منوعاتواحة الشعر و الفن

قراءة للموسم الرمضاني على الشاشات التونسية

 

تسيدت قناة الحوار التونسي الموسم الرمضاني في تونس وهو أمر ليس بالجديد في السنوات الأخيرة لقوة الأعمال الدرامية والكوميدية وإتقانها على الرغم من أن الأعمال التونسية بكل أنواعها تعيد نفسها بشكل مستمر في الموسم الرمضاني فلا جديد يذكر على مستوى القصة والفكرة والإبداع ما عدا العمل الرئيسي لقناة الحوار التونسي الذي يتحف المشاهدين كل عام بشيء جديد وقصة وأحداث مبدعة ومتميزة بقدر ما يتوفر من إمكانيات .

في هذا الموسم حطم مسلسل الفوندو للنجم نضال السعدي والمخرجة سوسن الجمني  كل الأرقام بل واكتسح كل الأعمال المنافسة بما فيها مسلسل أولاد الغول للنجم فتحي الهداوي ليتصدر بفارق كبير ويأتي بعده أولاد الغول وماعدا ذلك من أعمال يكاد لا يذكر حتى أن بعض الأعمال ذاع صيتها بشكل جيد وسوقت لها قنواتها على أنها أعمال سوف تنافس بقوة في رمضان ولكنها لم تكن على مستوى التطلعات حتى أنها تكاد لا تذكر في وسائل الإعلام ولا الجمهور يتداول أي من مشاهدها .

مسلسل الفوندو يكاد يكون العمل المتكامل الوحيد في الموسم الرمضاني التونسي خصوصا وأن به أسماء ظهرت في قمة الإبداع مثل الاكتشاف خليل العبدولي والذي أجمع كافة النجوم في تونس على أنه إضافة كبيرة للوسط الفني التونسي .

باختصار تتحدث القصة عن يحيى الشاب الصغير الذي يتورط في جريمة قتل ليس له أي علاقة بها ويسجن لمدة عشرين عام ويتعرف هناك على المروكي تاجر الذهب الكبير الذي يثق فيه في الوقت الذي اعتبرته عائلته مذنب لتدور الأحداث بشكل مشوق وجميل ومبتكر وهو ما غاب عن الساحة الفنية في تونس لفترة طويلة .

يبرز في المسلسل عودة الممثلة القديرة نعيمة الجاني للأعمال الجادة بعد فترة طويلة من الأعمال الكوميدية وظهور كمال التواتي في دور رائع جدا أعطاه صيغة جديدة وظهور رائع وكالعادة اختار النجم ياسين بن قمرة دوره بعناية وكان في قمة الإبداع, إضافة إلى كل ذلك أبدعت المخرجة سوسن الجمني في توظيف نوردو بدور جميل جدا وموظف دراميا بشكل دقيق لتعطيه مساحة من الإبداع في التمثيل لا تقل عن دوره كمغني .

في الساحة التونسية اكتسح مسلسل الفوندو نظيره أولاد الغول بشكل كبير بينما على المستوى الكوميدي لا تزال الصورة غير واضحة بين مسلسلي ابن خلدون للحوار التونسي والجاسوس للتاسعة كون العملين نوعا ما لم يكونا بالمستوى المطلوب .

في الحقيقة من يستحق نجومية هذا العام هو المخرجة سوسن الجمني التي أبدعت وأبهرت كل الجمهور التونسي بإبداعها في هذا العمل وهو امتداد لإبداعاتها السابقة ولكنها فاقت التوقعات وأكدت على أنها المخرج رقم واحد حاليا في تونس بلا منافس كما أن نضال السعدي وياسين بن قمرة كانوا في قمة النجومية ليبرهنوا مرة أخرى على أن توليفة الحوار التونسي بمنتجيها وطاقمها دائما ما تأتي بأعمال غير عادية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com