسم ليكتفي بالمركز المؤهل إلى “دوري أبطال آسيا 2″، الأمر الذي فجّر موجة غضب جماهيرية واسعة.
حفيظة النصراويين اشتعلت بين من طالب برحيل رونالدو نفسه، معتبراَ أن وهج النجم خفت مع مرور الوقت وبين من تمسّك بالقائد وطالب بدعم الفريق
لا محاسبته، ليبقى النصر في دائرة الجدل لا البطولات. في موسم كان بالإمكان أن يكون للتاريخ!
قارياً: الأهلي يصنع مجد آسيا الجديد
بينما تباين أداء الأندية السعودية في المنافسات القارية، سطع نجم الأهلي بشكل استثنائي، بعدما تُوّج بلقب دوري أبطال آسيا “النخبة” بنسختها الجديدة، ليصبح أول نادٍ آسيوي يحقق البطولة بحلتها الحديثة.
إنجاز لم يكن عابراً بل خلاصة عمل مؤسسي واحترافي وإصرار كبير على تمثيل الكرة السعودية خير تمثيل.
الأهلي تجاوز تحديات صعبة، وواجه فرقاً قوية، لكنه ثبت أقدامه على القمة، محققًا إنجازًا غير مسبوق، في وقت عجز فيه بقية الأندية الآسيوية حتى عن الوصول إلى نهائي البطولة.
الرياضة السعودية.. حضور آسيوي وصيت عالمي
ما بين النجاح المحلي والتألق القاري، أثبتت الرياضة السعودية أنها تسير بثبات نحو العالمية. فالدوري السعودي بات مادة دسمة للإعلام العالمي، ومغناطيسًا للنجوم والمستثمرين، ما جعله محط أنظار عشاق الكرة من مختلف القارات.
الاستثمارات الضخمة، والبنية التحتية الحديثة، والتطوير المستمر في مستوى الإدارة الرياضية، كلها عوامل ساهمت في رفع القيمة الفنية للدوري، وتحويله إلى بيئة احترافية جاذبة تُضاهي كبرى دوريات العالم.
زاوية الكاتب تحت الاضواء: قراءة في نهاية موسم وتحوّل في العقلية الرياضية
حين نُلخّص موسماً بهذا الزخم، لا يمكن أن نغفل أن ما تحقق ليس وليد الصدفة، بل نتيجة لتحوّل جذري في عقلية الإدارة الرياضية السعودية. بات واضحاً أن الهدف لم يعد فقط التتويج بالبطولات، بل صناعة بيئة مستدامة للنجاح، محلياً ودولياً.
ما فعله الأهلي آسيوياً هو إعلان صريح أن الأندية السعودية باتت مستعدة لتكون في طليعة القارة، لا كمنافسين فحسب، بل كأبطال قادرين على كتابة التاريخ. في المقابل، ما فعله الاتحاد محلياً يؤكد أن العودة لا تحتاج إلى ضجيج إعلامي، بل إلى عمل صامت ومنهجي.
الموسم القادم سيكون مختلفاً، فالتوقعات أعلى، والطموحات مضاعفة. لكن الأهم من كل شيء، أن الثقة قد ترسّخت: في الملاعب، في المدرجات، وفي العقول.