التقارير والحوارات

كعادتها.. الأرض تَرقص استقبالًا للمونديال

 

الكأس – جمال عبد الحميد

تعرضت منطقة الخليج العربي ليلة السبت الى هزة أرضية في بعض مناطق دولة الكويت وفق ما أعلنته الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل بمعهد الكويت للأبحاث العلمية حيث سَجلت الشبكة زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر جنوب غرب منطقة الأحمدي .

كما تعرضت أيضًا منطقة الخليج في أكتوبر الماضي الي زلزال قوته 3.5 بمقياس ريختر حيث سجلت الشبكة القطرية للمعلومات الزلزالية أن هزة أرضية ضربت عدة مناطق ومدن خليجية.

وفي مارس الماضي ضرب زلزال عنيف قوته 6 درجات عدة مناطق في جنوب غرب ايران بينما شَعر بالزلزال بعض سكان دول الخليج مثل قطر والإمارات العربية المتحدة .

وتأتي تلك الهزات الأرضية في الخليج العربي قبل أشهر قليلة من انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 في نسختها الثانية والعشرين التي ستقام بالفترة من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر القادم في قطر كأول دولة عربية وخليجية تستضيف العُرس الكروي العالمي الذي تعرض في بعض نسخه السابقة الي بعض الهزات الأرضية والزلازل وكأن الأرض تهتز و ترقص فرحًا لاستقبال تلك التظاهرة الرياضية العالمية .

زلزال فالديفيا الأكبر والاقوى

عقد الاتحاد الدولي لكرة القدم ” الفيفا” عام 1956 اجتماعه السنوي فى العاصمة البرتعالية لشبونة وفيه قرر اسناد تنظيم بطولة كأس العالم السابعة الى دولة تشيلي .

وقتها حاول الشيليون أن يسخّروا كل قدراتهم وإمكانياتهم من أجل تنظيم وإنجاح كأس العالم، ولكن حدث ما لم يتوقعه أحد، إذ ضرب زلزال مدمر مدينة فالديفيا بجنوب تشيلي في الثاني والعشرين من مايو من عام 1960، والذي يعتبر الزلال الأقوى والأكبر حتى الآن فى تاريخ الكرة الأرضية حيث وصل تقييمه إلى حوالي 9.5 على مقياس ريختر .

 

وحصد زلزال فالديفيا ارواح آلاف القتلى والحق أضرارًا مادية كبيرة بالمنشات و المرافق العامة وهو ما أصاب جهود اللجنة المنظمة للمونديال بالشلل الأمر الذي دعا الجميع وفي مقدمتهم الإتحاد الدولي لكرة القدم إلى رفع الحرج عن حكومة شيلي ومحاولة سحب التنظيم منها ومنحها إلى دولة أخرى في قارة أمريكا الجنوبية، وبالفعل كانت الأرجنتين هي أقرب الدول للحصول على شرف التنظيم، وكادت شيلي أن تستسلم للأمر الواقع خاصةً أنها لم تكن لتتحمل نفقات إضافية من أجل إعادة إعمار ما دمره الزلزال .

استسلمت شيلي كلها تقريبًا إلا رجل واحد فقط هو كارلوس ديتبورن رئيس الإتحاد الشيلى لكرة القدم و رئيس اللجنة المنظمة للبطولة الذي رفض التنازل عن شرف التنظيم وأطلق عبارة شهيرة خلدها التاريخ إلى يومنا هذا إذ قال ” لأننا لا نملك أي شيء، فسوف نفعل كل ما في وسعنا لإعادة البناء من أجل استضافة المونديال” .

ولم تُخيب شيلى ظن أعضاء الفيفا فقد نجحت فى وقت قصير وإمكانيات مالية محدودة ان تكون مستعدة لتنظيم البطولة في الوقت والموعد المحدد حيث انطلقت البطولة في الثلاثين من مايو عام 1962، ولكن للأسف تجسدت قمة الدراما الإنسانية قبل انطلاق المونديال بشهر عندما توفي كارلوس ديتبورن الأب الروحي لهذه البطولة، الأمر الذي أصاب الشعب الشيلي بالحزن الشديد فدفع اللجنة المنظمة إلى أن تخلد اسم الرجل بإطلاقه على الإستاد الذي استضاف مباريات المجموعة الأولى التي أقيمت في مدينة أريكا الساحلية.

هزة مكسيكية وزلزال مارادونا

أسند الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا تنظيم كاس العالم 1986 إلى كولومبيا وبمرور الوقت أبدى الفيفا استيائه من عدم سير الاستعدادات لتنظيم المونديال بالشكل المطلوب ، لتفاجئ كولومبيا العالم بالإعتذار عن التنظيم في اكتوبر 1982عندما اعلن الرئيس الكولومبى بيلسارو بيتاكور أن بلاده لن تنظم كاس العالم 1986 بسبب الظروف الاقتصادية و الاجتماعية التى تمر بها كولومبيا واضاف ” لقد عوض لنا كاتبنا جابريل جارسيا ماركيز هذة الخسارةعندما فاز بجائزة نوبل للأدب فى ذلك العام”.

وعلى الفور تقدمت المكسيك وكندا والولايات المتحدة بطلب لتنظيم كأس العالم ليختار الفيفا بالإجماع المكسيك في مايو 1983 لتصبح المكسيك أول دولة تُنظم النهائيات مرتين خلال أقل من عشرين عامًا ، ولم يكن اقتصاد المكسيك أحسن حالًا من كولومبيا فقد أصاب مدينة مكسيكو سيتي زلزال مدمر في 19 سبتمبر 1985 قوته 7.5 درجة على مقياس ريختر موديًا بحياة ما لايقل عن خمسة الف شخص، وتسبب الحدث في أضرار تتراوح بين ثلاثة وأربعة مليارات دولار أمريكي حيث انهار 412 مبنى وتضرر 3124 مبنى آخر بشكل خطير في مدينة مكسيكو سيني.

وهنا حامت ودارت شكوك المسئولين فى الفيفا حول قدرة المكسيك على استضافة البطولة، لكن اللجنة المنظمة أكدت جاهزيتها لاستقبال المونديال في موعده حيث اسندت تظيم البطولة الى شركة أهلية تعمل فى مجال البث التليفزيونى وطالبت شركات التليفزيون الاوروبية أن تُجرى المباريات فى ساعات المشاهدة الكثيفة فى أوروبا بالرغم من فارق التوقيت الكبير البالغ ثمانى ساعات ولكنها اضطرت الى الموافقة على ذلك .

ورغم المعوقات التي ظهرت لكن البطولة أقيمت في موعدها وكانت واحدة من أشهر وأبرز واحسن بطولات كأس العالم عبر تاريخها الطويل وفيها تألق النجم الأرجنتيني الكبير والشهير دييجو ارماندو ماردونا وقاد منتخب التانجو للفوز بلقب المونديال الذي أطلق عليه ” مونديال مارادونا ” حتي أن بعض الصحف خرجت تقول إن المكسيك اهتزت مرتين، الأولي كانت من زلزال حصد أرواح الكثيرون والثانية كان زلزال انفجر داخل المستطيل الأخضر اسمه دييجو ارماندو مارادونا اهتزت معه جماهير الساحرة المستديرة فرحا وسعادة .

زلزال أوساكا وفوز من أجل الشهداء

قبل لقائه الافتتاحي امام المنتخب الكولومبي على ملعب “سارانسك” ضمن منافسات المجموعة الثامنة بنهائيات كأس العالم 2018 استيقظ المنتخب الياباني على أنباء وقوع زلزال بلغت شدته 6.1 درجات بمقياس ريختر وفق المعهد الأميركي للجيوفيزيا وذلك بمدينة أوساكا البانيانية ، وهي ثاني أكبر مدن اليابان،والتى تقع غرب البلاد مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة عشرات آخرين.
أصيب لاعبي منتخب اليابان جراء هذا الخبر الأليم بصدمة نتيجة الحادث حيث شعروا بقلق كبير على ذويهم وأفراد أسرهم فقد كان هناك أسر لاعبين تعيش عائلاتهم حول المنطقة المتضررة من جراء وقوع الزلازل.

وعلى الفور بعث الفريق الياباني برسالة تعزية للمتضررين من زلزال أوساكا، وفي اللقاء استطاع منتخب اليابان الفوز على نظيره الكولومبي بهدفين مقابل هدفًا، ليهدى لاعبو اليابان الفوز لأرواح قتلى زلزال أوساكا.

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com